إقراركم بالفشل أدهشني!!
معالي الوزير.. كيف تكون الحملة مجدية؟!

حين نطالع من خلال هذه الصحيفة ما تقوم به وزارة الصحة من جهود مكثفة لمكافحة الأمراض والعادات الضارة وعلى رأسها التدخين فإنها جهود مشكورة في خدمة الوطن والمواطن والتي نسأل الله جلَّ وعلا أن يتممها ويوفِّق ذلك المسعى في هذا المرفق الحيوي.. ولعل من جهود الوزارة الموفَّقة حملتها الكبرى لمكافحة التدخين عبر وسائل الإعلام المختلفة والطرقات وفي المشاعر المقدسة والتي تستثمر بإذن الله توعية المدخنين وتحمي أسرهم وتحمي غير المدخنين، وهي أولاً وأخيراً منطلقة من مبادئ ديننا الحنيف التي نسعى لإيجادها مثلاً وقدوة في بلادنا والتي تنطلق منها التوجيهات السامية لمحاولة تقليل هذه الآفة.
في هذا الوقت الذي نستبشر فيه بجهود الوزارة الخيِّرة في دعم جهود مكافحة التدخين في المجتمع فوجئت مثل غيري بتصريح معالي الوزير عن فشل وزارة الصحة في مكافحة التدخين وأن تلك الجهود لم تفلح في إقناع المدخنين بالامتناع عن التدخين وأن أعدادهم في ازدياد ومقاهي المعسل تنتشر في جميع المدن والقرى وأن هناك مخالفات في تنفيذ القرار السامي الكريم الذي ينص على منع التدخين في الدوائر الحكومية.
معالي الوزير.. هل القصور منكم أم من غيركم؟! وكيف يمكن أن تكون جهودكم مجدية أو غير ذلك؟! لا بد أن نعلم أولاً أن جهود وزارة الصحة في مكافحة التدخين واضحة وملموسة وبادرت بتحريك التساؤلات في أوساط المجتمع وأثمرت بحمد الله بوضوح الرؤية حول التدخين ومخاطره الصحية والاجتماعية والاقتصادية على المجتمع، وإننا إذ نشد على أيديكم بدعمنا المتواصل لجهودكم لنؤكِّد لمعاليكم أهمية مبادرة مقام الوزارة في الدعوة لتكامل جهودها مع جهود الجهات الأخرى والتي وبلا شك بدونها سيكون مصير جهودها (الفشل) ويتطلب ذلك عدداً من الأمور المهمة منها:
1 - إيجاد آلية تفعيل التوجيه السامي الكريم بمنع التدخين في الجهات الحكومية مع وزارة الخدمة المدنية والجهات الرقابية في الدولة.
2 - حث وزارة الشؤون البلدية والقروية بشأن الحد من التوسع في تراخيص محلات مستلزمات الشيشة ومقاهي المعسل داخل المدن خاصة بعد انتشارها ضمن مقاهي الإنترنت والمشاغل النسائية والتشديد بخصوص جريمة بيع التدخين للصغار في تجاوز خطير لكل القيم والأعراف.
3 - التوصل إلى خطة إعلامية توعوية مع وزارة الثقافة والإعلام لتفعيل دور الأجهزة الإعلامية للمشاركة مع الوزارة في حملتها وجهودها.
4 - المسارعة في إصدار اللائحة التنفيذية لنظام مكافحة التدخين الموافق عليه في جلسة مجلس الوزراء الموقر بتاريخ 21-6-1424هـ ومحاولة إقناع وزارة المالية بزيادة التعرفة الجمركية عليه.
5 - إيجاد برامج مشتركة مع وزارة التربية والتعليم لحماية الأجيال المقبلة من وباء التدخين وحث وزارة التربية والتعليم على إعطاء أولوية قصوى لهذه البرامج ودعمها.
6 - التعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الحج بشأن استثمار البعد الديني في مكافحة التدخين وحث الأئمة والخطباء على مشاركة وزارة الصحة في جهودها ودعم الجهود المبذولة في الحرمين الشريفين للوصول إلى بقاع مقدسة بلا تدخين بإذن الله ولعل ما تقوم به الوزارة من إيجاد أقسام للتوعية الدينية في المستشفيات خطوة رائدة تحتاج إلى مزيد من التطور والاهتمام منكم ولاسيما مع ما حققته من نتائج جيدة في فترة قياسية.
7 - تبني الوزارة لإنشاء (لجنة وطنية لمكافحة التدخين) تمثل فيها الجهات الحكومية والقطاع الخاص والسعي لدعم ولاة الأمر وفقهم الله لهذه اللجنة كونها من سيرسم سياسات وإستراتيجيات مكافحة التدخين وينفذها لحماية المجتمع من مضاره.
لا بد أن نعلم إخوتي أن وباء التدخين يقتل سنوياًً خمسة ملايين نسمة في العالم وتستورد المملكة سنوياً (1.3 مليار ريال) عدا التكاليف الاقتصادية المرتبطة بالرعاية الصحية لأمراضه والفاقد الوطني للوفيات المترتبة عليه.. والأضرار الاجتماعية الخطيرة.. لذلك كله فإن علينا جميعاً أن نكون يداً واحدة مع الوزارة لإيجاد حملة شرعية وطنية لمكافحة التدخين.. ومما أقترحه في هذا المجال تبني أمراء المناطق وفَّقهم الله إيجاد مدن نموذجية للحملة تكون خالية من التدخين تماماً في أماكن البيع والأماكن العامة، وهذا ليس بصعب فكما نعرفه أنه موجود في بعض مدن العالم ومطبق منذ سنوات في نماذج يستفاد منها.
ختاماً شكري الدائم للجنة مكافحة التدخين في وزارة صحتنا العامرة وتمنياتي لهم ولمعالي الوزير ببذل مزيد من الجهد.. والتوفيق بإذن الله حليفهم.