حنفي معقباً على العُمري:
جمعيات تحفيظ القرآن تنتهج الوسطية بأسلوب السماحة والعدل والاستقامة

سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة - حفظه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت على ما نشرته صحيفتكم الغراء في عددها رقم 11579 الصادر يوم الجمعة 23-4-1425هـ بعنوان: (جمعيات التحفيظ ومسؤولية مواجهة الإرهاب والتطرف) للأستاذ سلمان بن محمد العُمري.
أشكركم في صحيفة الجزيرة الغراء على تناولكم لهذه المواضيع بالرصد والمعالجة وإتاحة الفرصة للكتّاب والمفكرين للكتابة فيه وأقدر للأستاذ سلمان العُمري على إبرازه لهذا الموضوع الحساس بقلمه المتميز فهو أحد الراصدين والمتابعين لهذه المواضيع المهمة ونشكره على ذلك فقد رتب في مقاله مسؤوليات مواجهة ظاهرة العنف والتطرف ووضع جمعيات القرآن الكريم في مقدمة المسؤولية عن معالجة هذا الوضع وإظهار الصورة الصحيحة للشباب المسلم بدلاً من الصورة المزيفة الملصقة بحفظة القرآن الكريم التي تصمهم بالغلو.
وأؤكد على ما تفضل به الاستاذ سلمان العُمري فإن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة تعتبر نموذجاً واقعياً للتربية وهي مكملة للدور التربوي الذي تضطلع به وزارة التربية والتعليم، فطلاب الجمعيات متفوقون دراسياً ويمتلكون تصوراً فكرياً سليماً بعيداً عن التفريط والإفراط، فمنهج الجمعيات يتم بالوسطية وهم يقفون صفاً واحداً خلف ولاة الأمر وعلماء هذه البلاد المباركة فإن يد الله مع الجماعة والجمعيات هي في الأساس امتداد للكتاتيب وحلقات تعليم القرآن الكريم في مساجد ومدن المملكة وقراها والكتاتيب سبق أن تخرج منها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - التي كانت منتشرة وقتها في الرياض، كما تخرج من جمعيات تحفيظ القرآن الكريم المشايخ والقضاة والعلماء والوزراء والأطباء والمهندسون والمحامون وغيرهم كثيرون رجالاً ونساءً وهؤلاء أمثلة يقتدى بهم في الاستقامة والسماحة والعدل والوسطية، لذلك فجمعيات القرآن الكريم تدين الأفعال التخريبية الإجرامية التي ترتكبها الفئة الضالة لأنها خروجٌ على الإمام وشق لعصا الطاعة وترويع للآمنين واتلاف للأنفس والأموال المعصومة.
إن الجانب التربوي في تنشئة الشباب من أهم العوامل المؤثرة في تكوين توجهاتهم وتصوراتهم التي تُبنى عليها أفعالهم وسلوكياتهم لذلك كان للجمعيات قصب السبق في غرس القيم الإسلامية السمحة والعمل على ترسيخ المنهج الوسطي الصحيح للإسلام في نفوس الشباب، ومنذ أيام انتهت فعاليات الملتقى الاول للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الذي نظمته الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة تحت شعار (نحو عمل مؤسسي متميز) وكانت مناسبة لالتقاء رؤساء وأعضاء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة والتباحث والمشاركة للخروج بنتائج تسهم في مواجهة هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا، وقد ناقش الملتقى من ضمن مواضيعه هذه الأحداث وسوف تستضيف الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة في العام القادم إن شاء الله تعالى الملتقى الثاني وسيكون من ضمن محاوره كيفية مواجهة الارهاب والتطرف وسوف يتم التركيز على أهمية التنسيق بين الجمعيات لتوحيد الجهود التربوية والاستفادة من الخبرات والإمكانات العلمية في مواجهة هذه الآفة الفكرية المضللة،
والله الموفق.