Wednesday 7th July,200411605العددالاربعاء 19 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

إني أتعجب!! إني أتعجب!!
خلف بن عبد الله العرم/كلية الشريعة - جامعة القصيم

الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين وجعلنا مسلمين ولشعائره مقيمين ولعبادته محافظين وصلى الله على أفضل البشر وخاتم النبيين ومحرم قتل المعاهدين وآله وصحبه أجمعين.
الاسلام دين السماحة والعطف والعفو دين الرحمة دين بني على أصول وقواعد لايمكن لأحد زعزعتها ولاتحريفها إلا من طبع على قلبه واتبع الشيطان وسار على هواه.
الاسلام دين واضح لا مجال لأحد تعقيده ومحاولة ايهامه هناك نصوص صريحة يفهمها الطفل فما بالك بالرجل.
الإسلام حرم إزهاق الأنفس إلا بالحق وجعل منزلة القاتل بالعمد بأن له عذاب جهنم خالداً فيها.
الإسلام أوجب لزوم الجماعة وعدم الخروج على الولاة في نصوص كثيرة.
إنني أتعجب كثيراً في هؤلاء الخوارج الذين عثوا في بلادنا فساداً.
قتلوا الأبرياء من المسلمين وانتهكوا حرمة المعاهدين من أهل الذمة وأخلوا بالأمن وسعوا في زعزعته وعدم استقراره وتعدوا على ممتلكات الغير من سرقة سيارات وإتلافها ونحوه من الممتلكات وخرجوا على ولاة الأمر ونقضوا البيعة وغيرها من الأفعال المشينة التي والله يتقطع القلب حسرة وقهراً من ذكرها.
إلى أي دين ينتمون إلى أي شيء يهدفون وماذا يريدون؟!
إن قالوا إلى الاسلام فوالله يكذبون فالإسلام حرم كل ذلك وأنزل العقوبات الرادعة لتلك فإلى أي دليل يستندون أَإلى قتل الأبرياء من المسلمين والله تعالى يقول: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}صراحة في الآية لا مجال لتأويل.. عقوبات رادعة, خلود في جهنم, غضب من الله, طرد من رحمة الله.
كيف يجيزون ذلك والقرآن صريح في النهي عنه ولكن {خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ}.
وقد تعدى ذلك إلى قتل المعاهدين من أهل الذمة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة) رواه البخاري ألا يكفيهم هذا النص النبوي الذي لاينطق عن الهوى إن هذا الحديث لو لم يوجد غيره لكان كافياً لتحريم ذلك وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهَُ} وهناك الكثير والكثير من النصوص الصريحة في النهي عن قتل المعاهدين.
وإن الأمن مطلب ضروري للحياة والإنسان أحوج للأمن من حاجته للطعام والشراب فلا يتوفر هذا إلا بتوفر الأمن ولذلك قدم ابراهيم عليه السلام الأمن على المأكل والمشرب الذي هو الرزق فقال: {رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ} وإذا انعدم الأمن انقلبت الحياة إلى غابة حيوانية القوي يأكل الضعيف فتكون الحياة الإنسانية حياة بهيمية يعم الظلم ويفشو الجهل وتنتشر الخرافات العقائدية فلا دين ولا هدف فنكون كالبهائم.
وأي دين يجيز سرقة سيارات المواطنين واتلاف ممتلكاتهم والله تعالى يقول: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا} وقد جاء الإسلام يحفظ الضروريات الخمس ألا وهي: الدين والنفس والعقل والعرض والمال ولا فرق هنا في التعدي سواء كان على مسلم أو معاهد وقد حث الاسلام بل أوجب لزوم الجماعة وعدم الخروج عن طاعة الإمام فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الزموا الجماعة ومن شذ شذ في النار).
وإن للإمام حقوقاً يجب على الشعب القيام بها منها بذل الطاعة والنصرة له باطناً وظاهراً فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} وأولي الأمر عند الأكثرين هم الإمام ونوابه.
ومذهب أهل السنة أنه إذا كان الإمام فاسقاً وجوب الصبر ومناصحته بالتي هي أحسن وبالحكمة والموعظة وبالقول اللين لا بالصواريخ والقنابل والقتل والأسر واستدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم: (اسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك) رواه مسلم وكذلك نهيه عن الخروج حتى يظهر منه كفراً بواحاً.
وكذلك ان من خرج يريد الاصلاح لم يصلح بل أظهر وعمم الفساد في البلاد قال شيخ الاسلام: (كان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتل في الفتنة كما كان عبدالله بن عمرو وسعيد بن المسيب عام الحرة سنة 61هـ وكما كان مجاهد والحسن البصري ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث وبهذا استقر الأمر بعدم الخروج بالأحاديث الصحيحة) أ.هـ.
هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة التي عليها الصحابة والسلف الصالح من بعدهم ألا يفيق أولئك المخربون ألا يرجعوا إلى صوابهم ورشدهم.
ماذا جنوا من أفعالهم المشينة هل حصل مايريدون؟ بالطبع لا.
إن من المؤسف من ينسب أفعالهم إلى الإسلام وأن هذا جهاد وهذا غلط وفهم قاصر ومحاسب عليه المرء فالإسلام كما أسلفت دين العفو والتسامح والإسلام نابذ لتلك الأعمال البشعة وبريء منها ولا مجال لإدخال الإسلام ذريعة لتلك الأعمال وكذلك من المؤسف من ينسب السبب في أعمال هؤلاء البغاة إلى المناهج الدراسية فهذه المناهج قد خرجت كبار العلماء الذين أنكروا تلك الأعمال وكذلك خرجت الأمراء والوزراء والمواطنين فلو كان ما يقولون صحيحاً لكان الشعب بعامته يحمل هذا الفكر الخبيث ولكن ولله الحمد مناهجنا تعلمنا العقيدة الوسطية وعدم الخروج على ولاتنا وهذا ما تعلمناه في مدارسنا وكلياتنا.
أسأل الله أن يحمي هذا البلد من كل مكروه وأن يوفق ولاتنا إلى كل ما فيه خير وصلاح.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved