* الرياض - الجزيرة:
نوه عدد من مسؤولي الاوقاف بوكالة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون الأوقاف، بالموافقة السامية على إنشاء صندوق وقفي بحساب موحد في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، يخصص لعمارة المساجد وصيانتها وتشغيلها، ويمول من تبرعات أهل الخير وأوقافهم، ومن الأوقاف الاخرى التي تسمح شروط واقفيها بذلك.
وأجمعوا على أن القرار يسهم في إحياء سنة الوقف الخيري، وفي اعمار المساجد ودعم رسالتها السامية، كما انه جاء في وقته المناسب حيث أصبحت الحاجة ماسة لتخصيص أوقاف للصرف منها على احتياجات المساجد التي تتزايد اعدادها في أنحاء المملكة وأصبحت تعد بالآلاف.
ودعا مسؤولو الأوقاف أهل الخير والإحسان إلى دعم الصندوق حتى يؤدي رسالته السامية وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
دور مرموق
في البداية تحدث المدير العام للشؤون الفنية للأوقاف المهندس عبدالله بن عبدالعزيز السهلي موضحاً ان الإسلام جاء بالنظم السامية والتعاليم الواضحة التي تصلح حال المجتمع بمختلف طبقاته وفئاته في شتى المجالات الاقتصادية والعلمية والفكرية، ومن هذه النظم العظيمة (الوقف الخيري)، وهو في الإسلام يمثل نظاماً مالياً يأتي على مرتبة عظيمة، ووردت أهميته في الكتاب والسنة.
وقال المهندس السهلي: لم يزل للأوقاف في تاريخ الإسلام الطويل دور مرموق ومتميز في تحقيق احتياجات الفقراء والمساكين، كما أن له دوراً عظيماً في التشييد والبناء الحضاري من خلال بناء المساجد، ودور العلم والمستشفيات، والأربطة الخيرية، ودور الرعاية الاجتماعية، ولا يزال أهل الخير والإحسان من المسلمين يشيدون الأوقاف كبيرها وصغيرها على مختلف مجالات الحاجات الاجتماعية.
وأضاف قائلاً: ومع أهمية وعظم رسالة المسجد فقد اهتم المسلمون بتشييدها وإعمارها عملاً بقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } الآية، وفي بلادنا تحظى المساجد - بفضل الله ونعمه - بالرعاية من الجميع وفي مقدمتهم ولاة الأمر - حفظهم الله - حتى أصبحت أعدادها كبيرة بحمد الله، وهو مما يحتاج معه إلى الاهتمام بايجاد موارد ثابتة للصرف على صيانتها وتشغيلها، ولاشك ان قرار مجلس الوزاء الموقر بالموافقة على إنشاء صندوق وقف للمساجد سوف يكون له - بمشيئة الله - أكبر الأثر في توفير هذه الموارد.
الوقت المناسب
ويرى المدير العام لأملاك الأوقاف الشيخ سعد بن صالح اليحيى أن إنشاء الصندوق جاء في وقته المناسب، خاصة مع تزايد اعداد المساجد والجوامع في مدن المملكة وقراها وهجرها في هذا العهد الزاهر، والتي أصبحت تعد بالآلاف، فعلى الرغم من العناية التي تحظى بها جميع الجوامع والمساجد من حكومتنا الرشيدة - أعزها الله وأيدها بنصره - ومن أهل الخير في هذا البلد المعطاء، إلا أن الكثير منها لا يزال بحاجة إلى المزيد من الصيانة والعناية، وهو ما يحققه الوقف الخيري الذي يعد من أفضل وجوه الانفاق التي يسعد بها العباد، لكونه (صدقة جارية) تعود على الناس بالنفع في الدنيا وعلى صاحبها بالمثوبة في الآخرة.
وأضاف الشيخ اليحيى بأن تلك الموافقة السامية تعد امتداداً لما يحظى به قطاع الأوقاف من دعم واهتمام من ولاة الأمر في المملكة منذ تأسيسها على يد الملك الإمام عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - وحتى هذا العهد الزاهر الذي شهد طفرة هائلة في هذا المجال المبارك تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
وأشار اليحيى إلى أن الصندوق الوقفي لعمارة المساجد وصيانتها وتشغيلها سيكون بمثابة وعاء مالي رديف لما تخصصه الدولة من نفقات مالية لعمارة المساجد وصيانتها والعناية بها، وسيكون محفظة مالية تتلقى تبرعات وهبات وأوقاف أهل الفضل في هذه البلاد، ومن ثم يتم العمل على تنمية هذه الموارد واستثمارها والصرف من عوائدها على احتياجات المساجد.
