* روما د ب أ:
لا يخفي رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني إعجابه الشديد بنابليون بونابرت، بل بلغ ولع برلسكوني بإمبراطور فرنسا وقائدها العسكري الفريد أنه يجمع تماثيل صغيرة من الخزف لبونابرت، كما يصوره فنانو الرسوم الهزلية في الصحف أحياناً مرتدياً قبعة ثنائية الاركان كالتي كان يشتهر بها الزعيم الفرنسي.
ويزعم برلسكوني قطب المال والاعمال الذي تحول إلى السياسة انه الافضل في العالم.
ولذا لم يفاجأ المقربون منه على الاطلاق عندما قرر تعيين نفسه وزيرا للاقتصاد في الحكومة الايطالية بعد إقالة الوزير السابق جيوليو تريمونتي في أعقاب خلاف ومواجهة شديدين داخل الائتلاف الحاكم الاسبوع المنصرم.
ويشغف برلسكوني فيما يبدو بأداء أكثر من عمل في وقت واحد.. ففي عام 2002 مثلا تولى بجانب رئاسته للحكومة منصب وزير الخارجية بعد استقالة ريناتو روجييرو من الحكومة.
كما لا يزال برلسكوني يملك إمبراطورية (ميديا ست) الايطالية للاعلام وعديدا من الشركات التجارية الاخرى فضلا عن نادي (إيه. سي. ميلان) لكرة القدم.
ونقل عن برلسكوني قوله: أنا معجب بهذا العمل الجديد.. وذلك في أعقاب طرحه لتفاصيل خطة لتقليص الميزانية بمقدار 7.5 مليارات يورو على وزراء المالية في دول الاتحاد الاوروبي يوم الاثنين الماضي في بروكسل.. ولمح رئيس الوزراء الايطالي منذ ذلك الحين إلى أن بقاءه في منصب وزير الاقتصاد قد يستمر عدة أشهر حتى يتمكن من تنفيذ خطة طال انتظارها لتخفيض الضرائب.
لكن تلك التلميحات لم تلق حماسا كبيرا من شركاء برلسكوني في الائتلاف الحاكم في إيطاليا.
وقال فرانشيسكو ستوراتشي العضو البارز في حزب التحالف الوطني المشارك في الائتلاف الحاكم وهو الحزب الذي أصر على إقالة تريمونتي: لا نحتاج إلى رجل خارق (سوبرمان) بل إلى وزير للاقتصاد.
وقال فرانكو فوليني زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المشارك في الائتلاف إن فترة تولي برلسكوني لمنصب وزير الاقتصاد بصفة مؤقتة يجب أن تكون قصيرة.. وأعني بذلك أن تستمر أياما لا أسابيع أو شهوراً.. وإلا سننسحب.. وبدلا من حصول حلفاء برلسكوني في الائتلاف الحاكم على دور أكبر في السياسة الاقتصادية كما كانوا يهدفون بإقالة تريمونتي لم يحقق هؤلاء الحلفاء فيما يبدو إلا عكس ما كانوا يرمون إليه تماماً.
وأشارت أحزاب المعارضة الايطالية والمراقبون المستقلون إلى أن برلسكوني أصبح حالياً يتمتع بسلطات وصلاحيات لم يسبق لها مثيل.. وقال ستيفانو باسيلي عضو حزب اليسار الديمقراطي المعارض: بعد أن أصبح برلسكوني وزيرا للاقتصاد أصبح تعارض المصالح في حالته مثل الجبل.. كما أشار المحللون إلى أن برلسكوني بصفته وزيرا للاقتصاد سيكون مسئولاً عن قرارات بالغة الاهمية في مجال الضرائب ومنها توقيت رد مبالغ دفعت تحت حساب الضرائب إلى عدد من الشركات ومنها (ميديا ست) التي يملكها.. وأصبحت تلك الانتقادات حالياً تتردد على ألسنة حلفاء رئيس الوزراء.
فقد أوضح فوليني على سبيل المثال أن برلسكوني بصفته وزير للاقتصاد ستكون له سيطرة بصورة مباشرة أكثر على شبكة الاذاعة والتليفزيون (راي) التي تملكها الحكومة والمنافس الوحيد الحقيقي لميديا ست.
ونقلت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) يوم الثلاثاء عن إينازيو لا روسا عضو حزب التحالف القومي اليميني قوله: ما زلت أحاول أن أفهم ما يجري.. إذا استمر برلسكوني في المنصب حتى ديسمبر فستصبح لدينا أسباب كثيرة للقلق.
|