Tuesday 6th July,200411604العددالثلاثاء 18 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

في فيلم عرضته القناة الأولى عن (مفاهيم فكرية.. التراجعات ..): في فيلم عرضته القناة الأولى عن (مفاهيم فكرية.. التراجعات ..):
الفئة الضالة بدأت ب (فجروهم حيث كانوا وانحروهم)..والتائبون:هذا مسلك الخوارج

بث تلفاز المملكة العربية السعودية عبر قناته الأولى مساء أمس بعد نشرة أخبار التاسعة والنصف فيلماً بعنوان (مفاهيم فكرية.. التراجعات).
وبدأ الفيلم الذي يعرض بشكل مفصل أهم المفاهيم الفكرية التي اعتمد عليها قادة الفكر التكفيري في المملكة للترويج لأفكارهم وآرائهم وتوجهاتهم وهم الشيخ علي الخضير والشيخ ناصر الفهد والشيخ أحمد الخالدي بدأ بنشيد ردده أفراد الفئة الضالة هذا نصه:
(فجروهم فجروهم حيث كانوا وانحروهم.. أبشروا يا عباد الله واثبتوا إن تحرير فلسطين هو من هنا وتحرير أرض الجزيرة هو من هنا وإعادة بلاد الإسلام إلى مظلة الإسلام وإلى حكم الشريعة هو من هنا.. نحن إرهابيون والإرهاب طريقنا.. القتال.. ليعلم أننا إرهابيون وأننا مرعبون).
وتضمن الفيلم لقاءات مع بعض المفكرين والمشايخ الذين علقوا بآرائهم وأفكارهم على هذا الفكر المنحرف.
فقد قال الشيخ عايض القرني (أنا لاحظت في قراءة هذا الفكر وفي مراجعه وفي كتبه والاتصال بأربابه أنهم سموا مسميات بغير أسمائها الشرعية فهم يسمون قتيلهم المنتحر في هذه العمليات شهيدا وهم مجاهدون، ومن قتلوه إلى النار كافر ومن تترس فهو تبع من قتلوه أيضاً، والأموال غير معصومة وإنما مستباحة).
وعلق الشيخ أحمد محمد بافضل على الفتاوى التي أصدرها قادة الفكر التكفيري قائلاً: سبق أن صدر عن البعض فتاوى من عند أنفسهم مع الأسف لا يسندهم فيها كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا قياس، حرموا فيها ما أحل الإسلام وأحلوا ما حرمه ونتج عن هذه الفتاوى تضليل لبعض الشباب فقاموا بأعمال مخالفة للدين من قتل وترويع للآمنين).
ودعا الشيخ بافضل في هذا الخصوص علماء الأمة الناصحين المرشدين إلى إيضاح الحق وتبيانه للشباب، وقال: إنهم أمانة في أعناقكم وستسألون عن هذه الأمانة.. شباب لا يزالون في حيرة من أمرهم حول هذا الفكر الذي نتج عنه تشويه للإسلام وطمس لحقائقه الناصعة الهادئة.
وعدّ الشيخ بافضل تراجع قادة الفكر التكفيري في المملكة وهم الشيخ علي الخضير والشيخ ناصر الفهد والشيخ أحمد الخالدي بأنه ليس حالة شاذة أو غريبة بل جاء بعد سنوات قليلة من تراجعات قادة الجماعة الإسلامية في مصر عن نفس الفكر الذي يتبناه هؤلاء بعدهم وقال لقد اعترفوا وتراجعوا ونشر هذا في مطبوعات متعددة ومن سعادة المرء وتوفيق الله له أن يعرف خطأه فيرجع إلى الصواب الذي يحبه الله.. قال جل شأنه {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ}.
وأضاف قائلاً: (مما تقدم يتضح أن تراجعات هؤلاء الثلاثة ليست إلا عودة وتوبة ومعرفة للحق ورجوعاً إليه بعد أن سقطوا في انحراف فكري تجنى على الإسلام والمسلمين وبعيد عن صحيح العقيدة الصافية فهنيئا لهم هذا التوفيق وندعو من بقي إلى التوبة إلى الله وإلى الرجوع إلى الحق قال الله تعالى {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ}.
