لا نريد ولا يُراد منا أن نطبّل للحوار الوطني، ونكيل المديح بمكاييل ليس لها حدود أو مقاييس نقف عند حدها الأدنى أو الأعلى.. ولكن المراد هو أن نفهم أولاً معنى وصفة الحوار وكيفية فهم هدف الإصلاح كهدف سام لا يقبل المزايدة ولا المساومة.. ونكون حذرين جداً من اختراق الصفوف التي نريدها متراصة ومتفقة تمام الاتفاق حول صفة معنى وصيغة الحوار الوطني كما هو مطلوب ومخطط له.. لكيلا يأتي من يخلخل ذلك بدعوى ظاهرها الرأي والمشورة وباطنها أبعد ما يكون عن ذلك ليهمز ويغمز بأشخاص أو أفكار أو معتقدات أو حتى خلفيات أخرى عن شخص أو أشخاص، فلا بأس أن نعارض رأياً ما لكن بشرط أن يكون الهدف هو الإصلاح فقط.. الإصلاح ظاهراً والإصلاح باطناً.. فالأمير عبد الله بن عبدالعزيز عندما يخطابنا يقول إخواني وأخواتي أبنائي وبناتي وترك لنا مساحة كبيرة نتحرك فيها فهو كحاكم ورجل دولة ومسؤول لا يريد منا أن نهز رؤوسنا لنقول (سم.. حاضر) ولا يريدنا أن نصمت ولا يريدنا ألا نرى.. ولا يريدنا ألا نسمع.. ولا يريد منا رفع الشعارات أو الهتافات أو التصفيق لنخدّر بها عقول المواطنين لكنه يريد أن نتجاوز هذه المظاهر الخادعة وأن نتطلع جميعاً إلى آفاق أوسع وأرحب وأن نعمل بكل جد على توسيع دائرة الحوار الوطني ونرفع شعار المواطنة الحقيقية.. فعلينا كمواطنين أن نعمل على تفعيل مبدأ الحوار الوطني الهادف والمثمر والبناء وأن نحذر كل الحذر من الفرقة والاختلاف ولنحذر كل الحذر أيضاً ممن يصطادون في الماء العكر وممن يقولون ولا يفعلون.
|