هذه الحياة بحر لا ساحل له.. ومحيط لا نعرف منتهاه.. نعيش فيه وتتلاطمنا الأمواج من كل جانب.. آلام تمضي وأحلام تضيء.. آلام وأحلام.. تصور لنا سواد الليل وضياء النهار فيوم لك ويوم عليك..
نعم.. ما أحقر هذه الحياة.. فما إن تجمع.. إلا وتفرِّق، وما إن تضحك إلا وتبكي.. نعيش في صحة وعافية حتى ننسى المرض.. ونمرض أياماً حتى نكاد أن ننسى العافية.. هي الدنيا.. لا تساوي عند الله جناح بعوضة.. فمن منا لم يبك يوماً ما.. ومن منا لم يمرض يوماً ما..
بالأمس توفي جدي الغالي محمد وانطفأ نوره وأسدل الليل ستاره لكن هذا الستار دونه نافذة تطل على بحر الأمل وسماء التفاؤل.. إنه ما شهدناه لجدي من أعمال خيِّرة كصيام الهواجر الطوال وقيام الليالي العظام.. فهل نبكي على فراقك يا جدي.. أم نفرح بأنك انتقلت من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة.. ومن سعادة زائلة فانية إلى سعادة مستمرة دائمة بإذن الله تعالى.. فرحمك الله رحمة واسعة وجمعنا بك في جنات النعيم..
حفيدتك |