Monday 5th July,200411603العددالأثنين 17 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

متى يتحقق السلام في الشرق الأوسط ؟ متى يتحقق السلام في الشرق الأوسط ؟
عبدالله راشد السنيدي

رغم مرور (57) سنة على نشوء قضية الشرق الأوسط عندما قام الغرب ممثلاً في الحكومة البريطانية بإيجاد وطن لليهود في فلسطين ووقوع ثلاث حروب بين الدول العربية وإسرائيل هي حرب 1948م وحرب 1967م وحرب 1973م ورغم تشرد الشعب الفلسطيني في بعض الدول العربية ودول أخرى في العالم، وصدور قرارات المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن الدولي بحل مشكلة هذا الشعب وحل القضية الفلسطينية واتفاقية أسلو السرية بين إسرائيل والفلسطينيين وكذلك الجهود التي بذلها الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في سبيل إيجاد الحل لهذه القضية والمبادرة العربية التي اقترحها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي حفظه الله وهي مبادرة منطقية وعادلة تهدف إلى حفظ حقوق الشعب الفلسطيني والاعتراف بإسرائيل واحترام سيادتها يضاف إلى ذلك الاتفاق الذي تم بين المجموعة الرباعية وتضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة فيما يعرف بخارطة الطريق وكذلك الوعود التي طرحت بأنه بعد إسقاط نظام حكم الرئيس العراقي صدام حسين سوف يتم العمل وبشكل جدي لحل نزاع الشرق الأوسط.
إذاً رغم هذه المقومات قرارات مجلس الأمن واتفاق أوسلو وجهود الرئيس كلينتون والمبادرة العربية وخارطة الطريق وسقوط نظام الحكم العراقي لماذا لم تحل هذه القضية حتى الآن؟ ولماذا لا ترغم إسرائيل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي؟!
إن الحل بعد هذه الجهود سهل وميسر إن كانت إسرائيل والمؤيدون لها تتوفر لديهم الجدية في الوصول إلى الحل وهو الانسحاب من الأراضي المحتلة سنة 1967م بكاملها بما فيها مدينة القدس الشرقية والتي يوجد بها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مقابل الاعتراف بإسرائيل كدولة في المنطقة من حيث سيادتها وحقها في الأمن إلا أن إسرائيل تتصرف بعيداً عن تحقيق هذا الحل السهل والفرصة المتاحة لها بعد أن كانت تتمنى اعتراف العرب بها وقبولهم بوجودها والآن بعض العرب اعترفوا بها والبقية سيقومون بذلك إذا تحقق الانسحاب الكامل كما أن الفلسطينيين تفاوضوا مباشرة معها وقاموا بتعديل ميثاقهم لكي يسمح بالقبول بوجود إسرائيل، كما أن المؤيدين لإسرائيل قد جمدوا الجهود المبذولة للحل وآخرها خارطة الطريق مما يعني عدم توفر الجدية لديهم للوصول إلى حل هذه المشكلة التي تعتبر من أكبر المشاكل العالمية والتي حلولها واضحة وجلية إذا توفرت النية الصادقة والجدية لتنفيذ هذه الحلول.
إن الاستمرار في مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني وعمليات الحصار والدمار والتجويع والقتل بما في ذلك اغتيال القادة الفلسطينيين والذين كان آخرهم قائدي حركة حماس الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي دليل آخر على أن إسرائيل قد دخلت مرحلة اليأس والعجز عن مواجهة المقاومة الفلسطينية وهو أسلوب بالتأكيد غير ناجح ولن يحقق لإسرائيل شيئاً بل بالعكس إن مردوده سيكون سلبياً على إسرائيل بزيادة رد الفعل الفلسطيني والعربي والإسلامي تجاهها، فالفلسطينيون كلما انتقموا من إسرائيل بسبب عملياتها اللا إنسانية تجاههم أو بسبب قيامها باغتيال قادتهم يعقب ذلك أن تقوم إسرائيل بالرد على الانتقام الفلسطيني عن طريق الدبابات والجرافات والطائرات عندما تقوم بمهاجمة الفلسطينيين العزل في أسواقهم ومساكنهم والنتيجة أن الذي يدفع الثمن هم المدنيون من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
لقد جربت إسرائيل سياسة الحصار والدمار والقتل أو ما يعرف بإرهاب الدولة ولم توقف هذه السياسة نشاط المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني وذلك لسبب بسيط وهو أن تحرير الأوطان واسترجاع الحقوق يعد من أهم المطالب والحقوق الإنسانية لا يؤثر عليه أو يوقف عجلته اختفاء شخص أو شخصين أو أكثر حتى ولو كانوا من الشخصيات القيادية لأن المقاومة أي مقاومة إنما تنطلق من مبادئ راسخة ومجردة تتمثل في نيل الاستقلال والتخلص من الاحتلال واستعادة الحقوق ولهذا السبب فإن مقاومة الشعب الفلسطيني سوف تستمر إلى أن تتحقق له هذه الأهداف، وعلى إسرائيل أن تدرك بأن أسلوب الرد عن طريق الاغتيالات أو المداهمات أو القصف بالطائرات لن يعود بالفائدة عليها وعلى شعبها، وأن عليها التفاعل مع نداء السلام.
إن الفلسطينيين والعرب قدموا الكثير من التنازلات في سبيل الوصول إلى السلام وهي التنازلات التي كانت تطالب بها إسرائيل لكي يتحقق السلام ومنها شطب ما ورد في ميثاق منظمة فتح المتضمن المطالبة بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر وهو ما تحقق حيث اكتفى الفلسطينيون بعد هذا التنازل بالمطالبة بالضفة الغربية لنهر الأردن وقطاع غزة كما هما حسب حدود الرابع من يونيو سنة 1967م لإقامة دولتهم إلا أن إسرائيل بدلاً من أن تقابل ذلك بالتقدير لهذا الموقف والمبادرة بالانسحاب الفوري من الأراضي الفلسطينية فإنها قد سلكت موقفاً معاكساً يدل على عدم رغبتها في السلام ومنح الفلسطينيين حقوقهم بما في ذلك الانسحاب من أرضهم فقد طالبت إسرائيل بالدخول في مفاوضات ثنائية.
وقد أثبتت الأيام أن تلك المفاوضات طويلة ومعقدة ولم تسفر حتى الآن عن شيء مفيد للفلسطينيين كما أن إسرائيل قد زادت من وتيرة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، كما أنها أقامت الجدار الفاصل في داخل تلك الأراضي، كما طرحت إسرائيل وأيدها المتعاطفون معها فكرة الانسحاب من قطاع غزة وتفكيك المستوطنات بها وكأن هذه المستوطنات في أراضي الغير كانت عملاً مشروعاً، ولذلك فإنه لكي يعيش شعب إسرائيل في أمن وسكينة فإن على حكومة إسرائيل أن تسلك الطريق الصحيح لذلك وهو الانسحاب من الأراضي المحتلة سنة 1967م بما فيها القدس لكي يتمكن الفلسطينيون من إقامة دولتهم عليها وبالتالي يعيشون في أمن وسلام واستقرار كالشعوب الأخرى.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved