صار انقطاع التيار الكهربائي عن الأحياء من النكت (البايخة) التي لا يود احد سماعها، ولا أدري شيئاً عن تداول هذه النكتب في مدن وقرى قابعة في شمال وجنوب بلادنا.. المهم: أن الكهرباء تطورت وتوسعت، والتقرير السنوي للشركة السعودية للكهرباء لعام 2003م وعنوانه (طاقة مثمرة) يحكي وبالأرقام ما تشهده الكهرباء لدينا من تطور، وهو -أي التقرير- يشفي غليلاً ويمحق فضول من أراد الاستزاده ومعرفة الكثير عن نشاط شركة الكهرباء.
أشد ما أستعجبه من شركة الكهرباء هو ما لا أستطيع أن أسميه (عجزاً) عن إيصال الكهرباء لضواحي وأحياء أصبحت في وسط العاصمة الرياض، وحتى لايسأل مهتم: مثل ماذا؟.. أقول: ضاحية لبن في غرب الرياض، هذه الضاحية التي وزعت جل أراضيها كمنح للمواطنين -وأقسم بالله أنني لا أملك منحة في هذه الضاحية وغيرها من الضواحي-، موقع ضاحية لبن مميز ويتوسط غرب وشمال الرياض، وإيصال الكهرباء لهذه الضاحية سيُسعد كثيرين ينتظرون الفرج للبدء بتشييد مساكن لهم، خاصة أن الكهرباء وصلت لأحياء قبلها وبعدها.. حقيقة أحتار في عدم وجود الجواب الشافي والكافي لهذه المعضلة التي أجزم أن حلها سهل وميسر لدى المسؤولين في شركة الكهرباء.
ولا أحد يجهل ارتباط شركة الكهرباء بالنشاط العقاري، والدور الذي تلعبه الكهرباء في أسعار العقار، فالمتر المربع الواحد لقطعة الأرض قد يتضاعف عندما (يُشاع) أن الخدمة الكهربائية ستصل لهذا الحي أو ذاك، وتجار العقار لا يرفضون أو يماطلون في الدفع لتوفير الكهرباء في مخططاتهم، وكل ما يطلبون -حسب قولهم- السرعة في توفير كافة الخدمات لمخططاتهم، ومنها خدمة الكهرباء.
مرة أخرى.. أعجز عن تقدير حجم العمل لشركة الكهرباء الظاهر في تقريرهم السنوي، والمسؤولون في الشركة هم الأدرى بأن حاجات البشر لا حدود لها.. والكهرباء أصبحت أحوج الحاجات... والله المستعان.
|