حروفها ملوَّنة ورائحتها زكية، إنها الوردة ..(الورد جميل.. جميل الورد.. وله أوراق، عليها دليل من المشتاق، إذا أهدى الورد حبيب لحبيب يكون معنى وصاله قريب)..
شوف الزهور واتعلم.. بين الحبايب تعرف تتكلم..
نعم، إنها الوردة برائحتها العطرة.. ومنظرها الذي يسر القلب والعين والخاطر، فليس بدعة القول إن للزهور لغة تتكلم وتتحدث، تختال وتضحك، تنشد وتغرد، تزهو وتزدهر، فلكل زهرة أريجها، ولكل ريحانة شذاها.. لا تتعدى واحدة على صاحبتها ولا تحاول أن تغتصب منها عطرها، ومعناها في جميع المناسبات: فرح، مأتم، مرض، حب، خصام. فالوردة تغني عن ألف كلمة، ويختصر بها المحب نصف الطريق إلى قلب المحبوبة، وهي من قديم الأزل رمز الخير والحب والتسامح..
وقد خلَّد الكثير من الفنانين الوردة في رسوماتهم وأشعارهم وتعتبر (زهرة الخشخاش) (فان غوخ) من أشهر اللوحات المرسومة لتخليد الوردة، التي سرقت لب المحبين،.. تقول أسمهان: (يا بدع الورد يا جمال الورد، من سحر الورد، وصفوه على الخد، الورد، الورد، يا جماله).. ونادى محمد عبد الوهاب بصوته الشجي الورد فقال: (يا ورد مين يشتريك وللحبيب يهديك). وقد أكدت وردة الجزائرية أن الورد يتكلم حين قالت: (أوراق الورد بتتكلم، أوراق الورد بتتألم).
فالوردة البيضاء دليل الحب الصافي، وهي رمز السلام وتُهدى للمريض لرفع روحه المعنوية وإزاحة الكآبة عن نفسه. واللون الأبيض يريح الأعصاب المضطربة ويهدئ من روعه المنفعل والدليل أن اللون الأبيض يغطي معظم المستشفيات من جدران وأسرة ومفروشات ويونوفورم. والطريف أن بعض المستشفيات تحرص على التعاقد مع شركات توريد الورد. بنفس أهمية توريد الموارد الغذائية والطبية لإشاعة جو من التفاؤل في غرفة المريض بالإضافة إلى باقات الورد التي يقدِّمها الزوار للمرضى، كدليل على الحب والتلاحم والمودة. ويؤكد علماء النفس أن وجود وردة في ركن من أركان المكاتب الوظيفية يكون عاملاً مباشراً ومؤثِّراً جيداً في ارتفاع الحالة النفسية للموظف، كما يؤكد الطب النفسي أن له تأثيراً نفسياً على الأداء الوظيفي. فهناك الكثير من أنواع الورود تليق بالمكاتب منها الورد البلدي والجلاديوس وعصفور الجنة. لأن الورد البلدي يشيع جواً من البساطة على المكان والجلاديوس يعيش طويلاً، بينما تعيش عصفور الجنة أكثر من أسبوعين.
وأفضل أنواع زهور المكاتب ذات الألوان البيضاء والصفراء والزهري وفي عالم الألوان.. يعتبر اللون البنفسجي في الزهور تعبيراً عن الكآبة والحزن، لذلك يتقدم الجنازات في باقات كبيرة (بعد عمر طويل).. وهي عادة فرعونية قديمة، حيث كانت أحب أماني المصري القديمة لروحه التي تهيم في العالم الآخر.
ويعتبر الشباب من أكثر الفئات إقبالاً على الورد لأن الورد رسول المودة وهدية الحب بين النفوس، ووردة واحدة تكفي عن عشرات ومئات الكلمات للتعبير عما يدور في خلد المحب نحو محبوبته، والوردة الحمراء دليل الحب العنيف ويستخدمها المراهقون بكثرة والمتزوجون حديثاً إذا وقع أحدهم في خصام مع عروسه.. (والوردة البمبي) هي تعبير عن الحب العاقل الرصين، في حين يدل اللون الأصفر على الغيرة ونادراً ما يهدي الحبيب لحبيبته وردة صفراء.
فلنردد مع عبد الوهاب:
يا وردة الحب الصافي تسلم إيدين اللي رواكِ
ولننعش أنفسنا بألوان وروائح الورود بشتى أشكالها وألوانها، ولنزرع الورد ولا نقطعه، ولنهديه لأحبابنا وأصدقائنا في كل الأوقات فهو تعبير جميل عن المودة والصفاء والمحبة..
* وبعد: إن العصر الذي نعيشه يفتقد لرومانسية الحب والذوق.. فالأزهار في المزارع والحدائق العامة والمنتزهات والمنتجعات والشوارع العامة تقطع بيد الكبار قبل الصغار وتفتت أوراقها وتُرمى وتُداس فوق الأرض.. فكم محزن هذا ومؤثِّر هذا المنظر ونحن نرى وردة تُداس.. وتُقطع.
تصوَّروا معي ذلك.. بالله عليكم أليس هذا منظراً مؤسفاً ومؤثراً ومحزناً أيضاً..
أرجو من الجميع عدم قطع الأزهار في الحدائق والمنتجعات والشوارع العامة لأنها رمز الصفاء والنقاء والمحبة وخاصة أننا في مواسم السياحة.. ونسعى لسياحة داخلية بورود وأزهار متنوِّعة الألوان والرائحة تحاكي إحساسنا ودواخلنا وتبعث في قلوبنا الدفء وفي عيوننا الفرحة وفي أجسادنا الإحساس بالنشوة والسعادة.
لحظة صدق
ستظل حبيبي دائماً كما عرفتك
رائعاً كالندى، باسقاً كالغمام
شامخاً رائعاً مثل حد الحسام
وسأبقى وردتك الندية على مر الأيام.
لحظة عطاء
قولي أحبك
يذهل العصفور عن ألحانه
ويميل غيم قامتي
ويطير من صدري الفراش
قولي أحبك..
فتنمو الزهور
وينبت في الصمت زهر الكلام
قولي أحبك..
لترث الأرض أرضاً جديدة
ويسري على الكون ريح الحياة