أوزار الشتاء - 1 -
سيأتي الخريف حاملاً أوزار الشتاء..
والمسارات المؤدية للمدينة ستضل الطريق..
ربما هذا الخريف قد أحال المسارات للذبول..
قد أصبغ الزوايا بالصفرة والشرود..
وعلى الملامح بعض الهروب..
تلك الوجوه سئمت إصرار الخريف..
وقساوة شخصك يا شتاء..
التائهون يبحثون عن الرذاذ..
في فصول الانتظار..
والخريف غارق في التيه الممتد..
سوى العينين الهائمتين في الانحدار..
ترقب منحة الشتاء أنشودة ومطرا..
ترقب ابتهاج الأرصفة..
وضجيج الأطفال العابثين..
وتفاصيل تعج بها الطرقات..
عبث الريح - 2 -
أراك طفلاً في المسافرين للغد..
أراك أرجوحة يتسلى بها المغادرون
أراك عشقاً يفيض بالسؤال..
أحبك أمسي..
رغم الجور وعذابات الغربة..
أخشى أن تنهار الأحلام..
وأراك بعيداً بين الملامح..
أرقب مجيئك فتمضي وكأن الوليد لم يكن شيئاً..
أرهقته بخريف الطرقات..
لا يدري أهي القطارات أم الغربة تصنع النسيان..
وقفت أحدق في المرآة..
مضيت غير آبه بنداءاتي..
والريح تعبث بملامحي
المشدوهة..
مضيت والغروب يتلو حكايتي..
هنا طفلة حملتها الأقدار
وحيدة..
كان لها طفل لكن المسارات حملت
أقدامه بعيداً.. بعيداً خلف
الأسوار الجائرة..
جئتك طارقة - 3 -
وقفت ببابك...
وقفت ببابك هرباً..
وقفت لا أدري ما حملها على المجيء هنا..
بالأمس لم أرك جيداً..
حين سقط المطر باهظاً..
حين يسقط المطر سرت والأمواج عابثة..
وكانت الريح صارمة...
كان لدي حديث لكنها تعبث بملامحي..
فأبدو هائمة من رائحة المطر..
أحمل حقيبتي وأدّعي القرار..
وقفت ببابك..
هرباً من التيه العارم..
لست أدري إن كان بابك سيُشرع
وسيتسع للهائمين
من رائحة المطر..
|