يظل دور الأندية الرياضية في تنمية عقول الشباب ومواهبهم عاملاً هاماً في بناء الفكر الرياضي والاجتماعي والثقافي للشباب، وكما قيل (العقل السليم في الجسم السليم)، ومن هنا يجب على الأندية لدينا الاهتمام بالشباب وفي هذا الوقت بالذات حيث إننا نمر بظروف استثنائية تمثلت في دخول بعض الأفكار المتطرفة التي حاربها علماؤنا ومواطنينا وجميع من على هذه الأرض الطيبة.
ولا شك ان ما تقوم به الدولة رعاها الله في محاربة هذه الأفكار وحماية المواطنين من توابعها لا بد ان تساندها أدوار أخرى، وبما ان رعاية الشباب هي الجهة التي تعنى بالشباب وبمستقبلهم الرياضي على الأخص فإنني أقترح على رعاية الشباب ان تصدر أمراً للأندية الرياضية في جميع أنحاء المملكة فترة الصيف في ان تفتح أبوابها لاستقبال الشباب وإقامة دورات لهم في جميع الألعاب الرياضية، وكذلك إقامة المحاضرات الثقافية والشعرية والدينية لتنمية مدارك الشباب وبهذا سنكون قد كسبنا لهذا الوطن شباباً أصحاء أقوياء ومثقفين وعارفين لأمورهم الدينية لا يتبنون أفكارا غريبة على مجتمعنا الآمن.
ومن خلال هذا الاقتراح الذي أتمنى ان يشاركني المسؤولون في بلورته على أرض الواقع سيتحقق في نظري الكثير، وعلى سبيل المثال لا للحصر:
1 - تنوير الشباب واتساع مداركهم من خلال الأندية ومحاورتهم بعضهم لبعض، وكذلك ستساهم المحاضرات الدينية والثقافية والألعاب الرياضية في جذبهم لهذه الأندية وبالتالي ستقضي على التسكع الصيفي لآخر الليل وبالذات الطلبة.
2 - حماية الشباب من آفة المخدرات بحيث يكون داخل الأندية توعية من قبل الجهات المختصة بأضرارها.
3 - استفادة الأندية الرياضية وبالذات في الجانب الرياضي من المواهب التي تلتحق بالأندية في جميع الألعاب وبهذا يكون لدينا جيل رياضي جديد مثقف وموهوب، كذلك يمكن ان تستفيد الأندية في ان يكون هناك رسوم رمزية للدخول لمشاهدة المباريات والمحاضرات كأن يكون (خمسة ريالات) للفرد وسيحقق النادي دخلاً من هذه الجماهير.
4 - لا بد من ان يصاحب هذا المقترح التنسيق مع الجهات المختصة من الأمن والصحة والدفاع المدني وغيرها من الجهات ذات العلاقة في كل محافظة لتنظيم هذه المهرجانات لاحتواء شبابنا عماد البلد ومستقبل الأمة من كل فكر هدام لا يخدم الدين ولا ينفع الأمة.
في اعتقادي ان مثل هذا العمل سيساهم في بث أجواء صحية بين الشباب ويحمسهم لمثل هذه المهرجانات المفيدة من وجهة نظري، وأرى ان يقدم كل نادٍ برنامجه الصيفي في الصحف المحلية لترغيب الشباب في الالتحاق به وان يكون ذلك على عجل، فالأندية ستستفيد والشباب سيستفيد أيضا والكيان هو المستفيد الأكبر.
نصر الروح زاد الجروح
من مصيبة إلى مصيبة أكبر، فالنصر أضاع البطولات بالكوم ولا ينفع معها بكاء ولا حتى يفيد، ولكن لماذا يعيش النصر في هذه الدوامة وإلى متى؟ فمن تابع أخبار النصر اليومية بعد خروجه من كأس خادم الحرمين الشريفين يرى انه يحاول ان يكون له وجود ولو على مانشتات الصحف دون ان يواكب هذا الوجود عمل جبار يشفع له ان يكون ضمن المقدمة.
ولعلكم قرأتم عن الاجتماعات اليومية السرية التي لم يصدر عنها أي قرار يخدم مسيرة هذا النادي العريق الذي تحول إلى غريق. فاللاعبون الأجانب لدى النصر ومن وجهة نظر شخصية هم من خيار اللاعبين لدينا ومع ذلك تنتهي عقودهم دون أدنى مبرر أو حلول منطقية لإيجاد البديل الأفضل الذي أعتقد انه لن يحدث. ولعل من مصائب النصر في هذا العام تحديداً أمين النادي الذي صرح في إحدى الصحف المحلية قبل أيام بأنه يطالب أعضاء الشرف بدعم النادي بخمسة ملايين ريال لاستكمال برامجه ولسداد ديونه، ولا ندري ما البرامج التي يتحدث عنها بعد الخروج المر؟! وليته طلب الملايين وهو قد حقق شيئاً لجماهير الأصفر من الأشياء التي لم يقدمها لجماهيره حتى الآن إدارة الكرة ومن أسندت إليه، وهل هناك نية لعودة عساف العساف أو سيستكمل طلال الرشيد إشرافه على الفريق بعد كأس الصداقة التي سيشارك بها النصر في مدينة أبها، حيث إن إشراف طلال الرشيد حدد ببطولة الصداقة لماذا ولمصلحة من ان يعيش النصر دائماً في أجواء المشاكل والمشاحنات؟ لماذا لا يصفي النصر خلافاته مع القريبين منه والمتعاطفين والخصوم أيضا كل ذلك لمصلحة النصر ولكن...
من سينقذ النصر ويعيده كما عرفه جمهوره الذي أجزم ان أصغرهم فوق الثلاثين عاماً حيث إن النصر لا يملك حالياً قاعدة من الأطفال الصغار وهذا سيسبب إشكالاً كبيراً للنصر ان استمر على هذا الحال وحقا سيجد نفسه بلا قاعدة جماهيرية لا سيما ان جماهيره في الوقت الحاضر قد بلغ بها الضيق والحنق من كل ما هو أصفر والسبب في ذلك ما وصل إليه نصرها.
رغم ما كتب وسيكتب طوال صيف هذا العام إلا انه من الملاحظ وللمرة الأولى في تاريخ النصر ان إدارته لم تظهر كعادتها دائماً في تبرير خسارته وإلصاق التهم بالآخرين بأنهم وراء خروجه، وهذا في حد ذاته جيد ان كان بني ذلك على معرفتها بواقع فريقها الذي رأت فيه طائرا قد تكسرت أجنحته ولم يعد اسماً على مسمى، ولعل أكبر مصائب النصر خلال هذا العام سعيه للفرح مع الآخرين ولتصوير مع بطولاتهم من خلال رئيس النادي والتوشيح بشعارات الأندية الأخرى واعتبار فوزها فوزاً للنصر، هل وصل الحال بالنصر ان يكون تابعاً للآخرين وان يخسر علاقاته مع البعض من أجل إرضاء الآخر؟ لا اعتقد ان النصراويين فرحوا كما فرح رئيسهم ببطولة الاتحاد الذي أعتقد ان النصر حققها، مبروك يا سمو الأمير وخلاص فوز الاتحاد فوز للنصر.
خاتمة
(اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم نلقاك)
نصراوي غيور |