* غزة - نابلس - تل أبيب - الوكالات:
واصلت إسرائيل دون هوادة عدوانها المستمر منذ عدة أيام على قطاع غزة وقتلت فلسطينيا وجرحت آخرين كما دمرت عددا من الورش ودمرت منزلا في الضفة الغربية، وحاولت من خلال توزيع منشورات إحداث شرخ في الصف الفلسطيني بتحريض سكان القطاع على الناشطين الذين يشنون هجمات عليها.
وعلى الصعيد السياسي أعربت القيادة الفلسطينية عن رفضها تشكيل ما يسمى هيئة لإدارة قطاع غزة.
وذكرت مصادر طبية في غزة أن الفلسطيني رفعت أبو عمرة (28 عاما) استشهد مساء الأحد برصاصة اطلقها جندي إسرائيلي اصابته في عنقه بينما كان يمشي في شوارع مخيم رفح للاجئين، فيما أصيب ستة فلسطينيين بصواريخ المروحيات الإسرائيلية.
ويتعرض معظم أنحاء قطاع غزة لعدوان إسرائيلي جواً وبراً منذ عدة أيام، فقد أطلقت مروحيات إسرائيلية صواريخ على ورشتين للمعادن في قطاع غزة في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية بعد يوم من المواجهات المتجددة التي قتل فيها ثلاثة فلسطينيين ومستوطن إسرائيلي.
وقد أصيب الفلسطينيون الستة في ساعة متأخرة من الليل عندما اطلقت مروحيات إسرائيلية صواريخ على ورشتين للمعادن احداهما في مخيم للاجئين الفلسطينيين والاخرى في مدينة غزة، وأطلقت ما لا يقل عن صاروخ واحد على ورشة المعادن في مخيم جباليا للاجئين شمال مدينة غزة، وأصيب أربعة اشخاص بجروح في الهجوم.
وبعد فترة وجيزة اطلقت المروحيات صواريخ على ورشة للمعادن في حي الزيتون في مدينة غزة مما أدى الى اصابة شخصين بجروح.
وهاجمت القوات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة عدة ورش للحدادة في غزة والتي يزعم العسكريون الإسرائيليون ان النشطين الفلسطينيين يصنعون فيها الصواريخ التي تستخدم في مهاجمة المدن الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة.
وتصاعدت أعمال العنف في غزة منذ ان اعلن ارييل شارون رئيس وزراء إسرائيل انه يعتزم اجلاء المستوطنين والجنود بحلول نهاية العام المقبل في الوقت الذي يتنافس فيه النشطون الفلسطينيون والجيش على الهيمنة في غزة قبل أي انسحاب.
وتطبق القوات الإسرائيلية قبضتها حول بلدة بيت حانون الواقعة على حدود غزة بدعوى انطلاق صواريخ من البلدة مستهدفة المستوطنات والتجمعات الإسرائيلية المجاورة.
وقالت مصادر عسكرية: إن الجنود قد يبقون في شمال غزة أشهراً بدعوى منع وقوع هجمات أخرى بالصواريخ.
وعلى الرغم من العمليات العسكرية أطلق النشطون الفلسطينيون عدة صواريخ تجاه جنوب إسرائيل أول أمس.
وأفاد تقرير إخباري إسرائيلي بأن الجيش الإسرائيلي ألقى منشورات من الجو على قطاع غزة في محاولة لإقناع الفلسطينيين بعدم تقديم أي دعم لمن يطلقون قذائف صاروخية على المستوطنات اليهودية المجاورة.
وقال التقرير المنشور في موقع صحيفة يديعوت أحرونوت على الانترنت: إن ذلك يأتي تنفيذا لتعليمات وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز الذي أوضح أنه إلى جانب العمليات العسكرية والقصف الجوي، فإن الجيش سيلجأ إلى السلاح القديم والجيد، ألا وهو الحرب النفسية، ونقلت (يديعوت) النص المنشور الذي ألقته طائرة إسرائيلية على شمالي قطاع غزة.
ويحاول المنشور عبثا استعداء الفلسطينيين على بعضهم البعض من خلال القول ان الناشطين المسلحين انما يعملون ضد مصلحة السكان الآمنين من خلال تعريضهم للهجمات الإسرائيلية التي يزعم الإسرائيليون انها تأتي ردا على هجمات الناشطين بالصواريخ.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون قد توعد خلال الجلسة الأسبوعية لحكومته أول أمس بقصف البلدات الفلسطينية ردا على استمرار سقوط صواريخ القسام على المستوطنات اليهودية في قطاع غزة.
وقال موفاز خلال الجلسة ذاتها إنه سيبحث عن وسائل جديدة للتغلب على (صواريخ) القسام إضافة إلى السيطرة على الأرض.
وفي إطار الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة فقد هدم جيش الاحتلال بالديناميت فجر أمس الاثنين قرب نابلس (شمال الضفة الغربية) المنزل العائلي لثائر رمضان الناشط في حركة الجهاد في قرية تل، وأفاد شهود عيان ان الجنود سووا بالأرض المنزل المكون من طابقين.
وكان جنود إسرائيليون قتلوا ثائر، وزعموا انهم فعلوا ذلك بينما كان يحاول التسلل وبحوزته بندقية هجومية، إلى مستوطنة براها قرب نابلس.
ومنذ آب - أغسطس 2002 هدم الجيش الإسرائيلي بالديناميت في الضفة الغربية وقطاع غزة مئات المنازل التي تعود لفلسطينيين تحت زعم تورطهم في هجمات، هذا دون احتساب تدمير اكثر من الفي منزل (لأسباب أمنية) ولا سيما في قطاع رفح (جنوب قطاع غزة). وتندد المنظمات الانسانية بهذه السياسة وتعتبرها بمثابة عقاب جماعي.
وعلى الصعيد السياسي أعلنت القيادة الفلسطينية رفضها لما يسمى تشكيل هيئة لإدارة غزة، وقالت فى بيان لها عقب اجتماع للقيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الليلة قبل الماضية وبحضور ممثلي المنظمات والفصائل الفلسطينية: إن السلطة الفلسطينية هي صاحبة القرار والمرجعية الشرعية الفلسطينية مع منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. ودعت القيادة الفلسطينية اللجنة الرباعية ومجلس الامن والمجتمع الدولي إلى التدخل الفاعل لوضع حدّ للممارسات الاجرامية العدوانية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وأكدت القيادة أن أي انسحاب يتم الحديث عنه من غزة يجب أن يكون متزامنا مع انسحاب من الضفة وأن يكون جزءا لا يتجزأ من خريطة الطريق وعملية السلام الشاملة وفقا للاتفاقات المبرمة وضرورة تنفيذها بالتنسيق رسميا مع القيادة الفلسطينية الشرعية المنتخبة وأن تتزامن مع توفير المراقبين الدوليين بجانب الجهود المصرية المستمرة. إلى ذلك أظهر استطلاع رأي فلسطيني نشرت نتائجه الأحد ان نصف الفلسطينيين تقريبا يرفضون عرض مصر القيام بدور أمني في غزة إذا ما انسحبت إسرائيل.
|