Monday 5th July,200411603العددالأثنين 17 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الطبية"

السكر عند الحامل:يجب على كل الحوامل إجراء الفحص من الزيارة الأولى السكر عند الحامل:يجب على كل الحوامل إجراء الفحص من الزيارة الأولى

  يعتبر الحمل المختلط بالسكري مشكلة شائعة في المملكة العربية السعودية كما ترى د.سكوتشي سنج (استشارية نساء وولادة)، وتوافقها على هذا الرأي د. دعد قرقوط إخصائية نساء وولادة في مستشفى الحمادي بالرياض.
وفي هذا التحقيق تؤكد د. سكوتشي على أهمية إجراء مسح شامل عن مستويات سكر الدم بشكل إجباري في بداية كل حمل، حتى ولو كانت الحامل ذات سكر دم طبيعي، وذلك إذا كان لديها أحد عوامل الخطورة، لكي يتطور عندها سكر حمل لاحقاً.. وعوامل الخطورة تتمثل في السمنة وارتفاع ضغط الدم والبيئة السكرية.
*****
تصنيف المشكلة
في البداية تصنف لنا د. سكوتشي سنج المشكلة في فئتين من الحوامل:
الفئة الأولى وهن السيدات المعروفات أنهن سكريات قبل الحمل، والفئة الثانية أولئك السيدات الحوامل اللواتي تطور عندهن السكري فقط أثناء فترة الحمل، وهذه الحالة تدعى السكر الحملي مع أو بدون قصة عائلية، لذلك فإن تشخيص وتدبير السكر في كلتا الفئتين يعتبر في غاية الأهمية، إن حالة المرضية ووفيات ما حول الولادة وخاصة الجنين العرطل (كبر حجم الجنين) وموت الجنين داخل الرحم، والمتعلقة بمشكلة السكري يجعل منها مشكلة هامة عند النساء الحوامل، ومن الأسباب الأخرى لمرضانية ما حول الولادة التي تلاحظ جلياً عند حوامل السكري هي التشوهات الخلقية - نقص سكر الدم - متلازمة الكرب التنفسي عند حديثي الولادة - احمرار الدم - يرقان الوليد ونقص كالسيوم الدم عند الوليد.. لذلك فقد تبيَّن أن السيطرة الاستقلابية الجيدة على سكر الدم عند أولئك المريضات تنقص من حدوث هذه الاختلاطات.
وتعزو د. سكوتشي سنج حدوث الزيادة في التشوهات الخلقية، والتي ترى عند حوامل السكري إلى سيطرة ضعيفة لسكر الدم خلال تكوّن أعضاء الجنين، والتي تحدث في الأسابيع الـ 12 الأولى من الحمل، وذلك يمكن إنقاصه بتحقيق سيطرة جيدة للسكر قبل الحمل، إن احتمال ظهور التشوهات الخلقية لا يزداد مع السكر الحملي، حيث إن عدم تحمل السكر يظهر في نهاية الحمل، ويجب على كل السيدات الحوامل إجراء فحص لتقصي نسبة سكر الدم في الزيارة الأولى لمتابعة الحمل، وإذا تجاوز سكر الدم القيم الطبيعية فيجب على المريضة إجراء معايرة سكر دم في حالة الصيام وبعد ساعتين من الوجبة.
وتوضح د. سنج أن أعراض السكري تتمثل في:
- عطش شديد وكثرة تبوال.
- قصة ولادة جنين عرطل يزن أكثر من 4 كغ عند الولادة.
- قصة وفيات أجنة سابقاً غير مفسرة.
- قصة طفل سابق مصاب بتشوه خلقي.
- قصة سابقة لسكر حملي.
- قصة عائلية للبول السكري.
- تطور استقساء أمينوسي (كثرة السائل الأمينوسي) أو تطور جنين عرطل.
- خلال الحمل يجب معالجة فرط سكر الدم عن طريق الحمية أو بحقن الأنسولين يجب تجنب إعطاء الأدوية الفموية الحافظة للسكر أثناء الحمل كونها مشوهة للجنين، إن الحمل المختلط بأي نوع من السكري يجب أن يتم تدبيره عن طريق المشاركة بين المولد وإخصائي غدد الصم من أجل السيطرة الصحيحة على الحالة.
لماذا يحدث؟
وتوضح لنا د. دعد قرقوط أسباب حدوث سكري الحمل قائلة: حتى نستطيع أن نفهم لماذا يحدث سكر خلال الحمل ويختفي بعد الولادة، لابد أن نعلم أن الحمل يظهر من لديهم استعداد للسكر بسبب الآتي: زيادة عوامل مقاومة الأنسولين لدى الحامل، وهذه العوامل هي هرمونات ومركبات تفرز عن طريق المشيمة لتساعد على نمو الجنين، وزيادة استقلاب المواد الكربوهيدرائية المخزنة بجسم الحامل لتتحول إلى عنصر السكر، لتساعد على نمو الجنين أيضاً، وهذه العوامل تزداد مع تقدم الحمل، وهذا ما يفسر لنا ظهور السكر لدى الحامل في الأشهر الأخيرة من الحمل.
وتلخص د. قرقوط الأضرار التي تصيب المرأة الحامل من السكر الحملي أو تأثير مرض السكر على الحامل في النقاط التالية:
ظهور السكر الحملي لدى الحامل في الغالب ليس له أي أعراض، وللأسف على الرغم من أنه ليس له أي أعراض، فهو يحدث أضراراً للجنين والأم: يزيد من نسبة الانسمام الحملي، ويزيد من نسبة الإنتان، (الالتهاب) ويزيد من نسبة نزف ما بعد الولادة، وزيادة نسبة الولادة القيصرية.
وقبل أن نتحدث عن تأثير الحمل على السكر لا بد أن نعلم أن الحمل ومرض السكر يقسم إلى ثلاثة أقسام: الحمل السكري غير المعتمد على الأنسولين، أي يعتمد على الحمية، والحمل مع مريضة تعتمد على الأنسولين، ولكن ليس لديها مضاعفات ناجمة عن مرض السكر ومعروف أن لديها مرض السكر قبل الحمل، والحمل مع مريضة تعتمد على الأنسولين، ولكن لديها مضاعفات من مرض السكر، وهي الأخطر ودائماً ننصح هؤلاء بعدم الحمل لما له من أضرار قد تصيب الأم، وإذا حدث وتم الحمل لا بد من المراقبة الدقيقة له.
أما عن تأثير الحمل على مرض السكر، فتقول د. قرقوط: إن المرأة التي تشكو من مرض السكر بعد الحمل تحتاج إلى جرعات من الأنسولين أو لزيادة جرعات الأنسولين لتنظيم السكر لديها، وتكون أكثر عرضة لحدوث مضاعفات واضطرابات في أجهزة الجسم والأعضاء مثل الجهاز البولي وخاصة الكليتين، ونلاحظ أن الإصابة العينية تزيد مع الحمل. أما المضاعفات فتلخصها لنا د. دعد قرقوط بأن أهمها:
1. الإجهاض: عدم تنظيم سكر الدم وارتفاعه في الدم قد يؤدي إلى الإجهاض في الثلث الأول من الحمل.
2. حدوث تشوهات في الجنين، أيضاً تنظيم السكر قبل حدوث الحمل يحمي من حدوث التشوهات الجنينية المصاحبة لارتفاع السكر بالدم.
3. جنين عرطل أي الكبر في حجم الجنين.
4. استسقاء أمنيوسي، أي زيادة في كمية السائل حول الجنين.
5. أو لاسمح الله موت الجنين المفاجئ داخل الرحم، أو مباشرة بعد الولادة.
وحول التشخيص تقول د. دعد قرقوط: بالنسبة للفئة الثانية والثالثة فهما معروفتان أن لديهما مرض السكر قبل الحمل، فالمشكلة هي تشخيص الفئة الأولى، فكما ذكرنا من قبل هذه الفئة ليست لديهن أي أعراض للسكر، وغالباً يكون تأثير السكر هو ظهور المضاعفات مباشرة على الجنين أو الأم، وقد لا يظهر بالتحليل العادي أي سكر الدم على المريضة، فمن هم الأكثر عرضة لحدوث سكر الحمل خلال الحمل؟
1-أن يكون وزن المرأة أكثر من 60كغ.
2- وجود قصة عائلية لمرض السكر أي وجود مرض السكر لدى أحد الوالدين أو الإخوة.
3- في السوابق المرضية قصة موت جنين داخل الرحم.
4- في السوابق ولادة جنين أكبر من 4000 جرام.
5-وجود سكر بالبول.
6- قصة موت الجنين مباشرة بعد الولادة لسبب غير معروف.
7- وجود قصة تشوه جنين في سوابقها الحملية.
8- قصة ولادة باكرة.
9- انسمام حملي بعد الحمل الأول (لمولود).
10- وجود استسقاء أمنيوسي (زيادة السائل حول الجنين).
11- قصة إصابة رقبية لجنين خلال الولادة مصاحبة لإصابة عصبية.
12- قصة إسقاطات متكررة لأكثر من ثلاثة في الثلث الأول من الحمل.
13- ارتفاع ضغط مزمن.
14- تكرار الإصابة بالمبيضات (المعروفة بالفطريات).
15- تكرار التهاب المجاري البولية.
16- العمر أكبر من 30 سنة.
17- وجود سكر الحمل في حمل سابق.
في حال وجود أي عامل من هذه العوامل لا بد من البحث عن السكر لديها، ويفضل الفحص مبكراً في الأسبوع 18-22 من الحمل، وفي حال عدم ظهور السكر يكرر الفحص في الأسبوع 25-30، وأفضل طريقة للبحث عن السكر هي قياس سكر الدم بعد إعطاء 50 غراماً من السكر على الريق، أو بعد الطعام، ثم تؤخذ عينة من الدم بعد ساعة لتحليل السكر.
في الحالة الأولى لا بد ألا يتجاوز سكر الدم عن 135مغ، وفي الحالة الثانية لا بد ألا يتجاوز سكر الدم عن 145مغ، وفي حال وجود قيام لسكر الدم غير طبيعي لا بد أن نجري فحصاً آخر للتأكد وهو 3 ساعات تحمل سكر الدم، وحيث نعطي 100 غرام من محلول السكر عن طريق الفم، ثم تؤخذ عينة من الدم لقياس السكر ثلاث مرات متتالية بفارق ساعة واحدة لكل عينة دم لقياس سكر الدم.
والقياسات الطبيعية هي: سكر الدم الصائم 96 ملغ بعد ساعة واحدة، 172 ملغ بعد ساعتين، 156 ملغ بعد ثلاث ساعات، 131 ملغ.
ويكفي وجود قياسين أو أكثر غير طبيعي لنقول: إن هذه الحامل لديها حمل سكري، وفي حال وجود عامل وراثي للسكر أو أحد العوامل السابق ذكرها، وعلى الرغم من أن القياسات لتحمل السكر لديها طبيعي، لا بد لنا من الاحتياط؛ فننصح الحامل بالحمية وتفادي زيادة الوزن، وبإجراء بعض التمارين الرياضية المسموح بها حتى تحافظ على وزنها وتتفادى حدوث سكر الحمل، فالوقاية خير من ألف علاج.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved