ما إن تبدأ مهرجانات الصيف في مختلف مناطق مملكتنا الغالية إلا وتزاحمها مهرجانات (التعاقدات) المتعددة الأهداف.. فمن وجهة نظري ان منها ما يستحق وصف (صفقة) وهي الظفر بنجم متمكن لسد ثغرة بمركز معين في الفريق وبالتالي سيثري هذا النجم (الحاجة) الفنية للفريق.. ومنها كذلك تلك التعاقدات التي لا هدف من ورائها سوى درء سوءة عمل ما أو فشل في الحصول على (إعجاب)..!!
** لن أخالف منطق الاحتراف.. ولن أتحجر طلباً في العودة لماضي الولاء وإخلاص الانتماء.. فذاك أمر أصبح منقرضاً في وقت لا يستطيع العيش من لم يتعلم لغة الاحتراف.. لذلك سأقول انه لا اعتراض على أي مما سبق ما دام في ساحة (المباح) قانون.. ولكن ثمة ملاحظات صريحة جديرة بالظهور رغبة في واقع رياضي أعلى شأناً وأرفع منزلة وأكثر تطوراً..
** فبالرغم من تباين الآراء سواء من حيث عرضها و(أصل) بنائها الذي يفصل فيه ويحكم طريقته أحد أمرين.. إما نقد صادق أو آخر (منتفع).. ذلك التباين الذي ظهر بين ثقافتي (التكديس) أو ما يسمى (الاستهلاك) تلك المصطلحات المستمدة من واقع (الاحتراف) كمفهوم.. أو بين ثقافة (الإنتاج) التي أعادت الأمور إلى نصابها مؤخراً.. إلا أن الأمرَّ من ذلك والخطر المحدق بالرياضة المحلية هو بروز الانتصارات (الإدارية) الصرفة والتي هدفها الأول (إغاظة) الآخرين..!!
** أقول ذلك حتى ولو تلاعب (المستفيدون) بالألفاظ.. وحتى لو تغنى البعض بواقع التطور في عصر الاحتراف الذي لفظ مصطلحات بات ترديدها مدعاة للسخرية من دعاة الحداثة الرياضية العرجاء والمنتفعة.. إلا ان ذلك ورغم كل الظروف بات واقعاً وجب التعامل معه.. والوقوف من أجل الرياضة إما معه أو ضده.. وذلك حتما سيتم متى كان مقياس ما يجري بميزان (المصلحة) الرياضية.. وهنا يتبادر سؤال واحد أريد إجابته.. هل للرياضة المحلية مصلحة مما يجري من بعض تلك التعاقدات التي لا ضابط لها ويلعب فيها (المال) لعبته..؟!
** لا شك ان المنافسة الرياضية تتحمل (تبعات) ما يجري شئنا أم أبينا.. وستظل المنافسة تتحمل تلك التبعات من دون القدرة على ان تنطق ببنت شفاه.. ذلك ان (المباح) في لائحة الاحتراف - القابلة للتطور المستمر - يملي عليها ذلك (السكوت) جبراً..!!
** يجب ان لا ننسى أننا أحسسنا بالخطر محدقاً برياضتنا قبل حقبة بسيطة من الزمان.. عندما وصلت المنافسة - في ذات المكان - حد الاحتقان.. تساءل البعض عن سر ذلك وسببه.. إلا ان الإجابة ظلت مبهمة.. حبيسة تراشق (الأعمدة).. وتبادل التهم بين (الزوايا).. وظلت تلك الإجابة رهينة الأيام لتثبت أي أحد صائب وأي أحد غلطان..!!
** يا سادة.. ما إن نحاول التصديق (بوفاق) القلوب حتى نرى لهيب (التنافر) قد حلَّ من جديد.. تماماً كما هي الأقطاب المتشابهة.. لذلك فإني أرى ان رياضتنا جديرة بأن نقف لها وقفة حازم.. نستفيد من أخطاء الماضي القريب.. تمهيداً لأجل المصلحة المستقبلية البعيدة.. فنوجد ما يقنن ذلك (العبث) الذي يجري تحت سلطة المال وبأمر (المتاح)..!!
منتخبنا بين المنطقية والانهزامية ..!
** غادر منتخبنا الوطني إلى ماليزيا في مرحلة الإعداد النهائي للمعترك الآسيوي.. هذا المعترك الذي يعرف تمام المعرفة من هو المنتخب السعودي وتاريخه مع هذه النهائيات التي أصبح اسم المنتخب (السعودي) طرفاً ثابتاً في منصاتها.. وقد كان البطل المتوج في ثلاثة منها..
** لا شك أن المتابع للمنتخب الوطني سيجد ان عملاً كبيراً وجهداً جباراً يقوم به المشرف العام على المنتخب سمو الأمير تركي بن خالد ومن معه من إخوة.. ذلك العمل الرائع والمدروس أثمر عن منتخب شاب مطعم بعناصر الخبرة وبنسبة جيدة وطبيعية إذ تميل الكفة للفئة الشابة.. وهذه العناصر التي تمتلك الخبرة سيكون لوجودها ثقل وأهمية بالغة في صالح المنتخب بكل تأكيد..
** هذا المنتخب الذي رأيناه كمجموعة واحدة في بطولتي الخليج والعرب أجبر الكثير من المتابعين وحملة الأقلام الذين كانوا ينظرون له بعين (الانتماء) لأن يعودوا مجدداً للحالة المثالية المفترضة لمتابعة منتخب يضم لاعبين يحملون صفة سفراء (الوطن)..!!
** وما أود التطرق عليه يتعلق تحديداً بما احتواه تصريح المشرف العام على المنتخب والذي كانت لغته مختلفة بعض الشيء عما تعودنا عليه في السابق من لغة تفاؤلية (واثقة) أعتقد انها كانت تبنى على أساس إدخال الحماس وشحذ همم اللاعبين.. وكثيراً ما ترجمها اللاعبون بإنجازات مشرفة تقلد بها المنتخب الوطني وسام الأفضلية البطولية والسيادة الآسيوية حتى وصلنا (العالمية)..!!
** وأعتقد ان اللغة ذاتها - مثالية - فيما لو تم التعامل بها مع المجموعة الحالية.. هذه المجموعة الذي يفترض بهم - كمحترفين - ان يكونوا على معرفة ودراية وقدرة للتعامل مع تصريحات المسؤولين إيجاباً لا سلباً.. ويأخذوها بدافع الحماس لا بدافع (الضغوط)..!!
** فهذه النهائيات الآسيوية - من وجهة نظري - هي بطولة مستقلة و(هدف) بحد ذاته.. وتحقيقه يعني لنا شيئاً كثيراً وإنجازاً قارياً لن نتنازل عنه بسهولة.. وهذه الكأس - إن تحققت - فهي لن تكون منتهى الطموح بالتأكيد ولكنها كذلك هدف رئيس.. بعيداً عن كون هذه النهائيات تعد في نظر مسؤولي المنتخب (مرحلة) من مراحل الإعداد الذي يبدأ وينتهي بكأس العالم.. وأعتقد ان هذه الكأس - كهدف مستقل - ستكون أفضل محفز وأقوى دافع للمشاركة العالمية المنتظرة..!!
** سأتجاوز كل ذلك حين النظر إلى مشاركة المنتخب القارية بإعداد معسكر (قصير) وبعد موسم (استثنائي) كانت فيه المحاولات رائعة ومشكورة للموازنة بين الأندية والمنتخب من حيث الاستفادة من الدوليين لأقول ان المشرف العام على المنتخب لم يجانب الصواب حين تكلم بلغة واقعية وهي اللغة (الصريحة) والوحيدة التي ستخطو بنا خطوات صحيحة إلى الأمام..
** وأعتقد - كذلك - أننا بصدد التعامل مع لغة المشرف من حيث كونها منطقية مبنية على أسئلة واقعية بحتة.. والإجابة عليها بصدق ستكون كفيلة بتطورنا ورقي رياضتنا.. فيجب ان نعرف أين نحن..؟! وما هي قدراتنا..؟! وكيف سنصل إلى ما نريد..؟! لذلك فلغة المشرف لم تكن انهزامية بقدر ما كانت منطقية وواقعية.. ذلك لأننا نشارك هذه البطولة بعد موسم رياضي مر بظروف (استثنائية)..!!
** لذلك.. أتمنى ان تنتصر لغة (المنطقية) المبنية من أرضية الواقع.. وان نستعيد سيادتنا كعادتنا على أكبر قارات العالم.. وأتمنى ان تكون كلمة منتخبنا هي الأقوى.. وليثبت لاعبو منتخبنا أنهم لم يتعاملوا مع لغة انهزامية بقدر ما هي (منطقية) فرضتها ظروف (استثنائية) ستترجم - بإذن الله - إلى إحراز كأس قارية..!!
تلميح.. صريح
** ما قاله الكابتن حسين الحبشي بشأن المحترفين سيفو وسيسيه يجب ان تأخذه إدارة الأمير محمد بن فيصل على محمل الجد وتناقش ذلك مع الحبشي.. خصوصا عن المحترف سيسيه الذي ما زال عقده ساري المفعول.. هذا إن لم تكن هناك نية للاستغناء عنه.. ذلك لأنه كلام مهم وصادر من شخص متابع وقريب من اللاعب..!!
** من الطبيعي ان يشتهر اللاعب بسبب النادي الذي يلعب له.. إلا أن العكس تماماً أصبح واقعاً حين ترى (نادي) يشتهر ويمجد بمجهود (لاعب).. ورغم كل ذلك إلا ان العبرة ب (الخواتيم).!!
** المتأمل لواقع أنديتنا سيجد ان هناك أندية (تستثمر) النجوم.. وأخرى (تفرط) بالنجوم.. وثالثة (تكدس) النجوم.. وبين الاستثمار والتفريط والتكديس واقع (متباين).. واللي ما يشتري يتفرج..!!
** قدمت البطولة الأوروبية دروساً نموذجية في كل ما يتعلق بكرة القدم.. بدءاً من المنافسة الشريفة داخل الميدان مروراً بالتشجيع الراقي.. وانتهاء بالنقل التلفزيوني الممتع.. لكن الأهم بالنسبة لنا.. هل سنحاول ان نستفيد..؟!
|