وقف لكل مسجد
كما تحدث المدير العام للشؤون الخيرية للأوقاف الاستاذ يوسف بن إبراهيم الحميد قائلاً: ان فكرة تخصيص وقف لكل مسجد نبعت من الاهتمام بالمسجد ذاته، ومكانته في حياة المسلمين، فهو بيت الله الذي تؤدي فيه شعائرهم ويتلقون فيه النصح والإرشاد، وهو المدرسة الأولى في الإسلام، ومنه انطلقت راية التوحيد، ولا يزال المسجد يؤدي رسالته السامية في إصلاح الفرد والمجتمع من زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا الحالي.
ثم قال الحميد: وانطلاقاً من ذلك الاهتمام، واعتبار تلك المكانة كان توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بانشاء وزارة يأتي في طليعة اختصاصاتها العناية والرعاية والعمارة لبيوت الله، وتوفير كل ما تحتاجه، وتهيئتها للمصلين، والانفاق عليها بما يليق بمكانتها وتقوم هذه الوزارة منذ تكليفها بواجبها على أكمل وجه وبما تخصصه الدولة لها ضمن الميزانية العامة للدولة.
وأضاف الحميد يقوله: ويعتبر الصندوق الوقفي لإعمار المساجد وصيانتها الذي وافق المقام السامي على إنشائه بمثابة اسهام المواطنين بالعناية ببيوت الله لرغبتهم في هذا، وسوف توضع لهذا الصندوق الأنظمة الادارية والمالية التي تكفل قيامه بما أنشئ من أجله على الوجه الأكمل، ويأمل الحميد أن يكون هذا الصندوق نقطة الانطلاق والنواة الاولى لقيام المشروع الكبير للصناديق الوقفية الذي تم بمتابعة حثيثة وعناية خاصة من قبل معالي الوزير.
إحياء سنة الوقف
أما المدير العام للاتصالات بوكالة الأوقاف الأستاذ محمد بن عبدالعزيز أبا عود فيؤكد ان قرار مجلس الوزراء الموقر بانشاء هذا الصندوق يسهم في إحياء سنة الوقف الخيري، حيث من المتوقع أن يشهد الصندوق اقبالاً سخياً من أهل الخير والاحسان، وذلك لما تحتله المساجد من أهمية ومكانة في نفوس جميع المسلمين كما انه يعد حافزاً للتشجيع على إنشاء المزيد من الصناديق الوقفية على مجالات البر الأخرى: كالتعليم، والرعاية الصحية، والاجتماعية، وغيرها.
وأضاف اباعود بأن إنشاء هذا الصندوق الخيري يحتاج معه برنامجاً توعوياً ودعوياً للتعريف بأهمية الأوقاف الخيرية ودورها في بناء المجتمع وتنميته، وحث الناس على الاقبال على الإسهام في الصندوق، على ان يشارك في هذا البرنامج أئمة وخطباء المساجد وفقاً لخطة توعوية تشرف على تنفيذها فروع الوزارة بمناطق المملكة، بالإضافة إلى مشاركة وسائل الاعلام المختلفة في ذلك.
ودعا مدير الاتصالات بوكالة الأوقاف رجال الأعمال والموسرين من ابناء المملكة إلى ضرورة الإسهام بجزء من اموالهم واوقافهم في الصندوق الوقفي لإعمار المساجد وصيانتها وتشغيلها حتى تتمكن الوزارة من توفير احتياجات ومستلزمات كل مسجد من الائمة والمؤذنين الاكفاء، والإنفاق على الصيانة والفرش، وغير ذلك مما يحتاجه المسجد، مؤكداً على أهمية دعم مناشط المساجد بالوقف على حلق تحفيظ القرآن، وانشاء المكتبات وتنظيم الندوات والمحاضرات، وتفطير الصوام، وغيرها.
|