* الرياض - الجزيرة:
توقع الأمين العام لمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية الدكتور فهد بن صالح السلطان انعكاسات ايجابية جراء المشاركة الكبيرة لشركات القطاع الزراعي وبخاصة منتجي التمور السعودية في المعرض الملكي الزراعي البريطاني الذي اختتم الأربعاء الماضي، مشيراً إلى انهاء اتفاقات أولية مع شركات تسويق بريطانية لتسهيل تدفق التمور السعودية إلى أوروبا عبر المملكة المتحدة، وكان السلطان يقود وفد مجلس الغرف إلى لندن بمعية 14 شركة زراعية شاركت في المعرض.
وقال السلطان في تصريحات صحفية من لندن في وقت تتواصل فيه جهود الوفد الزراعي لاستكشاف السوق البريطاني قبيل عودته بعد اختتام فعاليات المعرض ان الحضور القوي لمنتجي التمور والشركات الزراعية الأخرى بدعم وتشجيع من صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل قد أثمر عن هذه الاتفاقات الأولية التي من شأنها بعد اتمامها بصفة نهائية ان تفتح منافذ تسويقية جديدة ليس فقط لتمور المملكة وإنما للعديد من المنتجات الزراعية السعودية. وأضاف السلطان ان بريطانيا التي ينظر إليها كأكبر سوق محتمل ستكون جسر عبور للتمور السعودية إلى مختلف الأسواق الأوروبية. ورأى السلطان أن قطاع التمور أصبح أمام تحول رئيس بعد هذه المشاركة والإقبال الأوروبي على هذا المنتج. وكشف عن اتصالات مكثفة يجريها مجلس الغرف ممثلاً في مركز تنمية الصادرات لجلب موردين للتمور وغيرها من المنتجات الزراعية، مشيراً إلى ان صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وايرلندا زار بدوره خلال تشريفه للمعرض، جناح ثلاث من كبريات الشركات البريطانية الموردة وحثهم على التعاون مع نظرائهم المصدرين في المملكة.
الأمين العام لمجلس الغرف السعودية نوه بجهود صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل معرباً عن شكره ورعايته وتوجيهه للوفد السعودي المشارك في هذا المعرض العالمي، وقال سموه: حول سفارة المملكة في لندن إلى ورشة عمل لكثير من الأنشطة التي تعزز العلاقات التجارية والاقتصادية بين المملكة وبريطانيا وايرلندا وتصحح بعض المفاهيم المغلوطة عن المملكة لدى بعض المجتمعات الأوروبية.
وأوضح ان المشاركة الفاعلة لمجلس الغرف السعودية من خلال مركز تنمية الصادرات السعودية في فعاليات المعرض تجسد أيضاً في التنظيم والترتيب المتقن للجناح السعودي على مساحة قدرها 220م2، والذي حظي بإقبال فاق التوقعات من قبل رواد المعرض الملكي الزراعي البريطاني، وقال: (نأمل ان ننتهي إلى تذليل الصعوبات التي ظلت تواجه صادراتنا الزراعية وفي مقدمتها التمور إلى بريطانيا وأوروبا في الماضي من خلال هذا التواجد). وقال إن جمهور المعرض الزراعي وهم يمثلون كافة شرائح المجتمع بالمملكة المتحدة، قد أجمع على جودة المنتجات السعودية وتطابقها مع (الذوق البريطاني). وفيما أوضح ان جناح المملكة قد شهد اجتماعات مكثفة مع الموردين المحتملين لمناقشة بعض التفاصيل، فقد أشار السلطان إلى أن التوصل إلى عقود (بالرغم من اتفاق البعض على توريد طلبيات محدودة)، يحتاج إلى بعض الوقت لكن تبقى التعبئة والتغليف العامل الجاذب للبريطانيين، وقال: (يمكننا التأكيد ان المشاركة حققت نجاحاً بكافة المعايير).
وتضمن المعرض تنظيم منتدى سعودي برئاسة الأمين العام لمجلس الغرف السعودية الدكتور فهد السلطان وتحدث فيه السيد جون لوتن الخبير الزراعي البريطاني في المملكة عن فرص الاستثمار الزراعي بالمملكة. الدكتور السلطان تحدث عن الاقتصاد السعودي بوجه عام وإمكانياته لجهة جاذبيته للتدفقات الاستثمارية المحلية والأجنبية وأهميته ودوره المؤثر داخل منظومة الاقتصاد العالمي. ومن جانبه تحدث وكيل وزارة الزراعة الدكتور عبدالله العبيد عن القطاع الزراعي في المملكة وآفاقه الاستثمارية الواعدة مسلطاً الضوء على العديد من المنتجات ذات القدرة التنافسية العالية التي يمكن تصديرها للأسواق الاوروبية، وقال الدكتور السلطان: نجحنا من خلال المنتدى في عكس حقيقة ما تتمتع به المملكة من جوانب أخرى غير تجارية من حضارة وثقافة وأمور تتعلق بالجوانب الاجتماعية، مشيراً إلى أن المنتدى لم يغفل أيضاً تسليط المزيد من الأضواء على مقومات الزراعة في المملكة.
معروف أن المملكة تعتبر أكبر منتج للتمور في العالم بما يقدر بـ829 ألف طن سنوياً، ومن المتوقع أن يتجاوز الإنتاج سقف المليون طن في عام 2010م، وتمتلك المملكة نحو 32 مليون نخلة تتمتع بميزة تنافسية في إنتاج التمور في ظل ظروف مناخية ملائمة وتربة مناسبة ومساحات شاسعة، ومن ثم فإن التحدي أمامها يتمثل في الافادة من الميزة النسبية التي تتمتع بها في هذا الجانب. وتوجد حالياً 322 صنفاً من التمور على مساحة مزروعة تقدر بنحو 140 ألف هكتار حتى نهاية 2002م. وقال السلطان ان التوسع في تصدير التمور يحقق أهداف المملكة في تنويع مصادر الدخل وآفاق لفرص استثمارية واعدة لرجال الأعمال في هذا القطاع الاستراتيجي. يذكر أن المملكة لم تستثمر حتى الآن ما تتمتع به من مزايا لإنتاج التمور حيث لا يزيد صادراتها عن 3% من الإنتاج.
|