** لا يخلو أي مجلس كان.. حتى ولو كان صغيراً.. من شخص أو أكثر.. يقدم نصائح طبية بالمجان لكل شخص يشتكي.. أو ينقل له شخص آخر يشتكي من مرض أو أكثر من مرض.. سواء شُخِّص أو لم يُشخَّص.. حتى لو تنهدت وسألك أحد.. ما بك؟ وقلت يؤلمني رأسي أو ظهري أو بطني أو ركبتي.. فإن هذا الطبيب الجاهز سيقول لك.. عليك بزيت الخروع أو زيت السمسم أو أي علاج أو دهان آخر أو أي شيء آخر.. ولا شك أن هذا أو ذاك.. سيقدم لك خلطة علاج مجربة.. وقد جرّبها فلان وفلان و(شفهم يتَنَدَّحون مثل الخيل).
** يقولون في مجالسهم.. فلان أو فلان أصيب بمرض.. واستمر معه سنوات.. وراجع كل مستشفى.. وسافر إلى أمريكا وأوروبا وفشل الأطباء كل الأطباء معه.. وذهب لفلان الطبيب الشعبي وأعطاه وصفة أو خلطة أو علاجاً معيناً و(انطلاقة عقال) وهو اليوم ما يلحقه ولا (السَّلَقْ).
** وآخر مشلول وملازم للسرير عشر سنين.. وما تركوا ولا طبيب.. ولا تركوا عيادة ولا مستشفى في الداخل والخارج.. وذهبوا لفلان الفلاني.. وتحسس جسمه وأعطاه وصفة.. وبعد ما أكلها بدقيقتين.. طمر من مكانه مثل (المقروص) ورجع بيته يسوق (موتره).. حتى إن أولاده لم يعرفوه.. لأنه يركض..!!
** وآخر يصيح من ظهره عشر سنين.. وجاب العالم كله.. بحثاً عن علاج.. وفشل كل العالم.. شرقه وغربه في علاجه.. حتى ذهب إلى فلان الطبيب الشعبي وقال.. عليك بالزيت الفلاني.. وعليك بِمرقَةْ الكراعين.. وبعد أسبوع.. صار يشيل (دْرام زفت).
** في المجالس.. هناك نوعية تطمر وتخطف السالفة.. لتقدم وصفة شعبية أو تنصحك بمراجعة طبيب شعبي وتقول.. وحده بوحده وتنسى مرضك على طول.. و(ترى ما حَرّكْ.. داواك).
** وبعضهم في المجالس.. لا يكتفي بمجرد منح الوصفات المجانية وإعطاء إرشادات طبية.. ومنح روشتات.. بل يعرج على أسماء الأطباء وينتقدهم واحداً واحداً.. ثم يعرج مرة أخرى على المستشفيات الكبار وغيرها.. فينتقدها مستشفى مستشفى.. ويقول (إذا بغيت العافية.. فاترك الدخاترة والمستشفيات.. وعليك بعلاج أبو فلان.. وتطمر مثل الحصان).
** وبعضهم لا ينسى في مهاجمة دول كبرى متقدمة في الطب.. مثل أمريكا وكندا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.. فيسمح لنفسه بتقييم الطب في هذه الدول.. ليصل إلى نتيجة.. أن كل (الطيّ عندهم خرطي) وان العلاج الصحيح لديه.. بينما لو.. أوجعه أصبعه الصغير.. لطمر إلى أقرب مستشفى.. وأقرب طبيب.. ولما استخدم أي شيء من تلك العلاجات والأدوية التي يسوّقها.. فحكمه على الأطباء وعلى المستشفيات.. ووصفه للأدوية والعلاجات وإرشاداته المستمرة.. هي للآخرين فقط.. بينما يراجع المستشفيات ويراجع الأطباء.. ولا يمكن ان يدخل في فمه حتى ولو حبّة شعير دون ان يراجع طبيباً.
** ترى.. كم من شخص أضره أطباء المجالس.
** وكم من شخص بلع ثم مرض بسببهم.
** وهل.. لو قدّم أحدهم للمحكمة.. لأنه تسبب في مرض فلان أو إعاقة فلان.. أو موت فلان.. يقتص منه؟
** هل التلاعب بصحة الناس وحياة الناس.. أمر هيّن؟!
** هل يتوقع هؤلاء.. أن تلك الوصفات التي يقدمونها.. أمر بسيط.. وأن بوسع أحدهم أن يوزّع وصفات طبية لكل مريض.. ومؤهله كله.. الجهل واللقافة وقلة الخوف والحياء.
|