* القاهرة - محمد رحيم:
(ثقافة الفيديو كليب.. ثقافة الثعابين السامة).. عنوان أحدث دراسة علمية تناولت أغنيات الفيديو كليب وأثرها على قيم الشباب ناقشتها الباحثة الدكتورة سامية علي في مؤتمر الإعلام المعاصر والهوية العربية الذي عقد بالقاهرة.
وأكَّّدت الدراسة أن أهم ما يميز أغنيات الفيديو كليب هو تلوي المغنيات والموديلز كالثعابين وأن 58% من القيم التي تعبر عنها الأغنيات هي قيم سلبيه وتحتوي على لقطات بالغة الإثارة وتأتي الإثارة بالترتيب من الرقص الفردي ثم الملابس والحركات الجسدية وإيماءات الوجه ثم الألفاظ والرقص الجماعي.
ورصدت الدراسة أن أغنية الفيديو كليب تزعج ولا تلهم وأنها ظهرت في عصر له مذاقه المختلف وأجياله المختلفة تماماً عن أجيال الطرب الأصيل قديماً، حيث بات واضحاً إصرار المنتجين على الترويج للمشاهد المثيرة والفاضحة في غياب تام لرسالة الأغنية العربية.
وتشير الباحثة في دراستها إلى أنه سادت أفكار لتحويل قيم الفرد لقيم غريبة بحتة على اعتبار أنها الجسر المؤدي للتحضر وتضيف الدراسة أنه رغم الرواج المدوي الذي حققته أغنيات الفيديو كليب إلا أن جميع ما يقدم لا يحمل سمة إبداع وصار يقدَّم بهدف تجاري والنتيجة إساءة عامه للأذواق، حيث أصبح واقع الأغنية يوضح حجم الاستهبال من قبل واضعي كلمات وألحان الأغنية ورغم إجماع الباحثين على أنه يجب وضع نص كلمات الأغنية أولاً قبل صياغة ألحانها إلا أن العكس تماماً هو ما يحدث اليوم فبعد أن كان معظم ملحني الزمن الماضي لا يعتمدون كثيراً على الطقطوقة الخفيفة في أعمالهم اللحنية إلا أن ملحن اليوم يعتمدون عليها بشكل أساسي فضلاً عن تأثير الكومبيوتر كمسئول عن المؤثرات الصوتية والإيقاعات ونتيجة لكل هذا اختفى التعبير عن الكلمة واللحن والمضمون وأصبح التعبير فقط عن الرقص وشركات اليوم يهمها الحضور اكثر من الصوت الجيد بحيث صار المطرب مجرد ديكور في الأغنية. وخلصت الدراسة إلى دعوة القائمين على هذه الثعابين على حد قول الباحثة بالرجوع للمعاني السامية وعدم الاعتماد على المشاهد الخارجة المنافية لقيم مجتمعنا وتفعيل دور الرقابة سواء على الأغنيات المنتجة أو المستوردة.
|