أربع حالات رصدتها كنماذج وأمثلة للسياسة المتبعة والعقوبات التي صدرت من أمانة الاتحاد العربي والتي تعبر عن الكيل بمكيالين بكل وضوح، العقوبة التي اتخذت بحق عبد الله الجمعان لاعب نادي الهلال (السعودي) مع انطلاق البطولة في أدوارها التمهيدية المخالفة محاولة التلفظ على حكم المباراة العقوبة إيقاف حتى نهاية البطولة، اللقطة الثانية من اللاعب حازم إمام لاعب نادي الزمالك (المصري) في منتصف البطولة المخالفة محاولة الاعتداء على حكم المباراة السعودي خليل جلال لا بل لاحقه وقام بدفعه العقوبة لم يتم اتخاذ أي إجراء بحجة أن الحكم لم يدوِّن ذلك في تقريره رغم أن اللقطة واضحة على شاشة التلفاز والجميع شاهدها ولا تحتاج لتقارير لو أن هناك جرأة في فرض النظام على الجميع!؟ أما النموذج الثالث فهو لمدير الكرة للنادي الأهلي (السعودي) غازي كيال، المخالفة تلفظه على حكم إحدى مباريات ناديه العقوبة إيقاف سنة ومنعه من مرافقة فريقه داخل الملعب، أما كارثة الكوارث التي عرَّت متخذي قرارات العقوبات فهي معركة الزمالك المصري والصفاقسي التونسي في مباراة نصف النهائي التي شارك فيها الجميع من لاعبين وإداريين وإعلاميين داخل الملعب أثناء المباراة وخارج الملعب في بهو الفندق مقر سكن الوفود، وشارك فيها إعلاميون وإداريون ولاعبون وكوادر فنية للطرفين مهرجان (صار اللي جاي يضرب واللي رايح يضرب والستات تزغرط والرجالة تقول الله أكبر واللي بشومة واللي... فوابيا غير طبيعية) فأزبدوا وأرعدوا وتوعَّدوا والنهاية إيقاف لمباراة لجميع من شارك في تلك المعركة حفاظاً على الروح الرياضية حتى لا يتكرر مثل ذلك العراك في التجمعات العربية (!!؟؟؟) تلك النماذج تفضح بوضوح سياسة الكيل بمكيالين، فهنا مخالفة وهناك عقوبة وحجم المخالفة هنا وحجم العقوبة هناك السؤال البسيط الذي يضع علامة استفهام كبرى أمام راصدي المخالفة ومصدري العقوبات لماذا القرارات الصارمة تتخذ بحق الأندية السعودية ولاعبيها وإدارييها وغض الطرف والتساهل والضعف أمام الأندية المصرية رغم أن الأندية السعودية ولاعبيها وإدارييها هم الأكثر انضباطاً واحتراماً لأنظمة البطولات العربية ولم يحدث أن انسحبت أنديتها من البطولات العربية رغم ما تواجه من قرارات جائرة بحقها والعكس صحيح يحدث من الأندية المصرية ومنسوبيها من انسحابات قبل وأثناء البطولة وإثارة المشاكل والعراك داخل أجواء البطولة وبث الشكوك حول أنظمتها والقرارات وكهربة أجوائها والنظر إليها (بدونية) هذا خلاف التسهيلات التي تحظى بها الأندية المصرية مثلاً تأخير دور الأربعة عشان خاطر لا تنسحب الفرق المصرية من البطولة وتجميع الفرق واللعب ذهاباً وإياباً في بيروت حتى لا يرهق اللاعبون المصريون من جراء السفر والتنقل في حادثة لم تحدث قط في تاريخ البطولات الدولية والقارية والإقليمية بأن تجمع أربع فرق في بلد محايد وتلعب مع بعضها البعض ذهاباً وإياباً ومع كل تلك التسهيلات لا يعجب فالدلع والتهديد والهجوم مستمر على الاتحاد العربي والنظرة الدونية هي السائدة نحو البطولات العربية الشارع الرياضي السعودي ينتظر من يخرج لنا ليبدد علامة الاستفهام الكبرى حول تلك الممارسات غير العادلة التي تتخذ بحق الأندية السعودية ومنسوبيها هل هي من باب الميانة ولا وش القصة..!؟
ولا أحلى ولا أجمل من كذا
البطولة الأوروبية التي أسدل الستار على أحداثها في البرتغال قدَّمت لنا كل ما له صلة في فنون كرة القدم وقدَّمته في أبهى صورة، فقد رأينا في تلك البطولة أمهر وأفضل وأغلى لاعبي العالم وأجمل الأهداف على مستوى العالم شاهدناها في بعض المباريات التي هي تعتبر لمتابعي كرة القدم حول العالم الأجمل وبمثابة دروس مجانية تقدم على الهواء لمتذوقي الفن الكروي. أما الجماهير التي تابعت تلك البطولة فقد كانت أروع ما في تلك البطولة، فالتشجيع بحماس منقطع النظير بطرق مبتكرة وعندما ينهزم منتخبها وهو يقدم مستوى راقياً وكفاحاً مشرفاص طوال المباراة تجد أنصاره يحيونه ويقفون احتراماً مصفقين حتى وإن كانت تلك الهزيمة تعني خروجه من البطولة إيماناً منهم بأن مباريات كرة القدم فوز وخسارة وتنافس شريف، وفي تجسيد حي لمعاني التنافس الشريف بعد كل مباراة تجد لاعبي المنتخبات يتعانقون في منظر أصبح معتاداً عندهم كعرف أخلاقي يسود المنافسات الأوروبية الفائز يواسي المهزوم والمهزوم يبارك للفائز. وطالما الشيء بالشيء يذكر فمشاهدو تلك البطولة عبر قناة الجزيرة الرياضية استمتعوا أيما استمتاع بالمباريات التي كان يعلق على أحداثها الرائع الرائق يوسف سيف بمفرداته وصوته ولكنته الخليجية الأصيلة وتفاعله الأجمل بالوصف والنقد، وقد أثرى بخبرته المتلقي بالمعلومة وجذب بسحر جاذبيته المشاهد.
أماني يا صديقي
في مباراة إنجلترا والبرتغال المثيرة في ربع النهائي وأنا أشاهد تلك الملحمة الكروية البديعة والمشوقة بأحداثها وتقلباتها و(دراماتيكيتها) لآخر لحظاتها. كان بجانبي أحد الأصدقاء فقال لي وكأنه يتمتم مع نفسه متى نصل لمثل هذا المستوى الراقي وهذا الفهم في معنى التنافس الرياضي الشريف بنبرة تحسر مغلفة بالأماني بعد 20 سنة، 40 سنة، 60 سنة!؟ فنظر نحوي ينتظر إجابة فقلت ولا بعد 1000 سنة، انس.
على الطاير
- من محاسن الصدف أنه لا يوجد بطولة تدور رحاها حالياً، فبعد ما شاهدناه من مستويات راقية في بطولة أوروبا لن يشدنا أي مباراة هنا أو هناك في المحيط العربي والقاري.
- خميس العويران لن يفيد الهلال ولن يقدِّم مستوى يساعد به الهلال، فعلى الهلاليين أن يتوقفوا عن خطب وده، فخميس اختار طريقه فدعوه في سبيله وابحثوا عن بديل أصغر سناً ليفيد الزعيم على الوجه المطلوب.
الخاتمة
أنا مركب غرامي تاه في الدنيا بلا ربان
رماه الموج في صحراء لها شواطي رمليه |
|