النصر يستفيد من أخطاء الماضي ويظفر بالعجمي

* الرس - أحمد الغفيلي:
صفقات عديدة شهدتها الساحة الرياضية خلال الأيام القليلة الماضية سارعت أندية مختلفة لإنهاء إجراءاتها الرسمية أشهرها توقيع نجمي الأهلي قهوجي وسويد استمارة القيد في كشوفات المنافس الاتحاد وهو الحدث الذي توقع الجميع أن يهيمن إعلامياً ويستحوذ على نصيب أوفر من المتابعة والاهتمام ورصد ردود متضادة ما بين مسؤولي القلعة والعميد إلا أن الواقع جاء مغايرا لما هو منتظر فالأهلاويون باركوا لجارهم صفقاته الجديدة ولم يصدر منهم ما يعبر عن امتعاضهم وشعورهم بالتفريط والندم.
فيما وبشكل مغاير ساهم اختلاف عضو شرف الخليج ورئيسه السابق محمد المطرود والرئيس الحالي سلمان المطرود برفقة أمين عام النادي علي الزاكي وعدم اقتناع الرئيس والأمين بقبول المردود المادي المخصص لخزينة الخليج والبالغ ثمانمائة الف ريال من صفقة انتقال مدافعه العجمي لمصلحة نادي النصر في خلق اجواء مثيرة نظراً لاصرارهما على أن توازي حصة النادي رقما يماثل نصيبه من انتقال نجميه صاحب العبدالله والتركي للأهلي والتي تجاوزت ثلاثة ملايين في حين اعتبروا ما دفعه النصر لا يوازي نجومية العجمي ولا يغري بالقبول والتنازل عن لاعب واعد قدم مستوى رائعا وكان من المتاح استثمار رغبة أندية أخرى لكسب اللاعب لرفع قيمة الصفقة وإدارة المفاوضات في أكثر من اتجاه.
وفي ظل هذه المستجدات والتي لا شأن للنصراويين بها ولا علاقة لهم من قريب أو بعيد نظراً لاتباعهم الطرق النظامية وتحدثهم مع ممثل يحمل بيده تفويضا رسميا عاشت الجماهير النصراوية لحظات ترقب وانتظار واستعادة ذكريات مضت عليها سنوات وسيطر عليها الخوف بأن تلقى قضية العجمي نفس المصير وينتهي بسيناريو مشابه لما حدث في حالات ومواقف أعلن فيها النصراويون نجاحهم في خطف نجوم كبيرة إلا أن سعادتهم لم تكتمل لوجود ثغرات قانونية تبنتها الأطراف الأخرى المتضررة من فقدان لاعبيها وتمكنت من عرقلة المشروع النصراوي والاحتفاظ بنجومها والتي أهمها التوقيع مع الحارس الهلالي حسن العتيبي ليأتي تحرك الخبير الرئيس الذهبي الهلالي الأمير بندر بن محمد منهياً الجولة لصالح ناديه ومستعيداً نجمه الشاب بفضل استثماره لخطأ وقع فيه النصراويون بتعجلهم الحصول على موافقة العتيبي برغم سريان مدة عقده الاحترافي المتبقي منه اسبوعان لو تريث مسؤولو الأصفر إلى أن تنتهي لما كان لمنافسهم مبرر للاحتجاج الذي قبله الاتحاد السعودي وعاقب اللاعب بالغرامة والوقف وبالمثل عبيد الدوسري هداف الدوري والنجم الجماهيري وأفضل مهاجم سعودي موسم 2000م سارعت الصفحات الرياضية لنقل وقائع توقيع اتفاقية رحيله من الوحدة وبسرية تامة أصابت الأندية الأخرى بالحسرة والذهول وما هي إلا ساعات ليعلو صوت المتحدث الرسمي لنادي الوحدة الإعلامي سعد العصيمي بالرفض والتذمر والاعتراض مستنداً إلى عدم علمه وأخذ مشورته وبقية أعضاء مجلس الإدارة وتفرد رئيس النادي الدهلوي ونائبه عرب ومناداته لرجالات فرسان مكة بالوقوف إلى جانبه ومراعاة مصلحة النادي وهي الدعوة التي تجاوب معها الصبان والتونسي وأعضاء شرف داعمين تبعها قرار لجنة الاحتراف المتضمن عقوبة مالية دفعها عبيد وسمي وحداوياً قبل أن يرحل للأهلي بعقد تجاوز الخمسة ملايين.
ولأن الثالثة ثابتة كما هو دارج خسر النصر ثالثة محاولاته مع الطائي وكان لرئيسه خالد العجلان دور بارز للاحتفاظ بالسنغالي دوصوار الذي أوهم المفاوض النصراوي بامتلاكه مخالصة نهائية من ناديه يتيح له حرية الاختيار وثبت عدم صحتها.
ومؤخراً حاول علي الزاكي عرقلة الاتفاق بشأن العجمي إلا أنه اختار التنازل تقديراً لشخصيات خلجاوية وفي مقدمتها شرفي الخليج وكبير داعميه عبدالله المطرود والرئيس السابق المهندس عبدالله السيهاتي ليفتح الباب لعبور الاتفاقية ورفعها للجنة الاحتراف ليتأكد ارتداء العجمي للقميص الأصفر لأربع سنوات قادمة وليتخلص النصراويون من سوء الحظ الذي لازم تحركاتهم الجادة لتدعيم صفوف فارس نجد في مواسم ماضية كانوا فيها الأقرب والأوفر حظاً إلا أن أخطاء لم يلتفت لها النصراويون متعلقة بتوقيت وصيغة وأسلوب التفاوض جعلتها تأخذ مساراً مخالفاً لطموحهم ورغباتهم.