** في خضم أمواج الإرهاب الذي مرَّ بنا في هذا البلد الآمن، صعدت إلى السطح جزر تزيد من مساحة (الوطن) في نفوس أبنائه وبناته، ومازالت -ولله الحمد- تلك الأمواج الغادرة تتكسر على شطآن تلك (الجزر) الثابتة، فهذا (محمد راشد محمد العلي) أحد ناشئة هذا الوطن ذكرت جريدتنا الغراء (الجزيرة) أنه استأجر حافلة كبيرة ووضع عليها لافتة بخط بارز (نحن جيل المستقبل.. فداء لأبي فيصل) وحمل معه من أصدقائه الصغار (50) طالباً لا تتجاوز أعمارهم (11عاماً) وانطلقوا في رحلة مباركة زاروا من خلالها مركز الملك عبدالعزيز التاريخي إشارة إلى (رسوخ) اسم المؤسس في قلوب هؤلاء الناشئة نواة هذا الوطن المبارك، ثم مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مؤكدين على دور (العلم) في دحر هؤلاء الإرهابيين، إن هذه (الرحلة) الجميلة والفريدة من (محمد) وصحبه الكرام تعطي صورة صادقة عنهم وعن جميع الأطفال في هذا الوطن بأنهم يملكون ما يهبونه لهذا الوطن، ويكفي أن صورهم وابتساماتهم بل ودموعهم كانت سلاحاً قوياً وأوراق ضغط أبدعت صحافتنا المحلية خلال مواجهتها لخلايا الإرهاب في استخدامها لإيصال صوت (الحق) للمطلوبين بعد أن أعلن ولي العهد، رعاه الله، شرف (العفو) عنهم في الخطاب الذي ألقاه- حفظه الله- نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز- رعاه الله-الذي جعل من (العفو) طريق عودة إلى الحق وإلى (حضن) الوطن الرؤوم في سبيل الأخذ بأيدي مَنْ غرر بهم أعداء الوطن في حربهم الشرسة والقذرة على قبلة الإسلام والمسلمين، مهبط الوحي.
وأخيراً، إن رحلة البطل محمد وصحبه ليست دعائية أو فارغة مثل الكثير من رحلات الصيف شرقاً وغرباً، بل هي رسالة من أطفال الوطن الذين لم يسلموا من الإرهاب وشره إلى كل من انتسب إلى الفئة الضالة من بعيد أو قريب ليقولوا لهم: نحن في مواجهة الإرهاب صغاراً وكباراً، ليبقى هذا البلد آمناً مطمئنًا بحول الله ثم بفضل الالتفاف حول قيادته الراشدة وتحية لمحمد وصحبه على هذه الرسالة.
|