Thursday 8th July,200411606العددالخميس 20 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

لا يفل الفكر إلا الفكر لا يفل الفكر إلا الفكر
عبدالله الفارس

إذا كان الحديد لا يفله إلا الحديد، فإن الفكر لا يمكن مواجهته إلا بالفكر.
وحيث إنه منذ فترة ليست بالقليلة ظهرت في مجتمعنا الإسلامي أفكار دينية خاطئة ومتطرفة لتنظيمات خفية ترفع شعارات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب. ولم يواجهها أحد بالفكر الصحيح.
لكن إذا عرف السبب بطل العجب !
فبعض من علماء ورجال الدين والمثقفين عندما يتحدثون أو يريدون أن يتحدثوا عن هذه الفئات الضالة والمنظمات الإرهابية، لا ينظرون إلا إلى مواقع أقدامهم، ويعتبرون أن هذه مشكلة خاصة.. لأنهم لا يريدون أن يتحدثوا بأن هذه التنظيمات ومن يدور في فلكهم من المبطلين والضالين يريدون أن يبثوا أفكاراً متطرفة بين أبناء الشعوب وأنهم يريدون السيطرة، وفي سبيل هذه السيطرة يتسابقون في إشعال نيران حروب صغيرة داخل الأوطان والتي انتشرت في جميع المناطق والقارات، وأصبح ما حدث في (بالي) غير منفصل عما يحدث في (الرياض).
إن الأعمال الإرهابية التي تعمل باسم الإسلام والإسلام منها براء أصبحت مشكلة عامة وليست خاصة بمعزل عن مشكلات الآخرين، فلا أحد في هذه الدنيا يستطيع أن يقول غير ذلك.. ولا دولة في الدنيا تستطيع الآن أن تغمض عينيها عما يجري خارج حدودها والذي يحدث في القطب الشمالي، قد تكون له صلة بما يجري في القطب الجنوبي..
نعم - لقد أصبح العالم الذي نعيش فيه اليوم، عالماً جديداً تماماً. وهو مضطرب أشد الاضطراب، منطوٍ على أشد ما يتصوره العقل البشري من مخاطر الإرهاب وهذا يدعو إلى التشاؤم.. الأمر الذي جعل العالم اليوم أمام الاختيار الصعب الرهيب.
إن الإرهاب - وبكل صفاته - أصبح يمر شريطه أمام عيون العالم كل يوم.. لأن أعمالهم أصبحت تلفت الأنظار - وتفرح المتشددين - وتسلي قراء المقالات والتحليلات (التهريج)..
إن مجال لعب الإرهابيين في الشرق الأوسط يبدو واسعاً للغاية، لقد ساعدته الظروف ليمرح هنا وهناك، فإن كان هناك من هو قادر على أن يلقن هؤلاء درساً فإن البقية الباقية تحتاج إلى عملية جراحية.
ولأنني أكتب أول مرة من الوطن.. ومن أجل عيون أهل الوطن، فإن مجال أعمال الإرهابيين في هذا الوطن أصبح الآن ضيقاً للغاية لأن القيادة الحكيمة أثبتت للعالم أنها لا تهاب ولا تخضع، وبالتالي فيجب على الذين يريدون أن يفهموا، أو على الأقل أن يتحدثوا عن المكرمة الملكية لهذه الفئة الضالة عبر القنوات الفضائية، عليهم أن ينظروا أولاً إلى تلاحم القيادة والشعب في هذا الوطن ككل، لأن هذه المكرمة سبق أن حدثت مئات المرات وسوف تحدث في مجالات متعددة تعبر عن كرم وسخاء وعطف القيادة على الرعية، ذلك لأننا في ظل قيادة حكيمة دستورها وشرعها الإسلام الذي يعطي كل صاحب حق حقه.. ثم إننا في هذا الوطن تتعادل القيادة والشعب على تحقيق المصلحة العامة.. وهذا التعادل أدى إلى نوع من التفاهم والوفاق، مع وقوف كل طرف عند حده المرسوم، دون محاولة إلى التفرد.
إن تقاسم المصلحة بين القيادة والشعب، هو أساس للمحبة والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد.. وهو يهدف إلى طريق لا انفصال فيه ولا جدال وراء النظر حول تحديد هويته، والذي ذهب في أكثر أشكاله فتجاوز إطار العمل التقليدي إلى الوقوف في إطار الصف الواحد خلف قيادته.. وهذه حقيقة هذا الشعب.. ومن يغالط هذه الحقيقة ويتساءل فهذا من حقه! ومن حقي أن أجيب!!
إننا شعب يؤمن بشريعتنا السمحة.. ونحافظ عليها.. وما سجلته لنا صحائف التاريخ وما لم تسجله تؤكد هذا.
إن الصورة الكريمة في تاريخ أبناء هذا الشعب تجعلني منها وفيها أقول:
قدرت كل التقدير هذه المكرمة الملكية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين - الذي فتح قلبه لكل مواطن.. واحتمل من أجله كل شيء.. من أجل أن تصبح القلوب مرتاحة - لا دموع ولا صراخ فيها، فمتى قدر الجميع هذه المكرمة من خادم الحرمين الشريفين.. ورفعها الجميع فوق رؤوسهم نستطيع من خلالها أن ندخل السعادة لنفوسنا.. إن مطالبة مولاي العمل بشرع الله مع هذه الفئة شيء طبيعي - وهذه طبيعته - حفظه الله - لأنه من أبناء هذه الأرض الذين حملوا رسالة الحق ونشروها في الأرجاء، إن مولاي خادم الحرمين الشريفين من الجذور العريقة الذي يقوم بالدور الذي كلفته به المشيئة وبقيت متمسكة به وهو متمسك بها.. لقد مثل ما بنى له أبوه المغفور له الملك عبد العزيز -رحمة الله عليه - لبنة لبنة، وقياساً بمقياس، لم يختلف بالصفات عن والده، ويشكل صورة واحدة لمواقف والده الخالدة في صالح الإسلام والمسلمين وقضايا الأمتين العربية والإسلامية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved