*الرياض - تحقيق: عبدالرحمن المصيبيح:
أعرب عدد من أصحاب محلات سوق الزَّل في منطقة قصر الحكم بمدينة الرياض عن شكرهم وتقديرهم لصاحب السموّ الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -أمير منطقة الرياض ورئيس الهيئة العليا لتطوير الرياض- على الاهتمام الكبير الذي يجده هذا السوق من سموّه والمحافظة عليه.. وقال هؤلاء في أحاديث ل(الجزيرة) أثناء جولة في السوق التقت خلالها بعدد من مسئولي ومرتادي هذا السوق: إن هذا السوق يُعتبر أحد المعالم الأثرية والذي يحتوي على الحرف القديمة والملبوسات والزل وتحف كثيرة متنوعة يرتاده الكثير من سكان مدينة الرياض وزوارها.
تطوير سوق الزل
وبمناسبة عزم الهيئة على عمل تطوير لهذا السوق والمحافظة عليه وتسهيل عوامل جذب المتسوقين والمرتادين التقت (الجزيرة) بأحد أصحاب محلات هذا السوق وهو عبدالله إبراهيم المهران فقال: إن سوق الزل يُعتبر من الأسواق الأثرية والتاريخية وله زواره، ونشكر صاحب السموّ الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -أمير منطقة الرياض- على اهتمامه.. ولا شك ان عملية التطوير الجديدة ستكون عاملا ورافدا جديدا من روافد الجذب والاهتمام، وأتمنى للجميع التوفيق.
يحتاج للتجميل
كما التقينا عبدالرحمن عبدالله الخريجي، وهو أحد تجار هذا السوق، فقال: الحقيقة أن سوق الزَّل من الأسواق الكبيرة والتي تشهد إقبالا من مرتاديه.. هذا السوق لا ينقصه سوى النواحي التجميلية والتطويرية، والهيئة العليا لتطوير الرياض أولت هذا الجانب اهتمامها، ونشكرها على ذلك ونتمنى استمراره في هذا الموقع لعدة أسباب: أولاً وجوده في منطقة قصر الحكم وهو أحد المعالم الأثرية وأحد وسائل الجذب والاهتمام لما يحويه من أشياء تتعلق بتراث الآباء والأجداد وأحد الأماكن التي يرتادها زوار المدينة.
المشالح عليها إقبال
وعن أبرز السلع التي يحرص زوار السوق على شرائها قال: منها المشالح، حيث غطى الإنتاج على جميع أنواع المشالح، وهو الإنتاج الرئيسي من الأحساء بسبب وجود الخياطة والأيدي العاملة هناك؛ لأن كما هو معروف القماش مستورد وكذلك الزّرى وهناك أنواع كثيرة من الزري واحسنها الألماني، أما القماش فهو الياباني.. وأغلى بشت تبلغ قيمته تقريباً ما بين 2600 و 2500 ريال.
حراج البشوت قليل
وعن الحراج للبشوت قال الخريجي: إن الحراج للبشوت موجود ولكنه لم يكن كالسابق في الاهتمام وكثرة المحرجين العارفين بهذا الشيء.
اهتمام متواصل
كما التقينا مقرن محمد المجاهد، وهو أحد المعروفين والمشهورين في هذا السوق، حيث بدأ حديثه قائلاً: الحمد لله كانت بدايتنا مع هذه التجارة أكثر من أربعين عاماً واليوم أجدها مناسبة طيبة لأقدم خالص الشكر والامتنان لصاحب السموّ الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير الرياض- على اهتمامه وحرصه على هذا السوق والعمل على تطويره.. وحقيقة ان عملية التطوير والتحديث سوف تضيف رونقا وجمالاً لهذا السوق التراثي.
الإقبال على المشالح
في الإجازات
وعن الإقبال على المشالح قال المجاهد: الإقبال مستمر خاصة في الإجازات وهناك أعداد كبيرة من الناس يتوافدون على السوق لشراء المشالح وهذه عاداتنا وتقاليدنا التي نعتز ونفتخر بها.
