* جدة - أحمد سعيد العُمري
التقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ مساء يوم الثلاثاء الماضي الموافق 18-5- 1425ه بالائمة والخطباء لجوامع محافظة جدة بالغرفة التجارية بجدة وذلك بحضور وكيل الوزارة لشؤون المساجد والأوقاف عبدالعزيز العمار ومدير عام فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة الدكتور عبد الرحمن الحازمي ومدير عام الأوقاف والمساجد بمحافظة جدة علي البلادي ومستشار معالي الوزير الدكتور عبد العزيز تركستاني وعدد من المسؤولين بالوزارة والمشائخ وطلبة العلم.
وقد بدأ اللقاء بآيات من الذكر الحكيم ثم ألقى بعدها الدكتور عبد الرحمن الحازمي مدير عام فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة كلمة رحب فيها بمعالي الوزير ثم ألقى معالي الوزير كلمة وجه فيها الأئمة والخطباء الى أهمية المسجد ودور الإمام فيه والأمانة الملقاة على الإمام وشدد معالي الوزير آل الشيخ على أهمية حرص الأئمة على أداء السنة فيما يقومون به من واجب الصلاة والخطب والتخفيف على الناس في الصلاة والخطب وأمر الناس بتعظيم المولى سبحانه وتقوى الله والاستغفار والتوبة والاقتداء بخطب النبي صلى الله عليه وسلم في مواعظه وعدم الخروج عن مقصود الخطبة إلى أمور اقتصادية وطبية وسياسية لا تفيد المجتمع، ولا يذكر الناس بالله عز وجل وأن يعيش الخطيب الموعظة لنفسه حتى ترق القلوب، وأن النبي عرض على قلة على بعض ما يحصل من مخالفات في المدينة ولكن بالتلميح ولكن ليس بالتصريح والمقصود بخطبة الجمع جمع المسلمين لأن المسجد مجمع للكلمة ولم الشمل وليس بتفريقهم حتى لا تكون مساجدنا ميداناً للتفريق لاننا بذلك نخالف الأمانة لاجتماع الناس على كلمة سواء.
لأن هدي النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده والسلف الصالح عدم المبالغة، ولم يكن من هديهم ذكر أمور الدولة العامة في المنابر على المسلمين.
ثم تطرق معالي الوزير آل الشيخ الى ان هل الامام والخطيب له ولاية مطلقة في المسجد ام مقيدة بالتفويض؟.
وقال: ان اهل العلم قرروا ان الولاية مبنية على الأمانة مطلقة بحسبها لولي الأمر وولاية الوزير أو وكيل وزارة أو إمام مسجد مقيدة بالتفويض فالإمام ليس له الولاية المطلقة واذا ما استجاب فإن ذمته لا تبرأ لأن هذا تحريف في الأصول الشرعية.
وحث أئمة الجوامع والخطباء الى الحديث عن الأمور الاجتماعية والمواعظ دون الدخول الى التفاصيل وكأن الخطيب يقرأ نشرة أخبار وليس خطبة ويدخل الإمام في ميدان لا يُحسنه.
وأوصى الخطباء في نهاية كلمته إلى أهمية الاستعداد للخطبة لأن مكانتها عظيمة وهي عبادة، ونبه الخطباء الى عدم العجب بخطبهم فهي عبادة بين الخطيب وربه واذا كتبها فليسأل الله التوفيق وان ينفع بها من يسمعها وناشد الخطباء ان تكون خطبهم للقلوب وليست للعقول.
وأكد آل الشيخ أن الشريعة جاءت لتحصيل المصالح ودرء المفاسد والمصالح اعظمها العليا واعظم المصالح ما كان محافظاً على الدين والنفس والعقل والمال والعرض (النسل).. فالمحافظة عليها راجع الى كل احد بحسبه، فالإمام والخطيب يحافظ على الدين بواجبات يأمر الناس بها ومخالفات ينهي الناس عنها ويحذرهم منها وان تؤصل الواجبات الشرعية، ونبه آل الشيخ الى ان المساجد ليست مقراً لشحن الشباب دون مستند شرعي.
ثم تحدث عن مسائل الأزمات في التكفير والتفجير وشدد على أهمية التطرق إلى هذا الأمر وان ندفع هذه الشبهات وقال: ان دور الإمام التوجيه والنصح وعلى الأئمة والخطباء ان يتحدثوا عن (موضوع الأمن الشامل).
فالدولة هي الشعب والحكومة فكل واحدٍ فيها هو جزء من الدولة والدولة ليست هي الحكومة الإدارية والدولة هي المواطن والأجهزة فمسألة الأمن يجب ان نشعر شرعاً وحساً بأن الواجب على الجميع المحافظة على المصلحة العليا التي أوجبها الشرع.
بعد ذلك استمع معالي الوزير إلى الأئمة والخطباء والإجابة على تساؤلاتهم.
ثم أجاب بعد ذلك على اسئلة الإعلاميين مؤكداً للإعلام أن الغرض من هذا اللقاء هو التواصل وايجاد الحلول وان يشعر الخطباء بان الوزارة معهم وان يستشعر الخطباء أهمية مشاكلنا في الداخل فهي مقدمة على كل اهتمام أو قضية إسلامية في الخارج واحداث هذا الحس وضرورة توجيه الناس إلى ذلك.
وقال: ان الأئمة يقومون بدور كبير والخطباء بحاجة الى الكثير من الإيضاحات فهذه اللقاءات فيها الكثير من الايضاحات التي تشكل على الأئمة وتقوي التواصل معهم وان المساجد مصدر تأثير شرعي كبير جداً ولابد ان تعني الخطب بالمصالح العليا والنفع للناس والمحافظة على اجتماع الكلمة ووحدة الصف والمحافظة على الأمن وان الدولية للجميع والمواطن جزء من الوطن والدفاع عن الوطن دفاع شرعي فدور المسجد عظيم ودور الإمام كبير في التوجيه.
واختتم معالي الوزير حديثه للإعلاميين بأهمية التواصل ووجود الروح ما بين الوزير والوكلاء والإدارة والأئمة والخطباء لما لهذه اللقاءات من أثر ايجابي على الجميع ثم ودع معاليه بعد ان استمر اللقاء إلى أكثر من ساعتين ونصف من ذلك المساء والذي شهد حضوراً كبيراً من الأئمة والخطباء لجوامع محافظة جدة كان لها أكبر الاثر على نفوس الجميع لما اتسم به اللقاء من شفافية وحوارات واقتراحات تبادلها معالي الوزير مع الأئمة والخطباء.
|