حضرت مؤخراً في القاهرة المنتدى العربي للطلائع الذي شارك فيه البرلمانيون من الأطفال من عشر دول عربية، ولقد مثل المملكة في هذا المنتدى ثلاثة مشاركين من مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين.
وبالرغم أن هذه هي الدورة الأولى لهذا المنتدى الذي تنظمه مصر إلا أنه كان عامراً بالبرامج المكثفة التي توالت خاصة في الأيام الاولى للمنتدى حيث زار المشاركون مجلس الشعب المصري والتقوا برئيس المجلس الدكتور أحمد فتحي سرور، ودارت بينه وبينهم حوارات مختلفة، وزاروا كذلك جامعة الدول العربية وعددا من الادارات الاخرى، لقد كانت مشاركة المملكة ناجحة بكل المقاييس حيث استطاع الشباب المشاركون أن يوجدوا لهم مكانة بين نظرائهم العرب من خلال قدرتهم على الاندماج والتواصل مع الآخرين مما يبرز حسن الاختيار من قبل المؤسسة والقائمين عليها.
فمثل هذه المشاركات الخارجية لابد من الحرص على أن تكون النماذج المشاركة من ذوي القدرات المتميزة التي تشرف المملكة في المحافل العربية. والشباب المشاركون، وبالرغم من أنهم لم يتلقوا تدريباً جيداً في مدارسهم فيما يتعلق بفنون الحوار الذي يعتبر من أبرز برامج المنتدى الا أنهم أبلوا بلاء حسناً واستطاعوا المشاركة والتواصل مع نظرائهم العرب في الندوات والمناقشات التي حضرت بعضها سواء تلك التي تتعلق بحقوق الطفل أو التعليم في الوطن العربي، أو البرامج التطوعية وأهميتها.. وهذا يعني أننا بحاجة مستقبلا إلى أن يكون لدينا برامج نعد فيها شبابنا إعداداً جيداً استعداداً لمثل هذه المشاركات والا نعتمد فقط على ما لديهم من مواهب لأن الموهبة تحتاج إلى قدرات بلاغية وشجاعة أدبية وخبرة تدريبية في التحاور مع الآخرين من أجل إيضاحها والتعبير عنها، ولعل المؤسسة بما لها من مساهمات عديدة في مجال رعاية الموهوبين تساهم في رعاية الطلاب الذين يلاحظ ميولهم إلى الحوار البناء المفيد، وتدريبهم التدريب الكافي ليكون ذلك من ضمن برامجها الرائدة التي تقدمها لفئات مميزة من أفراد المجتمع في هذه المرحلة التي نحن في حاجة ماسة إلى أن يكون الحوار من ضمن مواهب شبابنا التي نفتخر بها ونعرضها أمام الآخرين.
المؤسسة لديها إمكانيات جيدة ورغبة صادقة في تطوير إمكانيات الموهوبين لذا فأنا أقترح عليها أن تتبنى برامج حوارية في مختلف مدن المملكة، لهذا الغرض ليسود الحوار الوطني البناء بين الشباب سواء في مدارسهم او خارجها.ولعله من المناسب أن أشيد بالشباب الذين مثلوا بلادهم خير تمثيل، ولم يتغيبوا عن أي من البرامج، وكان لأحدهم فقرة رئيسية مهمة باسم وفد المملكة في الحفل الختامي الذي كان على شرف وزير الشباب المصري الدكتور علي الدين هلال حيث كان الوفد السعودي محط اهتمام الآخرين بما تحلى به جميع المشاركين من انضباط وحرص على سمعتهم وسمعة بلدهم الذي يشاركون باسمه، ولابد أيضاً من شكر لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله على حرصها على رعاية الموهوبين وتهيئة السبل لهم للاحتكاك في محافل عربية ودولية تحية شكر لأمينها العام ومدير علاقاتها العامة وجميع المسؤولين.
|