مع مرتادي السوق
هذا وخلال جولة (الجزيرة) في سوق الزل التقت بعدد من المواطنين ومرتادي هذا السوق، حيث تحدث في البداية المواطن عبدالله الدوسري فقال: لا شك ان عملية التطوير والتحسين لهذا لاسوق عمل نشكر عليه الهيئة العليا لتطوير الرياض؛ لأن هذا السوق يعتبر أحد المعالم الأثرية والمهمة في منطقة وسط البلد.. وبهذا العمل سوف يحقق نموذجاً فريداً ومميزاً.
وقال المواطن محمد القحطاني: حقيقة لا شك اننا سعداء بهذا الجهد الذي تبذله الهيئة العليا لتطوير الرياض نحو هذا المعلم الأثري والتاريخي الذي يذكرنا بتراث الآباء والأجداد، كل ما أتمناه أن تتاح الفرصة لزوار مدينة الرياض ان يزوروا هذا السوق، المعلم الجميل.
كما التقت (الجزيرة) بعدد من زوار هذا السوق من الأجانب والذين عبروا عن سعادتهم باهتمام الهيئة بهذا المعلم الأثري وقالوا في أحاديث ل(الجزيرة): الحقيقة شاهدنا أشياء وتحفا قديمة، ولا شك ان عملية التطوير والتحسين جاءت في الوقت المناسب لهذا السوق، وأكدوا على أهمية وجود وسائل السلامة، والتأكد والكشف المستمر على التمديدات الكهربائية.
الحفاظ على الأنشطة التراثية
ولالقاء الضوء على مشروع التطوير الذي سيتم تنفيذه قريباً فإنه يمكننا القول انه يأتي لبنة إضافية إلى المشاريع السابقة في برنامج تطوير منطقة قصر الحكم والتي تهدف في مجملها إلى رفع المستوى العمراني والحضري للمنطقة، ضمن خصوصية معمارية تراثية، تجعل من منطقة قصر الحكم عنوانا للهوية المعمارية لمدينة الرياض، وتؤكد القيمة المعنوية لعاصمة البلاد، باحتوائها على مقرات الحكم، والإدارة كقصر الحكم والامارة والمحكمة العامة وأمانة مدينة الرياض وجامع الإمام تركي بن عبدالله.. وتطوير المنطقة اقتصاديا بتهيئة البنى التحتية والمرافق اللازمة لاستيعاب الأنشطة التجارية الحديثة، وتطوير الأنشطة التقليدية والتراثية، بما يكسبها القدرة التنافسية، ويحافظ على تميزها الثقافي والتراثي، مما يكون رافداً لدعم السياحة في المدينة عموماً.. هذا إضافة إلى تطوير البيئة السكنية في المنطقة، وتوفير ما يحتاجه النشاط الاجتماعي السكاني.
ويهدف مشروع تحسين سوق الزل وتطويره إلى الحفاظ على أنشطته التجارية التراثية، التي تأكدت على مدى العقود الماضية من خلال رفع المستوى العمراني والحضري للسوق بما يتوافق مع مستوى منطقة قصر الحكم، ومشاريعها التطويرية، وبما يحفظ الأنشطة القائمة، ويسهم في تأكيد أهميتها، وتميزها على مستوى المدينة، والحفاظ على قيمتها التنافسية التجارية، بالحفاظ على القائم منها، وتطوير بيئة العمل المحيطة به، وإزالة السلبيات القائمة، وتسهيل عوامل جذب المتسوقين والمرتادين، من ممرات المشاة ومواقف السيارات والتجهيزات الخدمية، وجمال البيئة البصرية في الموقع، ليكون السوق إحدى الواجهات السياحية في وسط المدينة.
عدة مزايا
ويقع سوق الزل في منطقة قصر الحكم في وسط المدينة في المنطقة المحصورة بين شارع طارق بن زياد جنوبا وشارع الشيخ محمد بن عبدالوهاب غربا، وشارع الشيخ محمد بن إبراهيم شرقا وتبلغ مساحته 38.580م2.
على مدى العقود الماضية استمر الازدهار التجاري في سوق الزل، وظل محتفظا بقيمته التجارية إلى الوقت الراهن، حيث يكتسب السوق تميزا لا يوجد في مكان آخر في مدينة الرياض؛ إذ أصبح أكبر تجمع لمحلات بيع الملبوسات والأدوات الرجالية التراثية، والتحف والتراثيات، وصناعة الأحذية الشعبية، ومحلات بيع العطورات الشرقية، إضافة إلى وجود حراج ومزاد علني دائم.
هذا التميز والتفرد في هذه الأنشطة التجارية جعل من السوق مقصداً لزوار المدينة، خصوصاً السياح الأجانب، فضلاً عن سكان المدينة ولم يحد ازدهار الأنشطة التجارية من حوله من نشاطه، ونشأت علاقة تكاملية بين نشاط السوق، وما يزدهر في المراكز التجارية المحيطة، كأسواق المعقيلية والديرة ومركز الرياض للتعمير.
ومع تكامل برنامج منطقة قصر الحكم كقصر الحكم، والجامع الكبير، والساحات، وشارع الثميري، ومسجد الشيخ محمد بن إبراهيم، والمبنى الجديد للمحكمة الكبرى، ومتنزه سلام ازدادت أهمية السوق وحاجته للتطوير وتحسين مستواه الحضري.
تتلخص أبرز سلبيات السوق في المباني الطينية المتهدمة، وعدم تنظيم حركة السيارات، والمشاة واستخدام الشبكات الهوائية للهاتف والكهرباء، واختلاف مناسيب ممرات السوق وعدم تجانسها مع المستوى الحضري المحيط بها.
مشروع التطوير
ويهدف مشروع تطوير سوق الزل إلى رفع المستوى الحضري للسوق، والابقاء على أنشطته التجارية القائمة، ورفع المستوى العمراني للسوق سيشجع الملاك على تطوير عقاراتهم في السوق، وتوسيع نشاطهم التجاري. يشتمل نطاق العمل للمشروع على إزالة بقايا المباني الطينية المتهدمة حول منطقة السوق، وإعادة تنظيم البنية التحتية، وتحويل المكشوف منها إلى تحت الأرض، والقيام بأعمال التبليط، والتظليل والإنارة للممرات الداخلية للسوق ذات المحلات التجارية النشطة بحيث توفر اضاءة طبيعية لتلك الممرات، وتنظيم لوحات المحلات التجارية، وذلك بوضع تصاميم موحدة لتلك اللوحات، إضافة إلى تحسين واجهات الممرات الداخلية، وأسقفها، كما يشتمل نطاق العمل على تنظيم مناسيب الممرات، وتنسيقها مع المحلات، ونزع جزء من العقارات وسط المنطقة لتوفير مواقف إضافية للمسجد وسوق الزل، وإقامة بعض المحلات التجارية في الجزء الغربي من هذه المواقف.. وهذه الاجراءات تهدف إلى استمرارية تلك المحلات القائمة على الممر الرابط بين مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم والسوق مما سينقل النشاط التجاري إلى المنطقة الجنوبية من السوق وحول المسجد وبالتالي إلى جميع المنطقة، كما ستعمل هذه المحلات على فصل المواقف عن محور المشاة الرئيسي.
وسيعمل المشروع على تنظيم مداخل السوق من جهة الشوارع المحيطة، إضافة إلى تأكيد المحور الرئيسي للمشاة القادمين من جهة الجنوب لربط المحكمة العامة ومسجد الشيخ محمد بن إبراهيم بمنطقة قصر الحكم.
|