Monday 5th July,200411603العددالأثنين 17 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

25 رمضان 1391هـ الموافق 13-11-1971م العدد 368 25 رمضان 1391هـ الموافق 13-11-1971م العدد 368
غرائب ولكنها حقائق
أوحال الماء القذر تحول إلى سماد زراعي في اليابان

هل يتيسر استخدام الأوحال الواردة من الماء القذر في المدن الكبرى؟
يبدو أن بلدية طوكيو تظن أن الأمر ميسورا, على ضوء تجارب حديثة أجراها الاختصاصيون اليابانيون، ونظريتهم في ذلك أنه يكفي احراق هذه الأوحال حتى تتحول إلى سماد نافع جداً للمزروعات.
فمعروف أن المياه القذرة الواردة من المنازل أو من المصانع إنما ينبغي أن تعالج لكي تفصل عنها الأوحال والنفايات، بحيث يتسنى استخدام هذه المياه مرة أخرى.
وكانت هذه الأوحال وهذه النفايات تتراكم حتى اليوم كالجبال في مواقع بعيدة عن المدن ولا يستفاد منها، بل كانت (مشكلة من المشكلات العويصة في كل بلديات المدن الكبرى).
فإن كلا من مدينتي نيويورك ولندن تلجأ إلى أسلوب تصريف هذه الأوحال النتنة، بإغراقها في البحر مع كل أخطار التلويث الملازمة لهذه العملية، كاتلاف السمك والحيوانات البحرية الأخرى.
والطريقة اليابانية الجديدة قائمة على تجفيف هذه الأوحال ثم احراقها في الأفران العالية حيث تتحول إلى رماد، فقد حلل الاختصاصيون اليابانيون هذا الرماد الناتج عن حريق الأوحال الجافة، فزعموا أن هذا الرماد ليس (برماد ميت) كما كان يظن سابقاً، بل إنما هو رماد مشتمل على الكثير من عناصر السماد الزراعي، وجربوه في تخصيب الأرز والخضراوات وشجر البرتقال 15 ألف طن من النفايات تحول كل يوم إلى سماد في طوكيو فأخذت بلدية طوكيو تتبع هذا الأسلوب من جانب التجربة وصارت تبيع المزارعين هذا النوع الجديد من السماد بسعر 500 ين لكل طن.
ولاحظت أن هذا السماد الجديد قد راج جداً, حتى إن عدة مصانع أصبحت تفتح فروعاً لتحويل الأوحال والنفايات إلى سماد، بل إن بعض المصانع اليابانية أخذت تعقد صفقات مع بلدية طويكو لشراء انتاج الأوحال سلفاً، فهي تنوي أن تحوله إلى سماد صالح للتصدير أيضاً، أما الانتاج الحاضر فإنه يبلغ 15 ألف طن كل يوم.
ومما يلاحظ في هذا الشأن أن كل بلديات العالم مهتمة شديدة الاهتمام بمشكلة تصريف الأوحال، ففي بلدية باريس مثلاً تجرى الأبحاث لتحويل النفايات في الأفران العالية أيضاً، إلى طاقة كهربائية، وقوام المبدأ أن الأوحال متى احترقت في ضغط معين فإنما تتولد عنها حرارة، ويحاولون أن يستخدموا هذه الحرارة لتسخين الماء وتحويله إلى بخار مضغوط، ومعروف أن البخار المضغوط تحت درجة معينة إنما له طاقة بتحريك مولدرات كهربائية.
غير أن العائق الأول دون تعميم هذا الأسلوب هو عائق اقتصادي، ففي الأوضاع الحاضرة يكلف التيار الكهربائي المولد على هذه الطريقة أسعاراً أعلى من أسعار كلفة التيار المولد على الطريقة التقليدية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved