** الصحافة.. تَطرقُ بدون شك.. إلى العديد من القضايا الرئيسية المهمة والخطيرة.. لكن تطرقها في الغالب يكون على لسان خبراء متمكنين.. لهم ثقافتهم وخبرتهم وتجربتهم وتأهيلهم وقدراتهم التي تؤهلهم للقراءة والتحليل وبسط الموضوع.
** نعم.. هناك العديد من القضايا المهمة والرئيسية.. نوقشت وتناقش. ما بين وقت وآخر.. تناولها هؤلاء الأشخاص المؤهلون.. وهم كوادر تثري الموضوع.. وتقدم لك معلومات جديدة وجيدة.. وتروي عطش القارئ في هذا الموضوع أو ذاك.. محل الطرح
** غير أن ما يزعجك حقاً.. عندما يتصدى لقضية مهمة وخطيرة ورئيسية.. إنسان جاهل بسيط ضعيف.. ليتحدث عنها ويغوص في أعماقها بسطحية وبساطة.. وتسمح الصحافة لمثل هذه الأقلام ببسط القول في قضايا ليست بسيطة
** إنني بالفعل.. أستغرب.. كيف يُفتح المجال لهؤلاء للتحدث في هذه القضايا المهمة.. وكأننا لا نملك عقولاً وكوادر مؤهلة قادرة على الحديث عنها.
** حتى الفضائيات.. لم تسلم من أولئك المتطفلين والبسطاء.. فصاروا يشاركون فيها ويتحدثون في قضايا سياسية أو اقتصادية أو فكرية كبرى وهم لا يملكون.. غير اللقافة وقلة الحياء
** وكون هؤلاء يكتبون في صحافتنا.. ويتحدثون عن قضايانا بشيء من الركاكة والضعف فهم قد يؤكدون لقارئ صحفنا.. أن هذه عيِّنة من مفكرينا وكتابنا ومثقفينا..
** ومثل هذا.. عندما يستمع أو يشاهد أحدٌ في الخارج.. مداخلة أو مشاركة أحد هؤلاء البسطاء في إحدى الفضائيات.. فهو يتوقع أن كل المثقفين السعوديين هكذا.
** هؤلاء (يفشلوننا)!! (يفضحوننا) بالفعل.. وإن كانوا لا يعكسون حقيقة المثقف والمفكر السعودي أبداً أبداً..
** لدينا عقول كبار.. ولدينا مفكرون كبار.. ولدينا مثقفون ومئات الأكاديميين في سائر التخصصات.. وقادرون على إثراء أي موضوع.. فلماذا يُترك المجال لإنسان بسيط جاهل.. ليتحدث نيابة عن هؤلاء.. ويقدم صورة رديئة باهتة هزيلة للمثقف السعودي.. مع أنه ليس بمثقف ولا علاقة له بالثقافة من قريب أو بعيد.
** وحتى لو ظهر أحدهم وحاول الدفاع عن الوطن.. أو عن قضايانا.. فهو يدافع بهشاشة وضعف وبساطة وسذاجة وجهل.. وكأنه صاحب قضية خاسرة.. بينما الخلل فيه هو.. لأنه جاهل بسيط لا يملك سوى اللقافة..
** لقد تابعت مشاركات لأحدهم في إحدى الفضائيات.. فوجدته يقول كلاماً ركيكاً مخجلاً.. يعكس حجم ضحالته وبساطته.. ويقدِّم صورة سيئة للصحفي أو الإعلامي السعودي.
|