Thursday 8th July,200411606العددالخميس 20 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

حكاية أسلحة الدمار الشامل حكاية أسلحة الدمار الشامل
علي بن عبد الرحمن المسلم

سمعنا كثيراً عن أسلحة الدمار الشامل التي يقال إنها موجودة لدى العراق والتي كانت السبب الرئيسي في احتلاله من قبل قوة ليس لها حق في احتلال أي بلد. ولأن مبررات الاحتلال قد طالت والتي يأتي في رأس قائمتها برنامج أسلحة الدمار الشامل ثم القضاء على الطاغية ثم نشر الحرية والديمقراطة المفقودة وهكذا.
ونحن نعرف ان الأمم المتحدة هي التي يجب عليها المساعدة على إنهاء الاستعمار وإعطاء الدول المستعمرة حريتها واستقلالها ولكن حكاية أسلحة الدمار الشامل ورطت المنظمة الدولية في هذا الموضوع. وأريد أن أتساءل هل وجدوا شيئاً منذ بداية البحث عن تلك الأسلحة؟ طبعاً لم يجدوا شيئاً إطلاقاً وعندما فشلوا في ذلك جاءت التصريحات المتناقضة من كل من محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وهانس بليكس رئيس فريق التفتيش ومن ثم بدأ الإعداد للاحتلال بهذه الذريعة التي فشل المفتشون في إثباتها ولو أنهم قبلوا نصيحة أحد الكتاب الذي كتب بسخرية بأن عليهم إحضار بعض الحاويات التي تشتمل على آثار تلك الأسلحة من إسرائيل ومن ثم عرضها على المنظمات الدولية المهتمة بهذه الأسلحة لتكون شاهداً أن العراق يملك تلك الأسلحة، وسوف يصدق العالم أن العراق يمتلكها ولذا فإنه يستحق ما يحصل له، أما إسرائيل التي هي مصدر ذلك فهي محمية ولن يستطيع أحد إبداء أية ملاحظات عليها وعلى ما لديها من اسلحة دمار شامل، وإذا قال البرادعي أو أي مسؤول آخر بوجوب فتح منشآتها أمام وكالة الطاقة الذرية فكلامه هذا لن يغير شيئاً فهذا كما يقولون كلام في كلام ولا يمكن لدولة رفضت عشرات القرارات الدولية أن ترضخ لكلام مدير وكالة الطاقة الدولية أو أي شخص آخر فهي لن تخشى قيام حرب ضدها نظراً لهذه المبررات التي أقيمت الحرب ضد العراق استناداً إليها ومعروف أنها ذرائع فقط لاحتلال المنطقة من أجل خيراتها ومركزها العالمي وحماية إسرائيل من أي تحرشات من الجيران وهذا الأخير لن يحدث لأن العرب - مع الأسف الشديد - قد أعلنت وفاتهم التي كان الشاعر نزار قباني يتساءل عن وقتها منذ عدة سنوات عندما قال:
(متى يعلنون وفاة العرب؟).
ومعروف أن إسرائيل تملك ترسانات من كافة أنواع أسلحة الدمار الشامل، وقد قرأت انه عندما قربت نهاية حكم الأبارتيز البيض لجنوب أفريقيا وكان لديهم مصنع لإنتاج نوع من المواد البيولوجية التي يريدون منها القضاء على الأفارقة أصحاب البلد الأصليين إما بقتلهم أو إنقاص أعمارهم أو القضاء على أجيالهم القادمة بواسطة العقم، ثم تم نقل هذا المصنع إلى فلسطين المحتلة قبل تسلم مانديلا وصحبه حكم البلاد.
أما أسلحة صدام حسين ذات الدمار الشامل فقد قرأنا منذ عام واحد قول أحد المسؤولين الأمريكيين الحاليين والذي كان يعمل تحت إدارة ريغان أن لديهم صور فواتير المواد التي أرسلت له من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وقد أكد ذلك محامي حقوق الإنسان فرانسيس بويل في مقالته المنشورة بصحيفة الرياض يوم 11-5-1425هـ ص 12 ترجمة السيدة إقبال التميمي وقد جاء فيها مايلي: (عودة إلى موضوع شحنات المواد البيولوجية التي تم إرسالها إلى العراق كما تعلمون سنة 1990م عندما ذهبنا لمحاربة العراق أمر كل من بوش وتشيني كل أفراد القوات المسلحة الأمريكية بأخذ مطعومات طبية تجريبية ضد الجمرة الخبيثة والبوتيولين. لم يكن لدي أدنى معرفة لماذا، لكن السبب كان بسيطاً جداً، واتضح فيما بعد أنه تحت حكم ريغان كانوا قد أرسلوا شحنة من هذه المواد البيولوجية للعراق، حولها العراقيون إلى أسلحة وعلمنا تماماً أن جيوشنا سوف تكون معرضة للإصابة، لذلك استخدمت بعض هذه التقنيات باستخدام تجربة المطاعيم الطبية على 500.000 فرد من جنودنا، والآن هم يعانون من حالة مرضية تسمى (حرب الخليج) لا زال البنتاغون ينفي الموضوع، ولكن هذا افتراء وكذب).
وفي تصريح للبرادعي أن أربعين دولة تنتج المواد النووية.. وأتعجب لماذا التركيز على الدول العربية والإسلامية فقط من أجل التخلص من اسلحة الدمار الشامل تضاف إليها كوريا الشمالية التي ربما أنهم يخشون على جنودهم في قواعد شرق آسيا أو أن متاجرتها بهذه المواد ممكنة. وعلى أية حال فالدول غير الإسلامية بعيدة عن فلسطين المحتلة ولذا فليس من الضرورة تتبعها.
إن الأمريكيين استخدموا اليورانيوم المنضب في حربهم على العراق بعد اعتداء صدام على الكويت عام 1991م وقد أثر ذلك في البيئة وعلى الأفراد القريبين من تلك المناطق ولا أحد يحاسب القوة العظمى أو أن يتكلم عن هذا الموضوع. إلا أنني قرأت في صحيفة الرياض يوم 12-5-1425هـ رأي صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئس العام للأرصاد وحماية البيئة حيث أكد سموه ضرورة بحث الآثار البيئية التي خلفتها تلك الحرب، وأرجو أن يتواصل هذا النوع من التعليق أو الأفكار أو طلب المحاسبة لأننا أصبحنا نتهم ونحاسب نيابة عن غيرنا ومعروف من الذي يجب أن يحاسب ويطلب منه التعويض، ولو أن تخريب بيئتنا حصل مثله من صدام أثناء حرب الخليج الثانية وضرب أي موقع بفلسطين المحتلة عام 1991م وظهرت بعض المواد البيولوجية لقامت الدنيا ولم تقعد وقد يستمر شعب العراق في دفع التعويضات للصهاينة لعشرات السنين، وقد كانوا أول من عوض عن الصاروخ الذي أرسل إليهم - ربما عن طريق الخطأ - في تلك الحرب كما أن ألمانيا لا تزال تدفع لهم تعويض ما يسمى بالمحارق النازية.
والله المستعان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved