Tuesday 6th July,200411604العددالثلاثاء 18 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

الضباط الجامعيون وضباط الكليات العسكرية الضباط الجامعيون وضباط الكليات العسكرية
محمد أبو حمرا

لعل من أهم ما يميز وظيفة الضابط في أي قطاع عسكري هنا هو أن تعيينه وترقيته تأتي بمرسوم ملكي, أي أن وجوده في هذه الوظيفة لا بد أن يوافق عليه ويؤيده أعلى الهرم في البلاد, وهو خادم الحرمين الشريفين, وهذا التميز يتطلب أموراً تناسب مقام المرسوم الملكي، أي أن الضابط لا بد أن يعي قيمة إصدار مرسوم ملكي بتعيينه في القطاع العسكري, ويدخل في ذلك السلوك اليومي والحياة التي يجب أن يمارسها الضابط داخل وخارج مقر عمله, وبمعنى آخر فيجب على الضابط سلوكيات محترمة تتناسب مع رتبته التي جاءته بالمرسوم الملكي, فحركاته وسكناته محسوبة عليه كإنسان شرّف بذلك المرسوم, ومعناه أنه يختلف عن غيره من العاملين في القطاع العام، ومن هنا أضم صوتي لأصوات الذين ينادون بأن يكون القبول في الكليات العسكرية بعد الشهادة الجامعية، لأن الشاب إذا تخرج من الثانوية وبقي ثلاث سنوات في الكلية العسكرية يتخرج ضابطاً، وهو هنا لم يكن بينه وبين طالب الثانوية سوى 3 سنوات, وهي فترة قصيرة في عمر التجارب والخبرة العملية، بل تجد بعض الشباب يتخرج من الجامعة وهو يحمل عقلية طالب الثانوية، كالتسرع والغضب بسرعة والزهو بالذات.. الخ, أما الطالب الجامعي فإنه يمضي أربع سنوات على أقل تقدير في الجامعة التي تعطيه الخبرة في البحث والتعامل مع رجال العلم والفكر، هنا يزداد رزانة وحصانة ضد العجلة في اتخاذ القرار، ومثل هذه النوعية هي التي تصلح لأن تكون من الضباط، بعكس خريج الثانوية الذي يتخرج من الكلية ولا زال بعمر وعقلية زميله في الثانوية.
وأعود وأقول: ما دام أن تعيين الضابط يكون بمرسوم ملكي, وأن هناك لائحة تسمى (على ما أظن) لائحة نظام الضباط, وما دام أن الهدف من إيجاد الضابط أن يكون أهلاً للمسؤولية وتحمّل أعبائها, وأنه سيكون تحت إدارته عدد كثير من الجنود وصف الضابط وغيرهم, فلا بد أن يكون ناضجاً فكرياً, لا أن يكون مثل الذي للتو قد تخرج من الثانوية ويفتقد للتجارب, ومن هنا قد تنشأ مشاكل بين الضابط الصغير في السن وبين من يقاربه سناً من نفس مجموعته, فسن الشباب المبكر له اندفاع بعيد نوعاً ما عن التفكير السليم أحياناً.
ولعل رجل الشارع العادي, أو المراجع لإحدى المنشآت يرى الفرق بين تعامل من هم برتبة ملازم ومن هم برتبة نقيب فما فوق, حيث العقلية والسن والتجارب تعطي فرقاً في الحنكة والتعامل مع المراجعين.
الجامعات كثيرة والحمد لله, والطلبة المتخرجون من الجامعات كثر، فلماذا لا يقتصر القبول على الطلبة الجامعيين ويعطون دبلوم علوم عسكرية يفيد الوطن ويستفيد منه الدارس، لا أن نوجد ضباطاً من صغار السن تنقصهم الخبرة في التعامل والتصرف؟.
والله من وراء القصد،،،

فاكس 2372911


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved