* الرياض - الجزيرة :
أكد الدكتور زهير بن عبد الله رهبيني استشاري طب الأطفال والطب الوراثي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ، عضو الجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية والطبية أن المملكة خطت خطوات واسعة في مجال التقدم العلمي والطبي والبحثي ، فهناك الجامعات السعودية الشامخة التي تدفع بمئات الخريجين في المجالات الحيوية والطبية كل عام ، وهناك مراكز البحوث والدراسات على الإنسان والحيوان والنبات ، وهناك المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والأهلية التي بدأت تبحث وتكتب عن الدراسات الصحية المختلفة ، موضحاً أن الوجود الهائل لمثل هذه النشاطات قد جعل الكثير يبحث في المادة الحية ( الخلية ومحتوياتها) خصوصاً المادة الوراثية ، وإرسال العينات إلى المختبرات داخل المملكة أو خارجها لأغراض تشخيصية وبحثية ، وتقنيات الخلايا الجذرية واستخداماتها ، وزراعة الأنسجة وتقنيات وغيرها من جوانب البحث العلمي.
وتحدث ل(الجزيرة) بمناسبة انعقاد الاجتماع الختامي الموسمي للجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية والطبية التي ترعى أعمالها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ، مشيراً بهذه المناسبة إلى أن العالم أصبح قرية صغيرة ، فباستطاعة الباحث أن يرسل أي عينة إلى أي مختبر في مدة لا تتجاوز أربعا وعشرين ساعة ، وبإمكانه التعاون مع أي مركز في العالم بسهولة ويسر ، مما يساعد على ذلك التقدم الهائل في مجال الاتصالات المختلفة.
ومع كل ما تقدم أدرك بعض العاملين في المجال أنه لابد من وضع ضوابط أخلاقية للممارسة ، فكانت بعض الجهود في إقامة بعض الندوات وورش العمل لمثل هذا الموضوع ، وكانت هناك اللجان المحلية في بعض المراكز الصحية لضبط الأخلاقيات في هذا المجال ولكنها تبقى جهودا فردية ومحدودة.
وبناء على توجيه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء رقم 7/ب 9631 بتاريخ 5- 8-1421هـ القاضي بتكوين لجنة لدراسة المقترحات التي طرحها بعض المختصين - والتي من بينها اقتراح إنشاء ووضع دستور لمعايير وأخلاقيات البحوث الطبية - من جامعات المملكة المختلفة ومن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومن المستشفيات العسكرية ورئاسة الحرس الوطني ووزارة الدفاع والطيران ووزارة الداخلية ، والتي عقدت عدة اجتماعات ، انتهت برفع توصيات إلى المقام السامي بتشكيل لجنة على مستوى وطني تهدف إلى وضع ومتابعة معايير وأخلاقيات البحوث الطبية التي توجت بالتوجيه السامي الموقر رقم 7/ب/ 9512 بتاريخ 18-5-1422هـ بمولد (اللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية والطبية).
وفي سؤال للجزيرة عن مهام اللجنة ، قال الدكتور رهبيني : اللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية والطبية لها مهام يمكن تلخيصها في الآتي :
وضع نظام لأخلاقيات البحث العلمي الحيوي والطبي من منظور إسلامي ، أمني ووطني.
- إعداد اللوائح الخاصة بأخلاقيات البحث العلمي الحيوي والطبي ومراجعتها حسب المستجدات العلمية العالمية.
- الإشراف والتعاون مع لجان أخلاقيات البحوث في المراكز المختلفة.
- الإشراف والمتابعة لنظام المعلومات المركزي لبنوك المادة الوراثية الوطنية وضبطها.
- وضع القواعد والأسس للاعتراف علمياً وأخلاقياً بمختبرات الأبحاث العاملة في المجالات الحيوية والطبية وقدرتها على القيام بالأبحاث بالطرق السلمية.
- التقويم الدوري والرقابة على المختبرات الوطنية.
- ضبط فحص العينات الحيوية في المختبرات خارج المملكة.
- العمل على صيانة حقوق المرضى والحفاظ على سرية وأمن المعلومات المتعلقة بالجوانب الحيوية والطبية.
- وضع الضوابط والمعايير الخاصة بإجراء التجارب على الحيوان والنبات.
- التنسيق بين المملكة والدول والمنظمات العربية والدولية ذات الاختصاص.
