في نظر إسرائيل وأمريكا أن حماس والقاعدة هما وجهان لعملة واحدة.. وأنهما يمثلان إرهاباً إسلاموياً يقتل ويدمي ويفسد في الأرض.. ونعرف نحن وبكل دقة ووضوح أن الفارق شاسع وعظيم..
فالقاعدة منظمة قامت على القتل والدموية غير المبررة.. تقتل الآمنين وتركز على المدنيين وتترك ساحات الحرب الحقيقية وتضرب التجمعات المدنية وتقتل الرهائن وتسفك دماء الأبرياء بل إنها تمادت في غيها وضلالها فصارت تقتل أبناء الإسلام ذاته وتخرجهم من دينهم وتكفرهم فضلاً عن أنها تقتل المعاهدين الآمنين وحتى غير المعاهدين، فحق الإنسان في الحياة كفله الله سبحانه له على أي ملة كانت أو أي دين.
إن ساحات الجهاد معروفة معلومة لا مواراة فيها ولا شك.. وانقياد الشباب للقتل والإفساد في الأرض والانكفاء على الذات السوداوية وتكفير الدولة والحكام والناس أجمعين إلا من سار سيرهم وفي فلكهم سمعنا ببوادرها منذ سنوات.. ولكننا اعتقدنا أن هذا محض كلام.. وإلا فإن مجالس العامة ضجت بأقوال مثل هذه مثار استغراب ودهشة وبدأت تمر على أسماعنا عبارات كدنا نعتاد عليها..
فالوزير الفلاني علماني
والكاتبة الفلانية علمانية..
وذلك الصحفي عميل.. وذلك الآخر كافر يحارب الله ورسوله..
ولشدة ما كانت دهشتنا أن بعض هذه الأسماء نعرفها معرفة قريبة ولا نجد منها ما يتقول عليه أولئك!
** اختطت حماس لها خطاً واضحاً تقاوم فيه الغزاة المحتلين.. فما هو الخط الذي اتخذته القاعدة بأميرها أسامة الذي يتحصن في الجبال والكهوف.
ويترك الشباب.. يريقون دماءهم الطازجة في ساحات وهمية!
** الكفر والقتل والتدمير هي مترادفات طبيعية لوضع كان يفور بالكلام وتراخينا في مواجهته .. ظناً منا أن الصمت يداوي الجروح..
ما علمنا أن الصمت يجعلها تستفحل وتتقيح حتى تؤذي عضواً مهماً من الجسد وبتره يصبح حلاً لا خيار فيه.
** بتر هذه الكراهية التي تموج في الصدور والقضاء عليها هي الحل الناجع لكل جراحاتنا.
فلابد أن نحب بعضنا وأن نحب هذا الوطن الذي يأوينا ولابد أن نطهر أنفسنا من تلوث الكلام والاتهامات والتصنيفات والتقسيمات ولا يظن أحد أنه وصي على أحد.. فكلنا بشر قد خلقنا الله وخلق معنا عقولنا نعرف ونختار ونتحمل مسؤولية اختيارنا..
** حين توفي الرسول صلى الله عليه وسلم قال قولته الشهيرة:
(اليوم أكملت لكم دينكم)..
لا جديد في الدين بعد سيد الخلق الذي أكمله وأتمه دعونا ننشر سيرة سيد الخلق وتفاصيلها ونجعلها هي المعين كي ندرك كيف يسرف الإنسان على نفسه مع أن الدين هو دين الرحمة والسعة واليسر.
|