Monday 5th July,200411603العددالأثنين 17 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الطبية"

كيف تحافظ على صحتك صيفاً كيف تحافظ على صحتك صيفاً

فصل الصيف فصل الأزهار والورود، فصل ترسل فيه الشمس أشعتها الذهبية فتمنح الإنسان الفيتامينات الضرورية لتأمين نموه وتنظيم حياته، ولكنه مع هذا يتسم بظهور أمراض شتى تفتك بالناس لابتعادهم عن قواعد الصحة فتضوي أجسامهم وتجعلهم يطرقون أبواب الأطباء طالبين البرء والشفاء.. والمعروف عند كل طبيب وصيدلي أن عدد المرضى والمستشيرين يزداد صيفاً لجهل بعض الأفراد لأبسط قواعد الصحة ونظمها.
فالواقع أن الاستغراق بتناول المرطبات والماء البارد يورث الإنسان خللاً في المعدة وعلة في جهاز الهضم فضلاً عن ضرره البالغ في تصديع الأسنان وتنخيرها، حيث إن الإنسان يطلب الماء البارد صيفاً ليتبرد أو ليعوض السوائل الكثيرة التي ينضح بها جسمه عرقاً لذلك يشعر بالعطش وهو يغالي في محاولة إرواء عطشه باستعمال المرطبات التي قد تصل حرارتها إلى الصفر، فإذا لامست هذه المواد الباردة جدران المعدة سارع الدم إليها لتعديل حرارتها، وبعد زمن قليل يشعر المرء بالظمأ الشديد وعدم الارتواء بسبب احتشاء الدم فيعاود شرب المرطبات والمبردات وبتوالي شربها وتوالي احتشاد الدم تصاب المعدة بالتوسع وجدرانها بالاحتقان والالتهاب وتتعطل غددها عن الإفراز وبالتالي بعسر الهضم ويصاب الإنسان بالقرحة المعدية.
وقد حبا الله الإنسان بجهاز دقيق لتنظيم حرارة الجسم والتغلب على الحر فعندما تنخفض حرارة الجو تتنبه منتهيات عصبية خاصة، وينقل هذا التنبه إلى المخ الذي يستجيب بإرسال تعليمات إلى الجلد والرئتين والغدد العرقية فيتم إفراز العرق بغزارة، ومن ثم يتبخر هذا العرق فيمتص الحرارة من الجلد ويرطب الجسم، ويساعد في ذلك أيضاً بخار الماء الذي يخرج مع هواء الزفير من الرئتين، وقد اهتدى بعض سكان آسيا إلى طريقة طبيعية للتغلب على الحر وهي شرب بعض المناقيع الحارة التي تساعد على التعرق ودر البول وخفض درجة حرارة الجسم المرتفعة كشرب مغلي عشب الزيزفون (تيليو) فهو مثير قوي لإفراز العرق وخافض للحرارة ومغلي الجنزبيل المطحون، وكذلك مغلي نبات الشيح، لهذا ننصح القراء بألا يكثروا من تناول المرطبات المثلجة والمشروبات الغازية والبوظة باختلاف أنواعها وألوانها والاستعاضة عنها بتناول العصائر الطازجة المعتدلة البرودة كعصير الليمون الطازج مع النعناع المهدئ للأعصاب والملطف والمدر، وليكن الطعام معتدل الحرارة، ودرجة حرارة الماء المعد للشرب معتدلة، وإذا ما أقبل الظمآن على الشرب فليشرب على دفعات وليتمهل في الشرب ليلطف من حرارة الماء قبل أن يصل إلى معدته.. قال عليه الصلاة والسلام (اشربوا على دفعات فإنها أهنأ وأمرأ وأشفى للغليل).
ولقد لوحظ أيضاً بأن احتراق المواد الغذائية في الجسم يقل صيفاً لذلك يصدف الإنسان عن الأطعمة الدسمة وتعاف نفسه الدهون، ولكن العادة والجشع يدفعان المرء بتناول الأطعمة الدسمة والمقليات فيصاب الجهاز الهضمي بالتلبك والتعفن والغازات، ويشكو الكبد الوهن والإرهاق ويرتفع الكوليسترول في الدم ويترسب على جدار الشرايين فيتسبب في تصلبها ويرتفع الضغط الشرياني عند صاحبه، فلماذا لا يعطي المرء جهازه الهضمي (إجازة صيفية) فلا يرهقه بكثرة الأطعمة وخاصة الدسمة منها، فالفواكه والخضراوات التي يزخر بها فصل الصيف تحوي جميع العناصر الغذائية الضرورية لنمو الجسم ونشاطه بالإضافة إلى أنها سهلة الهضم.
ولأن حرارة الصيف تساعد على تفريخ الجراثيم وتكاثرها كما تساعد على ظهور الحشرات والهوام التي تخرج من جحورها وأوكارها بعد انتهاء بياتها الشتوي نجد أن العدوى والأمراض تنتشر بين الناس، فالذباب تلك الحشرة الجشعة التي لا تكل ولا تمل في طيرانها بحثاً عن الطعام تحتوي أرجلها على انتفاخات لزجة تساعدها على الالتصاق بالجدران الملساء فتكون وسيلة لنقل العديد من الجراثيم، وكل نوع من هذه الجراثيم يشكل خطراً على صحة الإنسان كحمى التيفوئيد والالتهابات المعوية والإسهال.
فنصيحتي لكل عائلة تبغي السلامة من الأمراض الصيفية وقضاء إجازة سعيدة في أحضان الطبيعة الرؤوم بعيداً عما يعكر صفو هذه الإجازة وهو ألا يهملوا قواعد الصحة البسيطة والاعتناء بالنظافة ليس فقط النظافة الشخصية بل نظافة المكان حولنا ومكافحة الذباب والحشرات الضارة الناقلة للأمراض وعدم رمي الأقذار والمخلفات في الأماكن المكشوفة التي تساعد على تكاثرها ورش براميل المخلفات بمبيدات الحشرات للقضاء عليها ووضع الطعام في البراد، وعدم تركه مكشوفاً.
وأخيراً إذا أردت عزيزي القارئ اصطحاب أسرتك لتناول الطعام خارج المنزل فليكن اختيارك للمكان مبنياً على يقينك باتباعه قواعد الصحة والنظافة العامة حتى لا تلحق الضرر بك أو بأي فرد من أفراد أسرتك.

رويدا الحيدري
صيدلانية في مستشفى الحمادي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved