رغم حرارة الصيف ولهيب الشمس إلا أن بريدة - كما جاء في شعار المهرجان (صيفها مختلف)، وهي الآن ترتدي لباساً جميلاً وتعيش صيفاً مُبهجاً أنيساً - هي الآن (تنتعش.. في صيف مختلف) بريدة تبتسم لأبنائها وتحتضنهم في جو سياحي احتفالي يخفف عنهم شيئاً من حرارة الطقس ويمسح عنهم بعضاً من عرق الصيف بريدة اليوم تُغيِّر من نمط حياتها الرتيب.. تحرِّك سكونها وتحتوي شبابها وتشغلهم ببرامج هادفة وأنشطة متنوعة تكون البديل الناجع الفاعل عن حياة (الفراغ) التي يعيشونها.. إما بجلسة على رصيف أو في الاستراحات أو في ازعاج الناس وإشغالهم بالعبث في السيارات.
مهرجان بريدة الذي انطلق لابساً شعار (بريدة صيف مختلف) بدعم وتفعيل من أمير المنطقة سمو الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز وبرعاية وإشراف وتنظيم مجموعة من الدوائر الحكومية (بلدية بريدة، الإدارة العامة للمياه، الرئاسة العامة لرعاية الشباب) وعلى رأسهم الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم بقيادة الاستاذ صالح بن عبدالله التويجري لطَّف الجو وحرَّك الجميع في تظاهرة سياحية راقية هادفة من الصغير إلى الكبير ومن الرجال والنساء ببرامج جذَّابة وطرح هادف متنوِّع يجمع بين الجد والمتعة والمرح والذي ساعد على نجاح المهرجان هو الموقع وجماليته حيث يتوسط من بريدة وتجتمع فيه جميع برامج وعروض المهرجان بتنسيق وعرض رائع وكذلك من عوامل نجاحه الخبرة والرؤية الواضحة التي تتمتع بها إدارة التربية والتعليم بمنطقة القصيم لإقامة مثل هذه البرامج والانشطة بحكم التخصص التربوي والتعليمي والتثقيفي الذي يحرِّكها وبحكم هذه الشريحة من الشباب الذين تحتضنهم في مدارسها والذين عرفت الإدارة كيف تتعامل مع عقلياتهم ونفسياتهم وعرفت أيضاً كيف تستهويهم وتجذبهم لبرامجها وعروضها في المهرجان.
كنَّا في السابق نتذمَّر من واقع الشباب والفوضى والفراغ الذي يعيشونه.. كنَّا ظاهرة صوتية حول بعض القضايا والمشاكل التي تمر بنا نشبع الظاهرة حديثاً وتنظيراً، لكننا لا نشبعها فعلاً وعملاً والآن ولله الحمد أصبحنا نعالج الظاهرة بطرح البديل لا بالتذمر والتضجر، وبدلاً من أن نلعن الظلام أصبحنا نوقد شمعة، وهذه المهرجانات والمراكز الصيفية التي تُقام في نواحي مملكتنا الحبيبة ما هي إلا من البديل الهادف الثري المفيد الذي يرقى بثقافة الشباب ويُنير عقولهم ويملأ وقت فراغهم ويدخل المتعة على نفوسهم.
أسطري الأخيرة:
اللجنة المنظمة للمهرجان - في رأيي - أنها نجحت في إدارة المهرجان وفي إظهاره بالصورة المطلوبة والنافعة والمفيدة.. نجحت في طرحها الراقي في برامجها وعرضها الرائع، ونجحت وهو المهم في كسب الشباب وجذبهم إلى أرض المهرجان.. أتمنى من المسؤولين في المنطقة أن يكافئوا، وأن يكلِّفوا هذه اللجان بالإشراف على مهرجانات السنوات القادمة.. إن شاء الله.
|