عزلة الإرهابيين

يزداد طوق العزلة إحكاما حول المجموعة الإرهابية فقد تعين عليها اللجوء إلى وسائل بدائية لكي تعالج أفرادها الجرحى، والذين أصيبوا في المواجهات مع رجال الأمن، لأن الإرهابيين لا يستطيعون نقل جرحاهم إلى أي مستشفى فسرعان ما يكتشف أمرهم وليس أمامهم اللجوء إلى حل آخر سوى الانكفاء على أنفسهم للبحث عن حل، وفاقد الشيء لا يعطيه، ومن ثم فقد لجؤوا في إحدى الحالات إلى الاستعانة بمنشار كهربائي لبتر ساق أحد جرحاهم وكان يعاني من الغرغرينا..وهذا حالهم تجاه كل أمورهم، فقد اختاروا الخروج على المجتمع، وهاهم يدفعون ثمن هذا الخروج، ومن الواضح أن المصاعب تحيط بكل شؤونهم، فلا أحد يمكن ان يقدم أي مساعدة لمثل هؤلاء الذين يقدمون الموت فقط لمجتمعهم ويكافئونه بالاضطراب وعدم الاستقرار بدلا من الانخراط في الذود عن الوطن والإسهام في تقدمه ورفعته..
لقد تصاعدت الهجمة الأمنية على هذه الفئة وأصبحت هدفا مرصوداً لرجال الأمن الذين تمكنوا من الإمساك بزمام المبادرة وملاحقة العناصر المارقة ومهاجمتهم ومفاجأتهم أينما كانوا، بينما الإرهابيون يحاولون توفير الأساسيات الضرورية لبقائهم من علاج ومأوى دون جدوى، ويضطرون لكشف انفسهم بطريقة او أخرى ليصبحوا أهدافاً سهلة أمام متعقبيهم..وهناك دائما فرصة للعودة عن الخطأ بدلا من هذا التخبط الذي لا يفضي إلا إلى الفوضى والضياع، فالعفو الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين يشكل فرصة طيبة أمام هؤلاء للعودة إلى مجتمعهم ومواجهة واقعهم بالاستفادة من هذه البادرة الكريمة..وسيكون من غير المناسب الإمعان في الخطأ وتعريض المزيد من الناس لإفرازات مثل هذا التخبط، بينما يمكن تفادي الأسوأ بالاقلاع عن كامل هذا الأمر والعودة إلى الواقع، ومواجهة مقتضياته.. إن نظرة سريعة لأي من هؤلاء إلى القائمة التي تضم المطلوبين يرى انها كيف تتقلص يوما بعد الآخر وأنها باتت الآن تضم نصف العدد المطلوب فقط بعد أن لقي الآخرون مصرعهم أو استسلموا..