قبل خروجي من البيت في الصباح.. ألحَّت عبير.. وبالمناسبة عبير هي ابنتي الصغرى بنت الخمسة أعوام.. أن أحضر لها نوعاً من الشيكولاته تفضلها على غيرها من أنواع الحلوى..
ووعدتها وعد رجل شرقي أن أفعل.. لكنني وكالعادة نسيت وكان أن بادرتني حال عودتي للمنزل بسؤالها عن الشيكولاته متمنية ألا أكون قد نسيت ما وعدتها به.. اعتذرت لها، ووعدتها ثانية أن أحضر لها كل ما تطلبه في المساء.. متحججاً أني متعب الآن.. ورغم أني لمحت في وجهها علامات للغضب والإصرار على أن أفعل ما تطلبه فوراً إلا أنني لم اكترث لهذا.. في الغرفة جاءتني متسائلة.. بابا: مين تحب أكثر أنا وإلا ماما؟.. أمها كانت تجلس غير بعيد مدعية أنها تتابع برنامج على إحدى القنوات الفضائية رغم ثقتي الكاملة أنها تتابع كل همساتنا..
المهم أربكني السؤال في البداية؛ فإن أنا قلت إنني أحبها أكثر من أمها.. سينتهي بي الأمر إلى ما لا تحمد عقباه.. وإن قلت إنني أحب أمها أكثر سأغضب الصغيرة أكثر، واستدركت أمري بجواب محايد.. كلكم سواء.. سألتني ثانية.. طيب باب: مين أحلى أنا وإلا ماما؟.. قلت في نفسي يا لبراءة الأطفال ما أجملها لكني عرفت لاحقاً كم كنت واهماً.. المهم أجبتها بجوابي المعتاد.. كلكم سواء.. تمادت الصغيرة للوصول لمبتغاها بسؤال.. طيب بابا: مين يفهم أكثر أنت وإلا ماما.؟. جاءها الجواب سريعاً حتى قبل أن تكمل جملتها.. هذه المرة من أمها.. طبعاً أنا.. ولولاي ما عرف أبوك يدبر أموره.. استفزني كلامها بقوة وقلت لأم عبير.. ومين قال إني ما اعرف أدبر أموري بدونك؟.. وتماديت في الغضبة لنفسي وبينت أنه بمجرد أن يهتم الرجل بزوجته تعتقد أنها أصبحت الكل في الكل، وبدأت أم عبير تعدِّد سقطاتي، وكيف كانت مشورتها لي أو كيف تدخلت لحلها.. ودخلنا في نقاش حاد انقلب إلى تحد وعناد، ارتفعت بموجبه أصواتنا كل منا يحاول أن يفرض على الآخر رأيه وانه الأفهم والأقدر على حل الأمور.. لم ننتبه إلا على صوت العفريتة الصغيرة وهي تنادي بقية إخوانها.. الحقوا ماما وبابا يتضاربون!! سوتها والله وشبكتني مع أمها.. المهم وبدون أن اشعر وجدت نفسي أقود السيارة متجهاً لمحل الحلوى ومشترياً كمية كبيرة من الشيكولاته لعبير.. وهدية لأمها لتهدئتها.. قالت عبير وهي تستمتع بالشيكولاته.. لو جبتها من أول يا بابا ما كان أحسن؟
|