Wednesday 7th July,200411605العددالاربعاء 19 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

يارا يارا
القناة الرياضية
عبدالله بن بخيت

استأثرت قناة الجزيرة الرياضية باهتمام المشاهدين العرب في الأيام الأخيرة ، انتقلت من قناة وليدة إلى قناة عريقة بضربة واحدة ، لا أعرف كم دفعت لتأخذ حق نقل مباريات البطولة الأوروبية ، ولكن مهما كان المبلغ فهو يستحق ، كانت ضربة معلم ، بدت كأنها أعرق قناة رياضية في المنطقة ، مع أني لا أهتم كثيراً بالرياضات المختلفة إلا أني أتوقف عندها كلما مررت من جانبها ، أتفرج على السلة وعلى الطائرة وعلى الألعاب المختلفة ، أحس أنها تطرح مواضيعها بشكل شيق وفي الصميم ، لا يوجد فيها برامج أو مواد مملة ومسلوقة ، كل شيء مدروس ، من الواضح أن أحد أسباب النجاح في كل شيء في الحياة يعود إلى شيء نسميه احترافا ، ولكي لا أطيل في الحديث أقول إن مفهوم هذه الكلمة غائب عن الثقافة الإعلامية السعودية.
أصبح من قدرنا أن نكون مستهلكين فقط ، متفرجين ، كأننا سياح في هذا العالم نسترخي ونستفيد من الخدمات التي يقدمها لنا الآخر ، الملابس من هذا والدراما من هذا والأخبار من هذا والطعام من هذا ، حتى الكرة التي أفنينا فيها خيار أموالنا وزهرة شبابنا عبر خمسين سنة خلت ، صممنا أن نبقى فيها في دور المستهلك أيضا.
عندما بدأت القناة الرياضية ظننت كما ظن غيري أن هذه القناة ستكون أعظم قناة إعلامية سعودية بل أعظم قناة عربية ، فالإعلام الرياضي السعودي يعد الأول في العالم العربي ، مدرسة إعلامية ، تخرج منها أعظم الإعلاميين السعوديين ، حرية الرأي والخبرة وكمية المعلومات والمادة وشغف المشاهد ، كنت أتوقع أن يكون لدينا قناة رياضية منذ الثمانينات ، وأنها ستولد (إذا ولدت) ناضجة قوية مميزة.
السعودية بلد رائد ودولة كبرى في المنطقة ولها ثقلها السياسي والاقتصادي ، وإذا تركنا السياسة واقتصرنا في الكلام على الكرة ، فالسعودية نالت كأس آسيا أكثر من مرة وأصبح حضورها ثابتاً في كأس العالم ، الشباب السعودي من أكثر الشباب في المنطقة ثقافة رياضية وميلا رياضيا ، من غير المعقول أن شعبا بهذا المستوى الثقافي الرياضي يتحول إلى القنوات الرياضية العربية الأخرى ليتابع الأحداث الرياضية الكبرى ، المنطق يرفض هذا.
يبدو أن بعض الأخوة العاملين في الإعلام في المملكة لم يدر في خلدهم بعد أننا لم نعد وحدنا ، لم نعد نجلس في الغرفة المغلقة التي كنا نجلس فيها في عصر ما قبل الفضائيات ، العالم مكشوف على كل الجبهات والريموت كنترول هو سيد الموقف ، اختفى ذلك الرقيب الذي يمنحنا متسعا من الوقت والتباطؤ وفرص التأجيل ، فالآخر البديل موجود وجاهز ليحل في أي محل نتركه فارغا.
المملكة مستهدفة (لا أحب استخدام هذه الكلمة المبتذلة كثيراً ولكنها دقيقة في هذا المقام) ، فعلا فهناك من يحاربها ، إعلاميا ، بشكل منظم ومدروس ولا أحتاج أن أذكر دليلاً على ذلك.
إذا أردنا أن نتكلم بشكل واضح ومستقيم ، يمكننا أن نقول إن قناة الجزيرة الرياضية سوف تشكل تحديا جديدا وخطيرا ، سيزيد الأضرار التي تعاني منها المملكة ، فالذين يديرونها ويمولونها هم أنفسهم الذين يديرون ويمولون قناة الجزيرة الأساسية ، فإذا كانوا في القناة الأساسية يضربون في المناطق المثقفة المحصنة نوعا ما ، ففي قناة الجزيرة الرياضية سيكون الضرب تحت الحزام ، أي في المنطقة التي يتجمع فيها شبابنا من صغار السن وقليلي الخبرة ، من الصعب منافستهم بهذه القناة الرياضية غير المقنعة ، الاحتراف لا يواجهه سوى الاحتراف.

فاكس 4702164
yara4U2@hotmail ،com


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved