منذ نعومة أظفاري وأنا أعشق مدرسة المشاغبين والتي جسد فيها مجموعة من النجوم (عادل إمام، سعيد صالح، يونس شلبي، أحمد زكي، عبدالهادي الجيار) دور الطلاب المشاغبين الذين أحدثوا (زلزالاً) في المدرسة حتى أصيب مديرها بمجموعة من الأمراض العضوية والنفسية، وكذا باقي مدرسي المدرسة.
وأذكر حينها أن ما حدث على خشبة المسرح (تمثيلاً) طبقة طلاب المدارس في مصر (حقيقة) حتى أحدثت هذه المسرحية ضجة إعلامية وتلاسناً برز على صفحات الصحف المصرية آنذاك، وانتهت الأزمة وبقيت هذه المسرحية تضحكني بشدة حتى يومنا هذا.
لم أصادف أحداً إلا ويذكر لي أنه حين يشاهد المسرحية كأنه يشاهدها للوهلة الأولى.
يعجبني بهجت الأباصيري في تقاسيم وجهه وقيادته للمجموعة بصفته الأكبر سناً (14 سنة خدمة في الثانوية) وحكمته على مستوى ثقافة المجموعة.. يعجبني أيضا مرسي الزناني وهو يتحدث عن مغامراته مع (المقررات).. وغباء ابن المدير وهو يتلعثم في الكلام.. وشذوذ حمد عن قاعدتهم كطالب بسيط لا يملك شيئا بسبب وضعه الاجتماعي والاقتصادي.
أقول:
مثل هذه المسرحيات ما زالت تنافس وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على الانتهاء من عرضها أحدث المسرحيات التي تعتمد على التهريج والاستخفاف بمشاعر المشاهدين واطلاق النكتب (السمجة).. إلى جانب اظهار مفاتن الراقصات.. وأثناء هذا الزخم (السخيف) نجدنا نبحث عن مدرسة المشاغبين وشاهد ما شافش حاجة والعيال كبرت حتى نضحك ملء شدقينا بعد أن جرفتنا الحياة إلى تيار الحزن أو بمعنى آخر شجعنا الحزن في دهاليزه.
هذه هي مدرسة المشاغبين التي شكلت تحولاً في مسار الكوميديا المصرية ولم يأت حتى الآن من يعيد أمجادها حتى من أبطالها أنفسهم.
وداعاً.. إيقاع الفن.
استميحكم عذراً في تغيير مسمى زاويتي من ايقاع الفن الى عنوان يعني لي شيئاً وهو (رقص الأقحوانة) ابتداءً من اليوم.
|