* لندن - كاترين فاي دو ليستراك - أ.ف.ب:
أوردت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي تراجعت مصداقيته بشكل كبير نتيجة عدم العثور على اسلحة دمار شامل في العراق، كان ينوي الاستقالة في يونيو، غير ان اربعة وزراء تدخلوا لاقناعه بتبديل رأيه.
وأوضحت البي بي سي ان الوزراء الاربعة وهم: تشارلز كلارك (تربية) وجون ريد (صحة) وتيسا جويل (ثقافة) وباتريسيا هيويت (تجارة وصناعة)، تدخلوا بشكل منفصل لدى بلير الذي قالوا انه كان يعيد النظر بجدية في دوره على رأس الحكومة العمالية.من جهته، ذكر ناطق باسم رئاسة الحكومة امس السبت ان بلير لطالما قال انه سيقود العماليين في الانتخابات المقبلة.غير ان هذه المعلومات تثير مجددا الافتراضات والتكهنات حول المستقبل السياسي لبلير قبل بضعة ايام من استحقاق يتوقع ان يكون صعبا، مع صدور التقرير حول اخطاء اجهزة الاستخبارات في تقويم الخطر العراقي الاربعاء.ويهدف التقرير الذي عهد به الى مسؤول كبير هو اللورد روبين باتلر الى القاء الضوء على العملية التي قادت لندن الى الاعتقاد قبل شن الحرب بأن العراق يملك اسلحة دمار شامل، فيما لم يتم العثور على أي أثر لها لاحقا.وتتوقع الصحافة ان يشير التقرير بالاتهام الى رؤساء اجهزة الاستخبارات والتجسس وعلى الاخص جون سكارلت رئيس اللجنة المشتركة لاجهزة الاستخبارات البريطانية، وهو مقرب من توني بلير تمت ترقيته اخيرا ليترأس اجهزة الاستخبارات الخارجية (ام اي 6).
وجعل بلير من اسلحة الدمار الشامل العراقية المبرر الرئيسي لشن الحرب على العراق، متجاهلا تردد الرأي العام البريطاني ومعارضته، وبعد ان اكد على مدى اشهر ثقته في وجود اسلحة دمار شامل في العراق، اقر بلير للمرة الاولى الاسبوع الماضي بأنه قد لا يتم العثور على اثر لمثل هذه الاسلحة ابدا.ورأت الرئيسة السابقة لاجهزة الاستخبارات البريطانية بولين نيفيل - جونز امس السبت ان رئيس الوزراء يجب ان يتحمل مسؤولية الاخطاء التي قد تكون اجهزة الاستخبارات ارتكبتها، معتبرة ان اقل ما يمكن اتهامه به هو عدم الكفاءة.وهذه اول مرة ترد (تسريبات) تشير الى ان رئيس الوزراء يعتزم الاستقالة، في حين انه اكد على الدوام في تصريحاته العلنية ان الناخبين هم الذين يقررون.وقال بلير في يونيو: ان الشعب البريطاني هو الذي يقرر في نهاية المطاف.وبات القيادي العمالي البارز الذي تمكن عام 1997 من وضع حد لهيمنة المحافظين المستمرة منذ 18 عاما على الحياة السياسية البريطانية وسجل انتصارا انتخابيا ساحقا جديدا عام 2001، يواجه معارضة داخل حزبه سواء بشأن الحرب على العراق او بالنسبة لسياسة يمين الوسط التي ينتهجها.وفيما صنف حزب العمال في المرتبة الثالثة في الانتخابات المحلية والاوروبية في يونيو، بات البعض يتساءل إن كان بلير افضل من يمكن ان يقود الحزب في الانتخابات التشريعية المقبلة التي ترجح وسائل الاعلام ان تجري في ربيع 2005وتتحدث الصحف باستمرار عن الصراعات داخل الحزب بين مؤيدي بلير ومؤيدي وزير الاقتصاد غوردن براون، الزعيم العمالي البارز المنافس لبلير.وتتحدث الصحافة عن اتفاق سري جرى بين الرجلين عام 1994، وتعهد بلير بموجبه بالتنحي في منتصف ولايته الثانية لبراون.
ويعتبر انصار براون ان الوقت حان لتسلم وزير الاقتصاد زمام السلطة، نظرا لتراجع شعبية بلير بسبب الازمة العراقية، في حين ان الاقتصاد سجل في عهد براون ازدهارا كبيرا.وفي مايو، المح المسؤول الثاني في الحكومة جون بريسكوت الى اعادة ترتيب مواقع وزراء بلير تمهيدا لمستقبلهم مع رئيس وزراء جديد.
وستخضع شعبية توني بلير لاختبار جديد الخميس في انتخابات تشريعية جزئية في مدينتي بيرمنغهام وليسستر بوسط انكلترا.
|