غداً يستقبل أبناء المنطقة الشرقية وأهالي الأحساء صاحب الجلالة الملك فيصل المعظم بقلوبهم المفعمة بحب صاحب الجلالة المفدى ليفتتح بيده السامية المعطاء مشروع الري العملاق، ولسوف يشارك أبناء ذلك الجزء من مملكتنا الناهضة كل مواطن في أي مكان فرحتهم الغامرة.
إنها المنطقة الحيوية مبعث الخير ومنبع الرخاء، فلقد كانت في القديم مصدرا للزرع والإثمار وممولاً لأنحاء واسعة من بلادنا بالحبوب والتمور.. وهي اليوم منبع غزير للمياه حيث تشح ينابيع البقاع الأخرى، وهي في نفس الوقت مصدر الثروة البترولية التي ساعدت على دفق الحياة الحضارية في جزيرتنا.. بل وقد امتدت خيراتها إلى الإخوة المجاورين خارج حدودنا.
إن اهتمام صاحب الجلالة بهذه المنطقة وأهلها لا يقل عن اهتمامه بأهالي أية بقعة أخرى في بلادنا العزيزة، غير أن إقامة مشاريع ضخمة في مثل حجم مشروع الري والصرف في الأحساء الذي تم بناؤه أو يكاد يحتاج في التخطيط له وتنفيذه إلى عشرات السنين لإقامته على أسس متينة من العلم ورصيد ضخم من المال.
وهكذا تحقق الأمل المرتقب واختصرت الأزمنة بعد وفرة المال وحشد الطاقات لإنجاز المشروع العملاق. إنها نفحة الفيصل المباركة ولفتة المليك العبقري التي حققت المعجزات.
إن افتتاح هذا المشروع الكبير لا بد أنه ستقترن بمناسبته جولات سامية للمليك في منطقة الرخاء لحث السلطات العاملة على سرعة إنجاز مشاريع الخير وصروح التقدم في الموانئ والمطارات والمعاهد وفي كل مدينة من مدن الشرقية.
إن جلالة الملك حريص كل الحرص على أن تسابق يد العمران في هذه المنطقة الحبيبة سرعة الزمن الخاطفة.
فندعو الله مخلصين أن يديم علينا نعمة الأمن والرخاء في ظل عاهل البلاد الباني، ونشكر العاملين - في صمت - من رجاله المخلصين، ومرحبا بالمليك على أرضه وبين أبنائه المتعطشين إلى اجتلاء محياه المشرق والباعث للآمال العريضة في نفوس مواطنيه الأوفياء.
|