* لشبونة - رويترز:
يطلقون عليه في أثينا (ملاك اليونان) ويسميه زملاؤه في نادي فيردر بريمن (هاري) ولكن انجيلوس خاريستياس الذي أحرز هدف فوز بلاده في نهائي بطولة اوروبا أمام البرتغال سيظل للابد بطلا قوميا في أعين اليونانيين. وأحرز خاريستياس هدفا من ضربة رأس متقنة في أول ركلة ركنية لمنتخب بلاده في الدقيقة 57 لتفوز اليونان التي لم تكن مرشحة لأي شيء على البرتغال التي كانت مرشحة للقب الاوروبي. وقال خاريستياس وقد غمرته السعادة بعد المباراة (إننا أبطال أوروبا. إننا أفضل فريق في أوروبا. نستحقه (الفوز) وله معنى كبير). إنني سعيد جداً وأشعر بتأثر بالغ. أدعو كل اليونانيين للابتهاج والاحتفال اليوم. حصلنا على المركز الاول ونحن افضل فريق كرة قدم في اوروبا. اعتقد انها لحظة خاصة ربما لن تتكرر للكثير منا واعتقد اننا نستحقها.
ويعتبر المهاجم خاريستياس الذي يتمتع بطول القامة ويبلغ من العمر 24 عاماً مثالاً رائعاً على النجاح المذهل للفريق الذي يدربه الالماني اوتو ريهاجل. وكشأن كثيرين من لاعبي المنتخب اليوناني لا يعدو خاريستياس عن كونه لاعبا هامشيا على مستوى الاندية ولا يتم الاستعانة به كثيراً على الرغم من انضمامه الى فريق فيردر بريمن الالماني بمبلغ قياسي. ولكنه تحول الى بطل اوروبي بانضمامه الى فريق ريهاجل المنضبط والذي يتمتع بروح حماسية قوية. وقال مدرب اليونان لخاريستياس قبل المباراة (كانت بدايتك رائعة حاول الاستفادة من وجودك في دائرة الضوء هنا وان تحقق اقصى استفادة من سرعتك وقدراتك الفنية ولا يوجد لديك ما تخسره). واستمع خاريستياس جيداً لنصيحة مدربه وانتابه احساس قبل المباراة ان اليونان الغير مرشحة لشيء ستفوز على البلد المضيف. وقال خاريستياس (اعتقدت انه لا مجال لأن نخسر الكأس اليوم. وعندما أحرزت هدفي لم أكن أعرف كيف ولكني عرفت اننا سنرفعها (الكأس). والهدف الذي سجله خاريستياس من ضربة رأس هو الهدف الذي سيذكر له دائماً ولكن بدون الاهداف التي سجلها في مباريات سابقة لم يكن لليونان ان تصل للنهائي. واحرز خاريستياس هدف التعادل لليونان في مباراة اسبانيا التي انتهت بالتعادل 1-1 وكانت نقطة التعادل تلك لها اهمية كبرى في حسابات المجموعة الأولى ومنحتهم بطاقة التأهل الى دور الثمانية. وفي مباراة فرنسا منح خاريستياس اليونان بطاقة التأهل لدور الاربعة بإحراز هدف الفوز لبلاده من ضربة رأس تشبه تلك التي سجلها في النهائي وهو الهدف الذي جعله من العلامات البارزة في تاريخ كرة القدم اليونانية. وبعد أن اطلق الحكم صافرة النهاية لمباراة النهائية قال ريهاجل عن لاعبه (انه واحد من أفضل لاعبي البطولة).
وأشاد خاريستياس بزملائه في الفريق وقال (لعب الفريق كله جيداً ليس فقط اليوم ولكن طوال البطولة كلها... تغلبنا على فرق كبيرة جداً واليوم لعبنا أمام فريق برتغالي قوي جداً. ولكن على الرغم من ذلك كله استطعنا الفوز بالكأس. إنها أفضل لحظة في مشواري مع الكرة). وشكا خاريستياس في يناير - كانون الثاني الماضي من أنه لا يلعب أساسيا مع ناديه وقال (اذا لم أحصل على مكان في التشكيلة الاساسية فسيتعين علي ان ابحث عن ناد جديد في الصيف). ورغم ذلك فليس هناك شك في اهمية خاريستياس للمنتخب اليوناني ولمديره الفني. وكان لخاريستياس تأثير كبير منذ بدأ اللعب دولياً بمباراة ودية أمام روسيا في كريت في فبراير شباط 2001 انتهت بالتعادل 3-3. ولم يستغرق الامر دقيقتين كي يترك خاريستياس بصمته عندما أحرز هدفاً وبعد نصف ساعة احرز هدفاً ثانياً ليؤكد انها ليست صدفة. وربما بعد هذين الهدفين عرف(هاري) أنه سيكون له مستقبل كلاعب دولي ولكنه بالتأكيد لم يتخيل ابداً انه سيصبح صاحب هدف الفوز في مباراة بطولة اوروبا.
|