تؤدي الصدفية إلى ظهور مجموعة من الارتكاسات العاطفية وردود الفعل المختلفة لدى المصابين، فبعض المرضى يبدون مشاعر وارتكاسات خفيفة تجاه مرضهم في حين يتفاعل آخرون بشكل شديد وعنيف.وقد يتبادر للذهن أن الاختلاف في هذه الاستجابة يحدث نتيجة الاختلاف في مساحة المنطقة المصابة من الجسم عند المجموعتين.
ولكن من الواضح أن هذا ليس هو السبب الحقيقي لذلك ونلاحظ أن رد فعل الإنسان ليس هو دائماً نفسه سواء كانت الإصابة لديه خفيفة أم شديدة.ولكن من البديهي أن كل إنسان يعاني من الإصابة لا بد من أن يبدي مشاعر وأحاسيس قاسية، وإن هذا الأمر في غاية الأهمية لمعرفة درجة النجاح التي قد يحققها في سبيل تعايشه مع المرض.فالإنسان عندما يدرك حقيقة مشاعره ومدى ردود أفعاله وانفعالاته يصبح قادراً على التعامل معها وبالشكل المناسب.
(استفسارات)
وفيما يلي بعض الاستفسارات الشائعة التي يطرحها الناس المصابون بالصدفية والطرق الأنسب للتعايش مع حالتهم المرضية.
* ينتابني الاكتئاب والشعور بالخوف من الصدفية عند التفكير أنها قد تؤثر على مجرى حياتي فهل هذا طبيعي ؟
- ليس من غير الشائع أن تظهر الإحساس بالصدمة والاضطراب وأحياناً الغضب من جراء ما يحصل لجلدك وهذه الارتكاسات قد تكون بداية الطريق للسقوط في بحر الحزن والاكتئاب وإن قبول ما حصل لجلدك هو من الأمور الممكنة وأنت قادر على ذلك إلا أن هذا يتطلب بعض الوقت وأحياناً وقتاً طويلاً لتحصل على درجة الرضا والقبول.
وإن المعالجة قد تكون ذات فائدة خصوصاً لدى المثابرة عليها وباستطاعتك مناقشة هذا الأمر مع الطبيب.
* ماذا أستطيع أن أفعل لأساعد نفسي على التأقلم مع الصدفية ؟
- إن مجرد التحدث عن الصدفية قد يكون مساعداً على ذلك وهذا يفيد في حال التحدث مع أناس آخرين يعانون من نفس المرض لأنهم معنيون أيضاً بالعديد من أمور الحياة الروتينية والتي يمكنك الانسجام والتعايش معها يوماً تلو الآخر على سبيل المثال الذهاب إلى أندية السباحة وارتداء الملابس القصيرة بين عامة الناس دون خوف.
ومن المهم جداً أن تجد شخصاً ما سواء كان يعاني من الصدفية أم لا والذي لديه القدرة على الإصغاء لتلك العواطف الجياشة التي تنبعث من نفسك وترافق الصدفية لأن مشاعرك حقيقية ومن الأهمية بمكان عدم تجاهلها وكبحها وبنفس الوقت عدم تضخيمها للحد الذي ينقلب عكساً على حالتك بشكل عام.
قم بإيجاد الأخصائي الذي تستطيع معه التحدث عن ما يعتري صدرك فهو قد يدلك على كيفية التعامل مع المظاهر العاطفية الناجمة عن الصدفية.
* فما هي الخطوات التالية حالما أرى نفسي أنني قد أصبحت قادراً على التأقلم مع مرضي؟
إن واحداً من أكثر الأمور صعوبة والمتعلقة بكيفية تعايشك مع المرض هو أنك ستمر في مراحل وحلقات من تأجج المشاعر والانفعالات خاصة في الأوقات التي تتحسن فيها الصدفية أو تزداد سوءاً.
فالمرض لا يمكن توقعه والارتكاسات والانفعالات النفسية قد تحدث بشكل متكرر ومن الضروري التغلب على الخوف من أن تصبح الصدفية عائقاً في وجه طموحاتك وأن تعطيك الإحساس بأنك أصبحت منبوذاً من قبل الآخرين ، ومن المهم أن تحترم مشاعرك كما هي وأن تحاول التأقلم معها وبالتالي لن تكون حياتك رهينة لها.
* هل من المحتم علي أن أتفاعل مع ارتكاسات الآخرين حيال إصابتي طيلة الوقت ؟
- ليس ذلك ضرورياً، فالصدفية هي واقع وحقيقة ومن الأمور التي يجب أن تتعايش معها ولكن لا تجعلها تسيطر عليك ، فأنت تستطيع تجنب الاحتكاك المباشر مع الآخرين عندما لا تتوفر لديك القدرة للإجابة عن أسئلتهم المتوقعة.
والإنسان من عادته الفضول عندما يرى شيئاً مختلفاً وأنت تمتلك العديد من الخيارات للتعامل مع هذه الفضولية وذلك من خلال تجاهلك لها أو من خلال مواجهتك للأمر وإيضاح أن الصدفية هي من الأمراض السليمة وغير المعدية والتي لا تمنعك من محاولة مزاولة أعمالك بكل إتقان.
* ماذا عن المستقبل ؟
- ليس على جلدك أن يكون العامل الذي يحدد القرارات الهامة في حياتك مثل اختيارك للعمل والدخول للجامعة والماهية التي تحب أن تبني عليها مستقبلك.لأن المصاب بالصدفية لديه حياته الطبيعية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى. ومن الأمور الهامة التي يجب أن تضعها في الحسبان:
1- أنه لا يوجد في الصدفية ما يدعو للعار والإحراج فأنت لا تفعل شيئاً خطأ، والمرض الجلدي لا يعني أكثر من كونه مرضاً جلدياً ولو لاحظت بعض الارتكاسات المحرجة لك من قبل الناس.
2-من الطبيعي أن تشعر بالقلق، الغضب والاكتئاب، ولكن في الحقيقة فإن معظم الناس قادرون على تفهم المرض وأنه من الأفضل والضروري أن تناقش الصدفية معهم لأن ذلك من شأنه أن يبعث في نفسك الراحة والاطمئنان.
3- حاول إيجاد الدعم من الأخصائي ولا تعزل نفسك عن الناس، ابحث عن صداقات جديدة لأن الأصدقاء الحقيقيون سيطلبون بدورهم أن يدعموك وسيجدون الطرق المناسبة لمساعدتك.
د.سانجيف موليكر
|