Wednesday 7th July,200411605العددالاربعاء 19 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

الأزمات في دارفور والكنغو وساحل العاج تتصدر الاهتمامات الأزمات في دارفور والكنغو وساحل العاج تتصدر الاهتمامات
القمة الأفريقية تواجه مشاكل قارة تعصف بها الحروب والإيدز

  * أديس أبابا - الوكالات:
رغم استياء كثير من الأفريقيين للصورة التقليدية لقارتهم في الأذهان كمكان تنتشر فيه الحروب والمجاعات ومرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) إلا أن جدول أعمال القمة الأفريقية التي بدأت أعمالها في إثيوبيا أمس الثلاثاء يؤكِّد هذه الصورة.
وخلال القمة يستمع زعماء القارة لتقارير من الاتحاد الأفريقي عن الحاجة إلى تشكيل قوة أفريقية لحفظ السلام ومدى التقدم في محاربة مرض الإيدز ومحاولات تقليص الفقر في القارة التي يعيش 80 في المئة من سكانها على الزراعة. وتحولت منظمة الوحدة الأفريقية قبل ثلاث سنوات إلى الاتحاد الأفريقي الذي يضم 53 دولة.
وكان تغيير الاسم محاولة لإظهار أفريقيا في ضوء جديد كقارة يتولى فيها الحكم زعماء منتخبون بأسلوب ديمقراطي ويخططون للمستقبل. وتهتم القمة بصفة خاصة بالبحث عن حلول للأزمات الخطيرة التي تشهدها دارفور في غرب السودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية وساحل العاج. ويفترض أن تشكل الأزمة في دارفور التي تحتل عناوين وسائل الإعلام الدولية الملف الأكبر للقمة.
ويسعى الاتحاد الأفريقي أيضاً تدعمه الأمم المتحدة إلى تجنب حرب ثالثة في أقل من عشر سنوات في جمهورية الكونغو الديموقراطية التي يشكِّل الاستقرار فيها أساساً لاستقرار الدول المجاورة لها.
وتشهد زائير السابقة اضطرابات نجمت عن انشقاق عسكري على حدودها الشرقية مع رواندا التي تتهمها الكونغو الديموقراطية بدعم المتمردين.
وقد أكد الفا عمر كوناري أمين عام الاتحاد الأفريقي في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد للإعداد للقمة أن (منظمتنا تشارك بعمق في إدارة الصعوبات بين رواندا والكونغو الديموقراطية). وأكد في تقرير قدمه إلى مجلس السلم والأمن في الاتحاد أنه ليس هناك ما يثبت تورط رواندا مباشرة في الاضطرابات في الكونغو الديموقراطية، وهي صيغة لا تبرئ رواندا لكنها تناقض تصريحات الأمم المتحدة التي تتهم رواندا.
وأعلن الرئيس الكونغولي جوزف كابيلا أنه لن يشارك في القمة. وقال المتحدث باسمه كودورا كاسونغو ليل الاثنين الثلاثاء ان كابيلا (مشغول بملفات صعبة في البلاد)، وعبَّر في الوقت نفسه عن استغرابه لتصريحات كوناري.
وسيعقد على هامش هذه القمة اجتماع سيخصص للأزمة في ساحل العاج التي فشلت حتى الآن في تسوية الوضع الذي نجم عن تمرد في أيلول - سبتمبر 2002
ودعا كوناري القادة الأفارقة إلى (إصدار إشارة واضحة إلى أطراف النزاع في ساحل العاج تؤكد ضرورة أن يبرهن كل منها على الإرادة المطلوبة للخروج من الأزمة الحالية) في هذه المستعمرة الفرنسية السابقة المقسومة بين الشمال والجنوب.
وستناقش عدة نزاعات أخرى من بينها الصومال وجزر القمر وبوروندي والخلاف بين أثيوبيا وإريتريا التي أعلن رئيسها أسياس أفورقي أنه لن يشارك في القمة التي قال كوناري إنه يريد تخصيصها (لإقامة دفاع مشترك وسياسة أمنية مشتركة).
كما تتصدى القمة إلى أوضاع اقتصادية متدنية في القارة التي لا تتجاوز مساهمتها في النشاط الاقتصادي العالمي واحداً في المئة فيما يعيش فيها 13 في المئة من سكان العالم. ويعيش أربعة من كل عشرة من سكان القارة على أقل من دولار واحد يومياً كما أن فيها نحو 40 مليون مريض بالإيدز ويموت مليون من أطفالها سنوياً بسبب الملاريا. وكان الفقر والصراعات والصحة الموضوعات الرئيسية الثلاثة التي ركَّز عليها الأمين العام التنفيذي للاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري في كلمته الافتتاحية أمام اللجنة التنفيذية للاتحاد الأسبوع الماضي. واعترف كوناري بأن (الأجندة الأفريقية لا يمكن أن تتسم بالطموح إلا بما يتناسب مع التحديات الكبيرة التي تواجه قارتنا).
ومن المقرر أن يطرح كوناري على القمة اقتراحات مهمة تتعلق بمستقبل الاتحاد الأفريقي. وتستعرض الاقتراحات التي تحمل عنوان (الخطة الإستراتيجية) عمل المنظمة ومهامها، كما تؤكِّد أن أفريقيا تواجه احتمال إغفالها وسط موجة العولمة الاقتصادية.
وتدعو الخطة الزعماء الأفارقة إلى (بناء أفريقيا متحدة وأفريقيا مزدهرة و يسودها السلام ويقودها مواطنوها وتمثِّل قوة نشطة على النطاق الدولي). لكن العقبة الرئيسية لوضع هذه الخطة موضع التنفيذ هي التمويل المطلوب والذي يبلغ نحو 1.2 مليون دولار وهو مبلغ كبير بالنسبة للقارة التي تفتقر إلى المال بالفعل حالياً.
ومن أهم العناصر تكلفة في خطة الاتحاد الأفريقي تشكيل جيش عامل قوامه نحو 15 ألف جندي للعمل كنوع من قوات (الرد السريع) لحفظ السلام في القارة. وتقدر تكلفة تشكيل مثل هذه القوة بنحو 600 مليون دولار. ويقترح الاتحاد أن تتعهد الحكومات بتخصيص واحد من عشرة من ميزانياتها المخصصة للدفاع لإدارة هذه القوة.
وينظر كثيرون إلى كوناري على أنه رجل متمرس اكتسب احترام المجتمع الدولي قبل 10 سنوات عندما تولى الرئاسة في مالي في أعقاب انتخابات ديمقراطية. كما اعتبره المراقبون واقعياً وعملياً عندما أكد أن أفريقيا يتعين عليها اتخاذ الخطوات الأولى إذا أرادت الحصول على مساندة الغرب نحو التنمية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved