15-8-1391هـ الموافق 5-10-1971م العدد 363
رأي

تذكّرت المثل القائل: إذا كان بيتك من زجاج فلا ترم بيوت الناس بالحجارة.. تذكّرت هذا المثل عندما سمعت شجاراً دار بين أحد الجيران مع جارٍ له.. والحقيقة أن الدين الإسلامي اهتم بقضية الجوار.. وأشاد بعظم روابط الإخاء التي تجمع بينهما.. ومن خلال هذه الروابط المتينة فإن جميع الماديات وما احتوته بأطرها تذوب أمام المصالح المشتركة لخدمة الجميع.. أما الحوار الدائر بين جارين فكان أمراً ليس بالصعب.. بل من السهولة بمكان القضاء عليه.. وبقليل من المفاهمة الودية.. والواقعية أيضاً.
أحد الجارين يملك كلب صيد.. وهذا الكلب يملأ الفضاء نباحاً معظم ساعات الليل مما يسبب القلق للناس وبالأخص الأطفال. أما الآخر فلديه تلفزيون يتركه ليجلجل بصوته في (سطح البيت) وقد حمي وطيس الجدال بينهما.. والقول المنصف إن التلفزيون من الممكن إقناع صاحبه بخفض صوته وقد اقتنع فعلاً، ولكن ما هي الوسيلة لخفض صوت كلب الصيد.. الحق أن الجنوح إلى مقاييس العقل وتحكيم المنطق السليم هو الحلقة المفقودة التي تتطلبها في هذا الموقف.. هل ستتحرك في نفس صاحب الكلب العاطفة الأخوية ويملأ جوانحه كرم الإيثار أم هل يكون فريسة للأثرة.. هل يجد القدرة على وضعه في مكان أمين بعيداً عن جيرانه، هذا ما سنتركه للمستقبل.. وسنرى ما تتنفس به الأيام.