بالأمس القريب رحل عن دنيانا رجل من أعز وأغلى الرجال وأكرمهم وانبلهم إنه الأخ حسن المحارب (أبو محمد) من إدارة الأحوال المدنية قسم الحاسب الآلي، صعدت روحه الغالية إلى بارئها آمنة مطمئنة راضية مرضية بما ينتظرها بإذن الله تعالى من نعيم مقيم في جنة ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
فهذا هو الجزاء الأوفى لكل صاحب فكرة سليمة وقلب مؤمن وسريرة بيضاء الجزاء العادل لكل من يحب الخير للناس وكل من لا يحمل غلا أو حقد أو حسد أو بغضاً أو ضغينة لأحد.
ولقد شرفت بالعمل معه سنوات كنت قريباً إلى الرجل وبمرور الأيام قويت الرابطة واينعت وتوثقت عراها حتى أصبحت مودة وصداقة ومحبة خالصة.
وكان الفقيد الغالي شديد الحب لوطنه وعمله، يقابل الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغني، يقربهم إليه، يشيع فيهم المحبة والألفة بابتسامته العذبة ووجهه الباش يحادث هذا ويمازح ذاك ويحاور آخر في شتى أمور الحياة، نراه وهو الرجل الوقور ذو المكانة الرفيعة لا يستنكف أن يستمع إلى الجميع وينصت إلى أحاديثهم بل يصحبهم في نهاية اللقاء.
إن فقد الأحبة رزية لا يدرك كنهها إلا من ذاقها واكتوى بلظاها ويزداد المصاب فداحة إذا كان الفقيد أبا أو بمنزلة الأب، وبالأمس القريب فقدنا أباً مربياً طالما التمسنا فيه القدوة وتفيأنا في ظلاله المحبة والشفقة والبر والصلة، وكان - رحمة الله عليه - ممن عرفوا بالتقوى والورع وحب الخير للناس. كنا نلمس فيه المربي الفاضل والأب المثقف، كان دمث الخلق، طلق المحيّا، ورعاً تقياً، نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً.
فرحمك الله يا أبا محمد رحمة واسعة وجمعنا بك في مستقر رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
|