وقال الدكتور عبدالله نصيف الأمين العام الأسبق لرابطة العالم الإسلامي في معرض تعليقه على الفتاوى المنحرفة: (فكانت هذه الفتاوى الفردية التي صورت لهم وأيضاً كتب ألفت من أجل تسويق الحرب بين المسلمين واستخدام البغي والعدوان والظلم في سبيل ما يدعون أنه تنقية بلاد الإسلام من أثر الاستعمار أو ما إلى ذلك من أقوال وهي بلوى من الفتوى الفردية، والزعامات الموهومة، والزعامات التي ليس لها قاعدة شرعية ولا علم ولا حكمة ولا بعد نظر).
وأعرب الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس في تعليقه على الفتاوى المضللة عن قناعته بأن كل من أصدر فتاوى فردية سيتراجع عنها لما ترتب عليها من سلبيات كثيرة جداً وقال: ممكن أن الذي كان يعطي فتاوى تكفيرية ما كان يتوقع خطورة هذه الفتاوى إلا بعد أن حصلت المآسي.
وأوضح الشيخ عكرمة صبري أن هناك ثمة خلطاً كبيراً ما بين الإنسان المسلم حين يقاوم محتلا كافرا وبين أن تدمر وتقتل أبرياء في ديار الإسلام فرق كبير جدا وقال نحن نقول لإخواننا العلماء الذين انحرفوا عن الطريق ينبغي عليهم أن يعودوا إلى جادة الصواب وأن يتراجعوا كما حصل مع بعضهم.
كما تضمن الفيلم لقاءات مع قادة الفكر التكفيري في المملكة الذين يؤكدون تراجعهم عن أفكارهم السابقة ومنهم الشيخ علي الخضير الذي قال (إن هذه الفتوى تبين لنا خطأ هذه الفتيا تراجعت عنها وهذا لعله يكون هذه الرسالة والإخوة يستمعون فيها رسالة واضحة للتراجع عن هذه الفتوى وقد قال ابن المنذر إنه كالإجماع من أهل السنة والجماعة على أن السلطان إذا طلب الإنسان أو أراد الإنسان أنه لا يقاوم لأن أصل العصمة باقية وأصل الإسلام باق وأن هذه الفتيا خطأ ولا ينبغي للشباب أن يقرؤوها لأنها تؤدي إلى تصورات خاطئة ليست على مجال السنة والجماعة.
وأضاف الخضير قائلاً: استغلت هذه المسألة في المسلمين أنفسهم، فإذا حدد مثلا جهة أنها كافرة فتجده يقتل هذه الجهة وإن كان معها أطفال بحجة التترس في المعركة أما داخل البلاد حيث يكثر فيها المسنون ويكثر فيها الناس المستأمنون والمعصومة الدماء فالمفاسد أعظم أما المعاهد فالنصوص دلت على حرمة الاعتداء عليه والمعاهد هو الرجل الذي من بلاد كافرة ثم يدخل إلى بلاد الإسلام فيعطى عهدا أو أمانا بألا يمس وبذلك يستحق أن يعصم له ماله ودمه فإذا دخل الإنسان إلى هذه البلاد سواء كان من الدولة أو من الأفراد أيضاً فإن هذا يعتبر آمناً.
أما أنهم مجاهدون فلا، والنفس معصومة، فإذا كانت النفس معصومة وحرم قتلها فلا شك أن هذا بقي عليها والممتلكات محرمة ودلت الأدلة الصحيحة الصريحة المتواترة على عصمة الأموال.
وأعلن الشيخ علي الخضير براءته من تكفير العموم وقال: (أبرأ إلى الله من تكفير العموم من تكفير الوزراء أو العلماء أو تكفير المجتمع لأن هذا مسلك سلكه الخوارج والعياذ بالله ونبرأ إلى الله منه).
