يفتتح جلالة الملك فيصل غداً الأربعاء محطة الري والصرف في الأحساء في احتفال كبير يشهده أصحاب السمو الأمراء والوزراء وكبار رجال الدولة والمواطنون.
ويعتبر هذا المشروع من أضخم المشاريع الزراعية في المنطقة، حيث أقيم وفق أحدث الأسس والطرق والوسائل المتبعة في الري والصرف، واستصلاح الأراضي الزراعية، وقد استهدف المشروع تطبيق هذه الوسائل في استصلاح ما يزيد على عشرين ألف هكتار من الأراضي بمنطقة الأحساء التي تعتبر من أغنى المناطق الزراعية من حيث التربة ووفرة المياه الجوفية القليلة الأملاح. وكانت معظم الأراضي تغمرها المياه بسبب ارتفاع منسوب ما يتدفق من العيون والآبار، حيث توجد بالمنطقة حوالي ثلاثين بئراً وعيناً مما أدى إلى نقص المساحة الزراعية بها إلى حوالي 800 هكتار فقط تروى بطرق بدائية.
كما تضمن المشروع ردم كافة الآبار والعيون التي يقل إنتاجها عن عشرة لترات في الثانية حتى يتم تحسين إنتاج الآبار والعيون المجاورة لها وزيادة المساحة الزراعية إلى 20 ألف هكتار.
ولري هذه المساحة الزراعية أقيمت شبكة من القنوات الأسمنتية الرئيسية والفرعية والجانبية يبلغ مجموع أطوالها حوالي 1600 كيلومتر وتصل هذه القنوات العديد من السيفونات والعبارات والجسور. وبما أنه يوجد بمنطقة المشروع مساحة 16 ألف هكتار من الأراضي مناسيبها مباشرة والباقي من الأراضي ومساحته 40 ألف هكتار مناسيبها مرتفعة وتروى بطريقة الري بالرفع بواسطة ضخ الماء إلى مستواها.
فقد قسمت المساحة المطلوب ريها بالفرع إلى أربعة أقسام فتم تأمين طلمبات لضخ الماء إليها وقد أنشئت ضمن المشروع محطة كهرباء قوتها 1700 كيلوات لتشغيل هذه الطلبمات ومن أجل تأمين استمرار الري بحيث لا يتوقف بانقطاع التيار الكهربائي أقيمت أربعة خزانات ضخمة تتراوح سعتها ما بين 8000 متر مكعب إلى 15.000 متر مكعب من المياه، وإلى جانب ذلك زوِّد المشروع بشبكة من آلات الهاتف، للإشراف ومراقبة فتح وإغلاق البوابات وبالتالي ضمان توزيع الماء بانتظام.
وسيتم صرف المياه الزائدة على بعد حوالي كيلو متر من الأحساء بواسطة شبكة القنوات الرئيسية والفرعية والجانبية التي يبلغ مجموع أطوالها حوالي 1600 كيلومتر.
ومن المعروف أن المشروع قد مر بعدة مراحل كان أولها مرحلة الدراسة والتصميم التي قامت بإعدادها شركة واكوتي الاستشارية السويسرية - وبلغت تكاليفها 2.385.000 ريال، وتلا ذلك ترسية تنفيذ المشروع على شركة هولزمان الألمانية في 10-9-1386هـ بمبلغ إجمالي قدره 208.000.000 ريال.
وقد بدأت الشركة العمل في تنفيذ المشروع في 1-1-87هـ، كما أسندت عملية الإشراف إلى شركة واكوتي الاستشارية التي قامت بالدراسة والتصميم مقابل مبلغ 6.450.000 ريال.
وبلغت التعويضات التي قدرت للأهالي مقابل الأملاك الخاصة التي اقتطعت للمشروع بحوالي 25 مليون ريال، وبذلك يكون مجموع النفقات التي صرفت على المشروع 241.135.000 وقد استغرق العمل في المشروع ما يقارب خمس سنوات.
ومن الجدير بالذكر أن المزارعين هناك قد بدؤوا يستفيدون من المشروع منذ سنوات، حيث تم تشغيل أجزاء المشروع.
| 
"زمان الجزيرة"