التسوية على الطريقة الإسرائيلية

اجتاحت القوات الإسرائيلية نابلس وجنين وأنحاء عدة في قطاع غزة، تزامناً مع اجتماع اللجنة الدولية الرباعية التي وضعت خارطة الطريق، هذا التزامن هو من صلب السياسات الإسرائيلية التي تسعى إلى نسف أية بادرة للسلام لا تتفق مع مرئيات إسرائيل في الحلّ.
ولإسرائيل تسويتها الخاصة التي تحاول فرضها والتي تلبي طموحاتها خصوصاً من جهة الاحتفاظ بأراضٍ فلسطينية وضم المزيد منها.. فخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون تقول بانسحاب من غزة مع الاحتفاظ بأراضٍ تضم الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، فضلاً عن أن الجدار الذي يقيمه شارون يقتطع مساحات واسعة من أراضي الضفة، ومعنى ذلك أنه يتبقى القليل فقط لإقامة دولة فلسطينية وهو أمر يتنافى مع التطلعات الفلسطينية المشروعة في إقامة الدولة، كما يتنافي مع خطة خارطة الطريق التي تتصور إقامة دولة فلسطينية العام المقبل 2005م.
ولا تجد إسرائيل للهروب من الاستحقاقات الدولية ومقتضيات السلام سوى تعقيد الوضع على الأرض من خلال الاعتداءات التي تنفذها حالياً على مواطني الضفة الغربية وقطاع غزة.
وهكذا فإنه يتعيَّن على الفلسطينيين إما القبول بهذه الحلول المبتسرة للتسوية أو تحمل تبعات الرفض بعدوان متواصل يقتل كل يوم المزيد من الفلسطينيين.
ورغم كل هذا الظلم من قبل الإسرائيليين فإنهم ينجون بجرائمهم في كل مرة وليس هناك من يحاسبهم، فالدول الكبرى مشغولة بمصالحها وهي لا ترى ثمة ما يتعارض مع هذه المصالح في الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين، والأحرى أن ذلك يتفق مع مرئياتها طالما أن الذين يرسمون السياسات في تلك الدول الكبرى هم جماعة تدين بكل الولاء لإسرائيل.
ومن هنا فإن المشاكل تتراكم وكذلك الغبن وسط الفلسطينيين الذين يتحينون فرصة ما للانتقام بما لديهم من أسلحة بسيطة، وعندما يحدث ذلك فسرعان ما يتحرك الكبار لمساندة إسرائيل في وجه مايرونه إرهاباً يهدد العالم أجمع.