واستطرد قائلاً: (اعلم أن هناك آخرة وأن هناك موتا وأن هناك يوماً سوف تسأل فيه عن الدماء التي تزهق بغير حق وعن الأموال التي تزهق وعن الترويع للآمنين الذي يحصل من ذلك ولم يستفد من ذلك شيئاً فأنا أقول بإخلاص وصدق وأتمنى ذلك من قلبي أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يخشى الله في نفسه وفي مجتمعه وفي أهله ويترك هذه الأعمال ويلقي السلاح كفى من هذه الأعمال التي حصلت التي ينفطر منها القلب وتنفطر منها النفوس المؤمنة.
ووجه الشيخ ناصر الفهد من خلال هذا الفيلم رسالتين للفئة الضالة قال فيهما: (الرسالة الأولى أقول لهم أن يتقوا الله في المسلمين وقد رأينا الحقيقة النتائج يعني قتلت نفوسا مسلمة معصومة هدمت بيوتا على ساكنيها روع الناس وحصلت أمور ما كنا نعتقد أن نصل إلى ما وصلت إليه فالرسالة الأولى أقول لهم أن يتقوا الله في الناس ويتركوا سفك الدماء والرسالة الثانية أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يتوبوا مما عملوا والله سبحانه وتعالى يقول: {فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
وتحدث عن رمي المؤمن بالكفر قائلاً: قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما) وقال في الحديث الآخر (رمي المؤمن بالكفر كقتله) فالرمي بالكفر غير يسير ويترتب مثل ما ذكرت لك يترتب عليه حل دمه وقطع ولايته وإفساد نكاحه وعدم توريثه.
وتناول الشيخ ناصر الفهد في حديثه حرمة دم الجندي المسلم وقال: (الجندي مسلم ما دام من المسلمين ويشهد أن لا إله إلا الله كما في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك مسلم فما دام كذلك وهو مسلم أما قتله بحجة دفع الصائل فقد ذكر ابن المنذر - رحمه الله - أن العلماء كالمجمعين على استثناء السلطان من باب دفع الصائل).
وأضاف يقول: (أما مجرد الإتيان بالكافر مهما كانت جنسيته إلى بلاد الإسلام بعقد أمان فهذا يعني كان من قديم كان المسلمون يأتون الكفار بعقد أمان سواء العقد الدائم مثل عقد أهل الذمة في البلاد التي مثل جزيرة العرب أو عقد مؤقت مثل عقد الهدنة أو عقد الأمان هذا كله نفوسهم معصومة.
ووصف الفهد الأعمال الإجرامية التي تقوم بها الفئة المجرمة بأنها من الفساد في الأرض وليست من الجهاد في شيء.
وأوصى الشيخ أحمد الخالدي أفراد الفئة الباغية بتقوى الله عز وجل في أنفسهم ودعاهم إلى إلقاء السلاح وأن ينخرطوا في المجتمع ويعودوا إلى إخوانهم وأهليهم وقال: لسنا بأعداء لهم ولا يوجد لهم أعداء حتى يحملوا السلاح.
وأكد الشيخ الخالدي أن الجهاد له شروط لا يقوم إلا عليها وبها وقال: (لقد ذكر الفقهاء رحمة الله عليهم في كتب الفقه كما جاء في عبارة صاحب الزاد لما ذكر الجهاد فهو فرض كفاية ويتعين على من حضر أي حضر صف القتال أو حصر بلده عدو أو إذا استنفره الإمام).
وعلق على الفتاوى المضللة قائلاً: (ولا شك أنه تبين من بعض الفتاوى التي قد صدرت خصوصاً فتوى دفع الصائل بيان الخطأ والزلل فيها ومجانبة الواقع والحقيقة وهي كانت في مسألة جزئية ولكن قد توسع فيها وقد تبين لنا في هذه التجربة وأن هذا اجتهاد خاطئ وغير مطابق للصواب في كل وجه.
وأضاف يقول: (لأن التكفير حد من حدود الله).
وتضمن الفيلم لقاءات مع بعض قادة الجماعات الإسلامية المتراجعين في مصر ومنهم ممدوح إسماعيل الذي أوضح أنه تراجع وابتعد عن التنظيم تماما لأنه رأى أن هناك خطأ ورؤية فيها أخطاء وتعاوناً فيه أخطاء وتسطيحاً وعدم إدراك للحقائق وأمورا مهمة جدا أو حماسة بدون ضبط.