ضوابط أخلاقية للبحوث
وبين أن اللجنة تضم نخبة من الأطباء والباحثين والعلماء من القطاعات الحكومية المختلفة ، وتحت إشراف وادارة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ، وقد بدأت اللجنة اجتماعاتها في 29-10-1422هـ حيث قامت بوضع القواعد المنظمة لاعمال اللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية والطبية ، كما تشكلت أربع لجان فرعية هي اللجنة الشرعية والقانونية ، لجنة الأبحاث على الإنسان (وتشمل لجنة استخدام المادة الوراثية وبنوكها ولجنة الأبحاث السريرية) ، لجنة الأبحاث على الحيوان والبنات ، لجنة التعليم والإعلام.
وقامت اللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية والطبية بوضع الضوابط والمعايير الأخلاقية للبحوث الحيوية ومتابعة تنفيذها ، وتشمل في إطارها الضوابط الأخلاقية والوطنية ووضع الإجراءات والسياسات التي تضبط وتتحكم في إجراء البحوث الطبية على المرضى ، كاستخدام أدوية جديدة أو استخدام أجهزة من اجل الفحص أو إجراء العمليات وكذلك التجارب السريرية ، كما تسعى اللجنة إلى مراعاة القواعد الشرعية والاجتماعية في التعامل مع المادة الوراثية.
وتسعى اللجنة إلى إيجاد بنك وراثي وطني يضمن حق المريض والباحث ، كما أنه سيوفر معلومات عن كيفية انتقال الأمراض الوراثية ، وتأثيرات العمر وغيرها من العوامل على المادة الوراثية.
كما تساهم اللجنة في نشر الوعي بين العاملين في المجالات الصحية وللمجتمع بصفة عامة عن دور الأبحاث الجينية وأهميتها.
كما أن اللجنة تحرص على أمانة وسرية المعلومات وحفظها في قاعدة معلومات والتقيد الكامل بحقوق الشخص الذي أخذت منه العينة.
وللجنة الوطنية للأخلاقيات موقع على الشبكة العنكبوتية حيث يعطي الموقع فكرة عن اللجنة ومهامها ومجالات عملها وأعضائها ، كما يضم الموقع زاوية عن الأخبار والأحداث والقضايا والمستجدات.
شعار اللجنة
وقدم شرحاً عن شعار اللجنة قائلاً : وقد اتخذت اللجنة شعاراً يعبر عن مهامها ومجال عملها ، حيث يتكون الشعار من اللونين الأخضر والأحمر ، حيث يرمز اللون الأحمر للكائن الحي واللون الأخضر للنبات ، وفي أعلى الشعار يمثل الهلال الضوابط الشرعية والخطوط المنتظمة المستقيمة ترمز للضوابط ، أما الجزء السفلي من الشعار بلونه الأحمر فهو يشكل قلب ويشكل الجزء السفلي باللونين الأخضر والأحمر الورقة رمزا للنبات ، كما أن التداخل في اللونين يرمز إلى التمايز في الآراء ، والشكل العام للشعار يوحي بالمادة الوراثية DNA وهي الحاملة للصفات الوراثية لجميع الكائنات الحية.
وبالرغم من أن اللجنة قد بدأت أعمالها مما يقارب ثلاث سنوات إلا أن إنجازاتها واضحة ومنها :
- وضع القواعد المنظمة لأعمال اللجنة الوطنية للأخلاقيات الحيوية والطبية.
- التعريف باللجنة إعلامياً فقد أسس موقع على الشبكة العنكبوتية ، كما تم طبع نشرات تعريفية عن اللجنة بإخراج جذاب جميل.
- عقد حلقة للنقاش عن بحوث (الخلايا الجذرية.. نواح أخلاقية) في 18 رجب 1423هـ ، وكان هذا المنتدى رحباً للنقاش في هذا الموضوع من قبل المتخصصين والفقهاء.
عقدت حلقة نقاش بعنوان (من يملك الجينات) بتاريخ 5 شعبان 1424هـ.
- كتابة مواضيع متفرقة في كتيبات تعريفية مثل (الخلايا الجذرية) من إعداد د. عبد العزيز السويلم رئيس اللجنة والأستاذ عبد المحسن الحجيلي من أمانة اللجنة.
- وضع عدة توصيات مثل موقف المملكة من الاستنساخ البشري ، وتوصية عن إجراء التجارب على الخلايا الجذرية ، وتوصية عن إرسال عينات المادة الوراثية للخارج.
وقد عممت هذه التقارير على الجهات ذات العلاقة لنشرها باللغة العربية والإنجليزية على جميع الأطباء والباحثين العاملين في المملكة ، وذلك عن طريق المؤسسات البحثية والمستشفيات ووسائل الإعلام وما زالت أمام اللجنة أعمال كثيرة مستقبلاً ، ويشار إلى أن اللجنة ستعقد نهاية الأسبوع اجتماعها الختامي لهذا الموسم وتعاود أنشطتها المعتادة بعد تمتع أعضائها بإجازاتهم.
|