رجال يختطفون من بيوتهم على أيدي بعض صديقات زوجاتهم ونساء تُدمر بيوتهن على أيدي بعض أصدقاء أزواجهن!
نساء ورجال لا يعرفون الحدود التي يجب التوقف عندها في اطلاع أصدقائهم أو صديقاتهن على أسرار حياتهم الزوجية. وقد يحدث هذا من الزوجات أكثر مما يحدث من الأزواج، ولكن هذا لا يعني أن هناك أزواجاً يبيحون بأسرار حياتهم الزوجية أكثر مما تفعل الزوجات، ولكل حالٍ شواذ بين الرجال والنساء على السواء.
وقد نتج عن سلوك هذا النوع من الأزواج والزوجات، وأكثرهم زوجات، ولا نستثني منه الرجال كما قلنا، خراب بيوت كثيرة، فما أكثر ما نقرأ ونسمع من قصص هي العجب نفسه عن زوجات تزوج عليهن أزواجهن من صديقاتهن، ويكون ذلك غالباً من حصاد ألسنتهن وأيديهن، فبعض الزوجات يروين لصديقاتهن كل شيء في حياتهن مع أزواجهن، وخاصةً عندما يبدأ الخلاف وتسمح باللهب أن يخرج من الباب وبالشرار أن يتطاير من النوافذ وتبدأ تروي لصديقتها تفاصيل كل شيء، كل الذي قاله وفعله، وكل الذي قالته له وفعلته. وتزداد الخطورة عندما تكون الصديقة لم تتزوج بعد أو مطلقة أو أرمل وتسمح للزوجة للصديقة بالتدخل والتحدث مع الزوج لحل المشكلة وتهدئة الوضع وتكون النوايا في البداية طيبة وصادقة ومخلصة ولكن مع استمرار المحادثات بين الزوج وصديقة زوجته تتحرك مطامع القلب البشري ويبدأ الحديث ينحرف عن مساره، وفي معظم الأحوال يستطيع الزوج أن يقلب الكفة على زوجته في نظر صديقتها، وتجد صديقة زوجته في نفسها هوى لتصديقه ثم لا تلبث سفينة الزوج وصديقة زوجته أن تبحر خارج المياه الإقليمية لبحر الزوجة، ويدخلان في بحر جديد بعيداً عن الزوجة التي تجد نفسها بعد ذلك وحيدةً في بحرها تندب حظها العاثر في الزوج وفي الصديقة وقد بقيت بدونهما وحيدة وهذه أكبر وأقسى طعنة تتلقاها امرأة في حياتها قد تصبح العلاقة بين الزوج وصديقة زوجته علاقة محرمة وقد تصبح زواجاً إن كانت الصديقة غير متزوجة او مطلقة أو ارمل،المهم أن الزوجة في النهاية تجني ثمار غفلتها وتصبح ضحية صديقتها.
هذه عاقبة التفريط في الأسرار الزوجية وعدم إحاطة الحياة الزوجية بأسوار قدسية، فالرجل إذا دخل بين صديقتين فرقهما، وكثير من النساء لا يتورعن عن اغتيال الصداقة والقيم الأخلاقية على مذبح قد يقنعن انفسهن بأنه (الحب) وهو في حقيقة الأمر الغريزة والشهوة والهوى أو المصلحة، ويحاول بعض هؤلاء الصديقات اللاتي غدرن بصديقاتهن وتزوجن أزواجهن تبرير ذلك دينياً بأنها تزوجته شرعاً ولم تأخذه حراماً، ومن حقها أن تتزوج اذا ما وجدت السبيل لذلك قبل ان يفوتها القطار، فهل تضيّع الفرصة على نفسها من أجل خاطر صديقتها التي أحل الله لزوجها أن يتزوج بأربع فما الذي يضيرها ان تكون هي الثانية؟! وقد تقول ايضاً اذا لم اتزوجه قد يتزوج بغيري فأنا أولى بزوج صديقتي!!
وقد يدمر بيت الزوجية بإدخال الزوج لصديقه في مشاكله الخاصة, والسماح له بالتحدث بالتفاصيل مع زوجته، وقد يكون الهدف نبيلاً في البداية ثم ينحرف إلى ما لا تحمد عقباه، وقد تكون دخيلة الصديق سيئةً من البداية خبيثاً دنيء النفس ضعيف الخلق والدين فيفسد الزوجة على زوجها بدلاً من إصلاحها، فينهار البيت على أصحابه ويفقد الزوج زوجته وصديقه، ويدفع ثمن عدم قدرته على كتمان أسرار بيته.
ولكن هذه الحالة أقل حدوثاً، وإن كانت تحدث كثيراً أيضاً، فالرجال أكثر حذراً وحيطة من النساء اللاتي يسلم الكثير منهن اذا وثقن مفاتيح أسرار حياتهن الزوجية لصديقاتهن.
انها ضريبة باهظة يدفعها الأزواج والزوجات ثمناً لشهوة البوح بالأسرار ولو علم هؤلاء أنهم أدرى الناس بحل مشكلاتهم لترددوا في إفشائها للآخرين ان حل مشاكل الحياة الزوجية يقع في أيدي الزوجين وليس عند غيرهما من الناس سواء كانوا الاصدقاء او الاهل وان أي تدخل من الغير يزيد هذه المشاكل تعقيداً، وقد تستمع الزوجة لنصح مغشوش من صديقتها هدفه آثم او ساذج، على الاقل فيزيد النار اشتعالاً وبالمثل يحدث مع الرجل الذي يريق اسراره الزوجية بين يدي صديقه.
كل ما يحدث بين الزوجين أسرار يجب ألا تخرج عنهما مهما كانت الاسباب، ويجب النظر اليها بقدسية تحرم انتهاكها او المساس بها لانها ملك مشترك بينهما. لا نستطيع الانكار ان الطبيعة البشرية تضيق في بعض الاوقات أو اكثرها في الاحتفاظ بسرها إلا لدى بعض الكتومين بطبائعهم، وحتى هؤلاء يأتي عليهم وقت فيفيضون بما يحملون عندما يأمنون.
ولكن إذا حدث هذا فليحدث بحذرٍ شديد ودون تمكين الزوج بمناقشة ذلك مع صديقة زوجته او تمكين الزوجة بالتحدث في ذلك مع صديق زوجها، وليس في ذلك تخوين لأحدٍ او سوء ظنٍ به وإنما عملٌ بحكمة ألا تضع أغلى أغصان حديقة حياتك إلى جوار الناس إذا اشتعلت، فالنفس البشرية ضعيفة والشيطان يجري في ثغراتها مجرى الدم، وعلى المسلم اتقاء الشبهات فمن حام حول الحمى وقع فيها.
|