* الأمم المتحدة - الخرطوم - القاهرة - الوكالات:
اجتمع الرئيس السوداني عمر البشير أمس في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور مع الرئيس التشادي إدريس ديبي في إطار لقاءات مكثفة بين الجانبين على مختلف المستويات لبحث الوضع في إقليم دارفور المجاور لتشاد، في وقت تواصلت فيه الخلافات بين اعضاء مجلس الأمن الدولي حول جدوى معاقبة السودان وفقاً لمشروع قرار أمريكي بهذا الصدد.. وقال وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل قبل لقاء البشير وادريس دبي ان الجانبين سيبحثان تشكيل قوة عسكرية مشتركة لمراقبة الوضع على الحدود بين البلدين لتطويق افرازات المواجهات في دارفور على الحدود.. ويوم الجمعة اجتمع وزيرا الدفاع السوداني اللواء بكري حسن صالح مع نظيره التشادي إيمانويل نادنقار وناقش الوزيران القضايا الأمنية على الشريط الحدودي بين اقليم وداي التشادي وولاية غرب دارفور وقضايا اللاجئين السودانيين بتشاد.
وكان وزير الداخلية السوداني اللواء عبد الرحيم محمد حسين وهو ايضا ممثل الرئيس السوداني باقليم دارفور اكد الجمعة عودة حوالي 86% من النازحين بولاية غرب دارفور إلى قراهم..
وفي مجلس الأمن الدولي ما زال الانقسام قائماً حول ما إذا كان ينبغي فرض عقوبات على السودان، وفي المحادثات الأولية بشأن مشروع قرار أمريكي يومي الخميس الجمعة أبدت باكستان والجزائر والبرازيل ودول أخرى قلقها بشأن فرض أي حظر قائلة إن الحصول على تعاون الخرطوم سيكون مفيداً أكثر من فرض عقوبات عليها. وأعربت روسيا والصين عن شكوك وان كان اعضاء بالمجلس قالوا ان مواقفها بدأت تلين.
وقال وزير الخارجية السوداني في تصريحات له يوم الجمعة إن المطالبة بفرض عقوبات على السودان (تتناقض مع معطيات الواقع وتضعف جهود الحكومة والاتحاد الافريقي ومن شأنها تعقيد العلاقة بين السودان والمنظمة الدولية بجانب إضعاف مصداقية الاتفاقات التي تم التوقيع عليها ولم يجف حبرها سواء مع الأمين العام للأمم المتحدة أو مع وزير خارجية أمريكا). وقال عنان يوم الأربعاء الماضي للمجلس إن الاتفاقات التى وقعها مع الخرطوم تدعو الحكومة إلى إرسال قوات سودانية إلى دارفور لنزع سلاح ميليشات الجنجويد ووقف غاراتها ونشر مراقبين لحقوق الانسان للتحقيق في الانتهاكات المزعومة. وفي نفس الوقت أرادت بريطانيا وفرنسا وألمانيا من الدول الأعضاء في مجلس الأمن اعداد قرار يقضي بفرض حظر على الأسلحة على السودان بالكامل وليس على مليشيات في دارفور فقط إذا لم تحقق الخرطوم تقدماً في منع وقوع الفظائع التي ترتكبها مليشيات الجنجويد. ويقول مراقبون ان تقديم تحليل من عنان ومسؤولين آخرين في الأمم المتحدة يراقبون الوضع في دارفور سيكون مهماً لاعضاء مجلس الأمن.
وقال السفير البرازيلي رونالدو موتا ساردينبرج في الأمم المتحدة ان القضية ليست فرض عقوبات وإنما ايجاد (مزيج كاف) بين مواصلة الضغط على السودان وتشجيع الخرطوم على الالتزام. ومن جانب آخر ذكرت وكالات تابعة لمنظمة الأمم المتحدة أن مليوني طفل جرى تحصينهم ضد مرض الحصبة خلال حملة للتطعيم قامت بها المنظمة الدولية في منطقة دارفور التي يمزقها الصراع في غرب السودان إلا أنه لم يتسن الوصول إلى 500 ألف آخرين بسبب القتال. وقالت كارول بيلامي المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) الذي كان يعمل مع وزارة الصحة السودانية ومنظمة الصحة العالمية إن (غرب دارفور مصدر قلق خاص حيث ما زلنا لا نستطيع الوصول إلى نصف الاطفال). وقدرت الوكالتان أن بوسع الحملة إنقاذ حياة نحو 50 ألفاً إذ ان هذا المرض يمكن أن ينتشر بسرعة في هذه المخيمات وهو مرض قاتل بالنسبة للأطفال الصغار.
وعلى صعيد آخر أكد مسؤول أمني سوداني أن القيادي الشيوعي السكرتير العام للحزب بالبلاد محمد إبراهيم نقد ليس مطلوباً ولا توجد توجيهات بالقبض عليه، وعزا اختفاء نقد إلى قرار صادر من اللجنة المركزية للحزب ببقائه متخفياً وتوقعت المصادر الأمنية ظهور نقد للساحة السياسية قريباً.
|