وقال (عندنا في مصر أنا مثلاً على سبيل المثال عملنا مراجعات أنا كنت في الحركة الطلابية في فترة سن عشرين سنة واحد وعشرين سنة وبعد ذلك كلما تقدمت بنا أو كلما قرأنا في الشريعة أكثر وكلما تعمقنا في الشريعة أكثر كان الواحد يستغرب هذه الأفكار التي كان يراها وهو شاب.
كما علق كمال حبيب على موضوع التكفير قائلاً: (بعض الشباب مثلا كان يستخدم موضوع التكفير ويقول من لم يكفر الكافر فهو كافر أو شيء من هذا القبيل أو يذهب إلى تكفير الأعيان وشريعتنا وعقيدتنا كمسلمين تقول إنها لا تذهب إلى التكفير ولا نكفر مسلماً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله والذي يناقش أو يذهب إلى المناقشة فمثلاً عند ابن تيمية وابن القيم وعامة السلف أنهم يشددون في مسألة تكفير المعين لدرجة أن يضع حوالي سبعة أو ثمانية شروط لمسألة تكفير المعين ومنها أنها ليس أي أحد يكفر المعين إنما لابد لأن حكم التكفير مثل حكم القتل بالضبط فكما أنه لا يجوز الحكم بالقتل على المسلم إلا بالرجوع للقاضي كذلك لا يجوز الحكم بالكفر عليه إلا بالرجوع إلى متخصص في الشريعة متخصص عالم ..أستطيع أن أقول إنها تبقى هيئة مسنودة على الدولة أي هيئة مؤسسة.
وأضاف يقول: (مجموعة من الشباب الصغار حلقات في الأغلب ضيقة فمن خلال ملاحظتي مثلاً ما يحدث في المملكة العربية السعودية أنها مجموعات منغلقة.. مجموعات ضيقة وتعيد نفس التجربة المصرية وتدخل في صراع مسلح في النهاية يعني معروف سلفاً أنها لن تستطيع أن تهز الدولة ومعروف سلفا أن هذا الصراع المسلح سوف ينتهي إلى أن هؤلاء الشباب سيموتون.
ومن جهته أوضح جمال سلطان أن المنهج الفكري لجماعة التكفير والهجرة عبارة عن عدد من المجلدات رؤى فكرية في الحاكمية في الحد الأدنى للإسلام كما يسمونه في الحجيات ومصادر التشريع أو ما يسمونه الرؤى المستقبلية أصبح فيه منهج فكري لم يكن هذا المنهج موجوداً لكن هذا المنهج أتى لمجرد أنك تبنى هيكلا فكريا على حالة نفسية وحالة اجتماعية يعيشها هذا الجيل من الشباب.
وأضاف قائلاً: (الشباب عنده طاقات يريد أن يعبر عن نفسه.. عن أفكاره.. عن طموحاته.. عن مشاعره ولكنها مكبوتة فيه لكن هذا يؤدي إلى حالة من العنف ولذلك أحياناً نجد العنف اجتماعياً وليس عنفاً سياسياً لأنه أحياناً العنف جرائم بشكل بشع غير عادي وغير مألوف وهذا عنف وحالة نفسية ليست حالة فكرية.
ورأى فؤاد علام أن من أخطر الجماعات التي تعرضت لها مصر كانت جماعة التكفير والهجرة التي كان رئيسها شكري أحمد مصطفى وإحدى الجرائم الرئيسية التي ارتكبوها أنهم خطفوا الشيخ أحمد محمد حسين الذهبي الذي كان وزيراً للأوقاف وقتلوه لأنه أصدر كتاباً يفند فيه خطأ هذه الجماعة في مفهومها للدين الإسلامي وفي تبريرها لعمليات الاغتيال والتدمير والتفجير وما إلى ذلك.
ومن جانبه بيّن الدكتور سعود الفنيسان في تعليقه على محاور الفيلم أن هناك هوة كبيرة ما بين العلماء والشباب.
وتبع عرض الفيلم ندوة تلفازية وأخرى إذاعية تبحثان الجوانب الشرعية والنفسية حول محاور الفيلم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved