إن إعادة الناحية التجميلية للأسنان الخلفية أصبح مطلباً ملحاً من قبل معظم المرضى خصوصاً مع تزايد الاهتمام العام من قبل الباحثين والهيئات الطبية والشركات المنتجة للمواد والتقنيات التجميلية في مختلف التخصصات الطبية لتلبية حاجات المجتمع المفعم بالدعاية والإعلان التجاري لآلاف المواد والمستحضرات التجميلية، لذلك كان لابد للشركات والباحثين من البحث والعمل الدؤوب للتوصل إلى حشوات تؤمن الناحية التجميلية والوظيفية والوقائية للسن المصاب بالنخر (السوس)، مع الأخذ بعين الاعتبار الديمومة لهذه الحشوات.
وفعلاً وجدت الحشوات الخزفية الفورية المختلطة طريقها لتلقى تطلعات وآمال أطباء الأسنان والمرضى على حد سواء.
لنتحدث عن الحشوات التجميلية السابقة ونقارن بينها وبين الحشوات الخزفية الفورية.
نبذة عن الحشوات التجميلية الخلفية:
أولاً : الكمبوزت (الحشوات الضوئية): منذ اكتشافها عام 1960م وحتى الآن حدث تطور عظيم لهذه الحشوات التي تلتصق إلى جدران السن بشكل ميكانيكي مجهري، مما أدى إلى المحافظة على بنية السن لعدم الحاجة إلى عمل حفر كبيرة تدعم ثبات الحشوة.
الكمبوزت يتكون من عناصر مالئة أو زجاجية (الكوارتز، السلكا المنصهرة) مندخلة ضمن قالب راتنجي (بلاستيكي)، يعطي المادة قوامها المعجوني، هذا المعجون عندما يتعرض إلى ضوء بطول موجي معين يتصلب ليعطي للحشوة قوامها الصلب.
وكحال أي مادة تتحول من حالتها السائلة إلى حالتها الصلبة تعاني من تقلص يدعى (التقلص التصلبي) الذي يورث الحشوة النقص في كمال حوافها وعلاقتها مع جدران الحفرة السنية، الأمر الذي يؤدي إلى تسرب حفافي مجهري، تدخل الجراثيم وسوائل الفم عبره لتعمل على نكس النخر.
ومن أهم مساوئ هذه الحشوات:
1) التقلص والتسرب الحفافي كما ذكرنا.
2) الحساسية السنية بعد الحشو.
3) تغير اللون.
4) الأنكسار.
ثانيا: الحشوات الخزفية المصبوبة:
في محاولة لتفادي المساوئ الموجودة في الحشوات الضوئية ابتكرت الحشوات الخزفية.
فالخزف مادة صلبة جداً، مقاومة، جيدة التحمل وبيولوجية، ذات شفافية مساوية لشفافية السن، ثابتة اللون على مر السنين ولكن لتحضير السن لاستقبال هذه الحشوة يلزم تكبير الحفرة للتمكن من أخذ طبعة لها (مقاس) وإرساله للمختبر لعمل الحشوة ومن ثم الصاقها بالسن.
أهم مساوئ الحشوات الخزفية المصبوبة:
1) تحضير كبير للسن وبالتالي إضعافه.
2) الدقة المتناهية بالعمل سواء السريري أو المخبري فالتقصير البسيط في أي مرحلة من مراحل صنع الحشوة سوف يظهر لاحقاً.
3) تحتاج إلى جلستين على الأقل يغادر بها المريض مع حشوة مؤقتة لحين عمل الحشوة الخزفية.
4) الحساسية السنية بعد التثبيت.
5) نكس النخر.
نظام (CAD, CAM) أو (CERIC): وهو يتبع نظام الحشوات الخزفية المصبوبة.
وقد ابتكر هذا النظام بما يحتويه على أجهزة غالية الثمن ليتغلب على مشكلة الجلستين، أو لتوفير الوقت أكثر بالنسبة للخزف المصبوب.
ويعتمد على جهازين معقدين مربوطين بحاسب آلي، يقوم الجهاز الأول وهو ماسح ضوئي ثلاثي الأبعاد بعملية نسخ على الحاسب الآلي للحفرة المحضرة بعد أخذ طبعة لها وعمل مثال جبسي، ثم يقوم الحاسب بتحليل الحفرة وتحويلها إلى أرقام تدخل على جهاز آخر عبارة عن منحتة آلية تشكل الحشوة من نحتها من قطعة خزف أسطوانية الشكل، ثم تلصق هذه الحشوة إلى السن، لم يلق هذا النظام الرواج بسبب ارتفاع ثمنه كما أنه لا يخلص الحشوة من المساوئ الأخرى الأهم:
- تحضير كبير للحفرة وذلك لتأمين خط إدخال الحشوة وبالتالي إضعاف السن.
- هذه الحشوات ليست خزفية خالصة وإنما تحتاج إلى مشاركتها بالحشوة الضوئية (الكمبوزت) لاعطائها الشكل المناسب.
- امكانية نكس النخر.
- ثمنها الباهظ.
الحشوات الهجينة: الخزفية الفورية المختلطة.
إن التطور الحاصل في هذه الحشوات استفاد من محاسن الحشوات السابقة وتلافي المساوئ، فالحشوات الضوئية تلتصق إلى بنية السن، ذات تحضير محدود تحافظ على أنسجة السن، سريعة الإنجاز جلسة واحدة, ذات مجال واسع في الألوان التي تحاكي ألوان الأسنان المختلفة.
الحشوات الخزفية: مقاومة للضغط والشد، تقلل من التقلص التصلبي، تعيد شكل السن (المناطق الملاصقة من السن) إلى وضعه الطبيعي قبل التسوس، تعيد مناطق التماس مع الأسنان المجاورة إلى شكلها الصحيح (حتى لا ينتج فراغ بين الأسنان تتجمع به فضلات الطعام) ثم أمكن جمع كل هذه الخواص الجيدة في نظام حشو واحد.
يعتمد نظام الحشوات الخزفية الفورية (الذي انفرد به مركز النخبة في الشرق الأوسط) على أدوات ذات أشكال توافق قطع الخزف الجاهزة، تعمل بالأمواج فوق الصوتية (اهتزازية) لتحضير المناطق الملاصقة من السن مع الحفاظ على الأسنان المجاورة من الأذى، فأدوات التحضير هذه لها طرف خشن للتحضير وطرف أملس حتى لا يخدش السن المجاور.
إن هذا النظام مصمم لترميم الأسنان المصابة بالسوس في المناطق الملاصقة (بين الأسنان)، وهو الشكل الأكثر تواجداً بالفم لأن هذه المناطق صعبة التنظيف، ومهملة من قبل المريض حيث لا يراها.
والجدير بالذكر إن النخور (السوس) الملاصقة هي الأصعب بالترميم والحشو وذلك لصعوبة ضبط نقطة التلامس مع السن المجاور، لذلك تعتبر هذه الترميمات الملاصقة الأكثر فشلاً من حيث نكس النخر والتهاب اللب (العصب) من غيرها من الترميمات الأخرى.
إن نظام التحضير والحشو للخزف الفوري وضع هذه النقاط بعين الاعتبار بفضل الأدوات المتوافقة تماماً للقطع الخزفية المرافقة، بحيث يتم ضبط حواف الحشوة مع جدران السن (لا فجوات, ولا نكس نخر)، وضبط سطح أو منطقة التماس (لا فراغ في الأسنان المجاورة).
إن ميزات هذا النظام هي كالتالي:
1) جلسة واحدة (سرعة الأداء، فعالية التطبيق).
2) حواف، ومناطق تماس جيدة.
3) التحضير الصغير المحافظ على بنية السن.
4) منع نكس النخر فالخزف لا يتقلص.
5) رخص ثمنها بالمقارنة مع الحشوات الخزفية المصبوبة.
وأخيراً : إن غايتنا دائماً هو تقديم أفضل خدمة طبية للمريض.
د. خالد سالم
أخصائي جذور وأعصاب ومعالجة السينية واللبنية |